عناصر من حركة "طالبان "

زعم مقاتلو حركة "طالبان" الأفغانية، أنَّ روسيا تزودهم بالأسلحة بما فى ذلك أسلحة القناصة والرشاشات الثقيلة. وقال لواء أميركي كبير في أفغانستان في وقتٍ سابقٍ من هذا العام انه "لا يدحض" التقارير التي تقول بإنَّ موسكو تقدم لطالبان الدعم، بما في ذلك الأسلحة. وقد نفى القادة في الكرملين سابقًا التعامل مع طالبان. بيد أن لقطات جديدة حصلت عليها "سي أن أن" تظهر إنَّ المقاتلين في حوزتهم أسلحة مُتطورة يزعم المسلحون إنَّها قُدت لهم عبر مصادر في الحكومة الروسية.

وقد انتقدت موسكو الولايات المتحدة إزاء تعاملها مع الحرب فى أفغانستان حيث خاض الاتحاد السوفيتي السابق حربًا دموية وكارثية في الثمانينات. وقد زودت أميركا في الثمانينيات "المجاهدين"، الذين كانت طالبان من ضمنها بأسلحة ذات تكنولوجيا عالية في قتالهم مع الاتحاد السوفيتي. وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية أنَّ احد أفراد طالبان يقول إنَّ التنظيم تلقى أسلحة مجانية على الحدود من طاجيكستان بعد أن قدمها لهم الروس. وقالت جماعة آخرى مُنشقة من حركة "طالبان" إنها استولت على أسلحة من المجموعة الرئيسية وأنَّ هذه الأسلحة جاءت من الروس عبر ايران.

وقال نائب رئيس الجماعة المُنشقة الملا عبد المنان نيازي لشبكة "سي إن إن" إنَّ الروس يعطونهم هذه الأسلحة لمحاربة "داعش" في أفغانستان، لكنَّهم يستخدمونها ضدنا أيضًا". ولم تعلق روسيا على تقارير شبكة "سي إن إن" إلا أنها نفت من قبل ادعاءات تورطها في التجارة مع طالبان.

وفي أبريل/نيسان، اكد الجنرال جون نيكولسون، الجنرال الأميركي الأعلى في أفغانستان، انه من المحتمل أن تكون روسيا تزود طالبان بالاسلحة. وسأله أحد المراسلين: "أنت لا تدحض أن روسيا ترسل الأسلحة؟" فرد نيكولسون: "أوه، لا، أنا لا دحض ذلك." وفى الوقت نفسه صرح مسؤول عسكري اميركي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، للصحفيين أنَّ المخابرات أظهرت أنَّ روسيا تُقدم الدعم المالي والأسلحة لطالبان وخاصة الأسلحة مثل المدافع الرشاشة.

وقبل بضعة اسابيع، قال الجنرال كورتيس سكاباروتي القائد الاعلى للقوات المتحالفة في الحلف الأطلسي الذي يرأس أيضًا القيادة الأميركية للجيش الأميركي إنَّ روسيا ربما "تُقدم الدعم لطالبان في الوقت الذي تُقاتل فيه القوات الأميركية والناتو في أفغانستان". وقال للمشرعين انه يرى أنَّ النفوذ الروسي يتوسع فى مناطق متعددة بما فيها أفغانستان. وأضاف سكاباروتي أمام لجنة التسليح في مجلس الشيوخ: " إننا نرى تأثير روسيا مؤخرًا -زيادة النفوذ - من حيث تكوين الجمعيات وربما حتى دعم طالبان". ولم يوضح بالتفصيل نوع الإمدادات التي يمكن أن توجه إلى طالبان أو كيف يمكن أن يكون هناك دور مباشر لروسيا.

ونفى المسؤولون الروس الادعاء القائل بأنها قد تزود متمردي طالبان، ووصفوا ذلك بأنَّه "كذبة"، في إشارة إلى أنَّ التهمة محاولة من واشنطن لمحاولة التستر على فشل سياساتها هناك. وقال المسؤولون إنَّ اتصالاتهم المحدودة تهدف إلى جلب طالبان الى طاولة المفاوضات.

وتجدر الإشارة إلى أن قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" تُقاتل في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في أواخر عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول. ويوجد حوالي 13 الف فرد من حلف شمال الأطلسي فى أفغانستان - معظمهم من الأميركيين - في اطار مهمة التدريب لدعم القوات المسلحة. ووفقا لتقديرات الولايات المتحدة فإنَّ القوات الحكومية تُسيطر على اقل من 60 فى المائة من أفغانستان حيث أنَّ نصف البلاد تقريبًا مُتنازع عليه أو يُسيطر عليه المتمردون الذين يسعون إلى إعادة فرض الشريعة الإسلامية بعد الإطاحة بهم عام 2001.

وقال مسؤولون أن مقاتلي طالبان استولوا على منطقة "سانجين" الاستراتيجية في مقاطعة هلمند في جنوب افغانستان، وذلك في اطار قوة المتمردين المتزايدة. وتم الاستيلاء على المنطقة بعد أن اطلق ضابط أفغاني نيرانه على زملائه أثناء النوم، ما اسفر عن مصرع تسعة من رجال الشرطة. وتسيطر حركة طالبان على عشر مقاطعات من الـ 14 في هلمند، وهي المقاطعة الأكثر دموية للقوات البريطانية والأميركية على مدى العقد الماضي. وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أنه سينشر حوالى 300 من مشاة البحرية الاميركية في وقت سابق من هذا العام في هلمند.