شركة "إيرباص"

اتّهمت شركة "إيرباص" لصناعة الطائرات بإعادة إشعال ما يُسمّى بـ"مشروع الخوف" لأسباب سياسية، بعد أن هدّدت الشركة الأوروبية بالانسحاب مِن المملكة المتحدة في حالة عدم التوصّل إلى صفقة خروج بريطانيا مِن الاتحاد الأوروبي.

الشركة تُمارس ضغوطًا سياسية على بريطانيا
قالت شركة الطيران العملاقة التي توظّف 14 ألف شخص في 25 موقعًا في جميع أنحاء المملكة المتحدة، إنها ستعيد النظر في استثماراتها في المملكة المتحدة على المدى الطويل في البلاد، إذا ما انسحبت بريطانيا من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي دون اتفاق انتقالي.
وأوضح مؤيّدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "التهديد له دوافع سياسية"، إذ تسعى "إيرباص" إلى الضغط على الحكومة للبقاء في أقرب مكان ممكن للاتحاد الأوروبي، لحماية مصالحها الخاصة.
وحدّدت "إيرباص" موقفها في تقييم المخاطر المنشور عبر موقعها على الإنترنت، كما دعت الحكومة أيضًا إلى تمديد فترة الانتقال في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي مِن المقرر أن تستمر حتى ديسمبر/ كانون الأول 2020، إذا تم الاتفاق على صفقة.
وقالت إن عملية الانتقال المقترحة كانت قصيرة للغاية بالنسبة إلى الشركات لإعادة تنظيم سلسلة التوريد الخاصة بها، وأنه إذا لم يكن هناك أي تمديد، فستراقب أي استثمارات جديدة في المملكة المتحدة بعناية وتمتنع عن توسيع قاعدة الموردين الشركاء في المملكة المتحدة.

اختلاف آراء مؤيدي "البريكست"
وأكد زعيم كتلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حزب المحافظين، بيتر بون: "ما يحدث مجرد جزء جديد من مشروع الخوف، إنهم يحاولون فقط الضغط على الحكومة البريطانية لأنهم يريدوننا أن نكون جزءًا من الاتحاد الأوروبي".
وأضاف نايغل فاراغ، قائد سابق في حزب الأوكيبب "من الغريب أن تهددنا شركة "إيرباص" اليوم، بعدما أخذت المليارات من الاتحاد الأوروبي، ومنذ 20 عامًا سمعنا أن شركات تصنيع السيارات مثل نيسان ستنسحب من بريطاينا، إذا لم تنضم إلى الاتحاد الأوروبي"، وأضاف "إذا خرجت الشركات من بريطانيا، ستحتاج إلى نحو عامي لإعادة بناء مصانع جديدة في ألمانيا أو فرنسا ومن الصعب حدوث ذلك".
وفي الوقت نفسه، قال جون لونغوث، الرئيس المشارك في مجموعة حملة مغادرة الاتحاد الأوروبي: "القصة الأخيرة لأيرباص تشير إلى المزيد من المخاوف، الشركة المتعددة الجنسيات التي تديرها فرنسا، تحاول تقويض حكومة المملكة المتحدة".

"إيرباص" تريد إنهاء حالة عدم الوضوح
وقال توم وليامز، المسؤول التنفيذي الأول في شركة "إيرباص" التجارية للطائرات، لبرنامج "بي. بي. سي" التابع لراديو هيئة الإذاعة البريطانية "إن الشركة أصبحت محبطة بشكل متزايد من عدم الوضوح، بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن الواضح أن الوقت يمر"، وأضاف "الآن علينا أن نصل إلى النقطة التي يجب أن نتخذ فيها قرارات جادة، وغالبا ما تكون هذه القرارات طويلة الأجل بطبيعتها ودون وضوح، ومن الخطير جدا بالنسبة إلينا أن نمضي قدما، نتحدث عن قرارات تتعلق بمخزونات السلامة والمخزونات الاحتياطية للمكونات، بافتراض أنه ستكون هناك فوضى على الحدود وأن تلك المواد لن تتحرك بحرية".
وأصرّ ويليامز على عدم وجود ضغوط سياسية على "إيرباص" للتصريح بذلك، مؤكدا أنه من الضروري التعامل بوضوح وعلى يقين، فلا يمكن استمرار حالة عدم الوضوح.