قادة الاتحاد الأوروبي

عبَّرت صورة التقطت لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قي أستونيا، عن علاقة المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي. فقد بدت ماي واقفة في الصف الخلفي في صورةٍ عائليةٍ جمعت قادة الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يُجسد علاقة بريطانيا البعيدة بالاتحاد. وظهرت رئيسة الوزراء واقفة في الزاوية اليمنى الخلفية من الصورة التي تم التقاطها خلال قمة استونيا أمس الجمعة .

واستغلت ماي الرحلة لطمأنة قادة الاتحاد الأوروبي بأنَّ بريطانيا مازالت "دون قيد أو شرط" ملتزمة بالدفاع الجماعي عن أوروبا بالرغم من تركها الاتحاد. وقالت ماي، في "تالين" خلال حضورها قمة للاتحاد الأوروبي، إنَّ المملكة المتحدة ستواصل تقديم المساعدات إلى الدول التي كانت ضحية العدوان المسلح أو الإرهاب أو الكوارث الطبيعية.

وتكررت تصريحاتها في خطابها في فلورنسا الأسبوع الماضي عندما عرضت احتمالات التوصل إلى اتفاق أمني شامل مع الاتحاد الأوروبي ضمن جهودها الرامية إلى فتح مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. وكانت ماي قد غادرت القمة قبل انتهائها، وذلك قبل أن يعقد زعيم استونيا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع رؤساء الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك وجان كلود جونكر.

وتُشير المغادرة السريعة إلى إن زعماء الاتحاد الأوروبيين ربما لم يُولوا اهتمامًا كبيرًا بماي التي ابتعدت عن الأنظار طوال القمة. واكد مصدر في رئاسة الوزراء أنَّ القمة كانت مثمرة، مؤكدًا على لقاء رئيسة الوزراء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حيث قال إنَّ "الوضع كان جيدًا".

جاء ذلك بسبب تهديد جان كلود جونكر الهدنة الهشة بين مفاوضي المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد أن ادعى أن بريطانيا بحاجة إلى "معجزة" إذا أرادت التقدم في محادثات "البريكسيت" في ما يتعلق المفاوضات التجارية المقررة الشهر المقبل. وتصر بروكسل على أن المحادثات حول التجارة لن يُسمح لها بالبدء حتى يتم "إحراز تقدم كافٍ" حول القضايا الرئيسية المتعلقة بحقوق المواطنين والحدود الايرلندية وما يسمى بمشروع الطلاق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

بيد أنَّ انجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، أثارت تفاؤلًا أكثر عندما قالت للصحفيين فى تالين إنَّ "خطاب تيريزا ماي ساعد فى إحياء المحادثات". جاء ذلك في الوقت الذي حثت فيه ماي ميركل في اجتماع على هامش القمة للموافقة على فترة انتقالية لخروج المملكة المتحدة لفترة محدودة من أجل توفير استقرار الأعمال التجارية في بريطانيا والقارة الأوروبية.