عمليات التجنيد القسري لأطفال القبائل اليمنية

اتهم تقرير أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس" الخميس٬ ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بالتصعيد في عمليات التجنيد القسري لأطفال القبائل اليمنية٬ من خلال رشوة مشايخ٬ وتوزيع الأرقام الوظيفية عليهم٬ ومبالغ نقدية٬ لتسهيل استدراج الأطفال إلى جبهات القتال دون معرفة أهاليهم.

 ونقل التقرير عن مراقبين في الداخل اليمني قدروا ازدياد حالات تجنيد الأطفال من قبل الحوثيين بمعدل 7 أضعاف٬ حيث بلغ عدد الأطفال المجندين في صفوف الحوثيين نحو 15 ألف طفل يشاركون في الأعمال القتالية وزرع الألغام واستخدامهم دروعًا بشرية٬ وفي الحراسة٬ وعند نقاط التفتيش.

وأشار المراقبون إلى إجبار الميليشيات كثيرًا من العائلات اليمنية على إرسال أبنائها للقتال تحت التهديد٬ إضافة إلى تجنيد الأطفال في دور الأيتام، وأبدى المراقبون استغرابهم من سكوت المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الأممية عن هذه الفظاعات التي ترتكبها الميليشيا الحوثية بحق أطفال اليمن٬ رغم انتشار الصور التي تظهر هؤلاء الأطفال في أطقم الميليشيات وجبهات القتال المختلفة٬ وكأن ذلك لا يعنيهم، ولفتوا إلى أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح استأنفت حملة تجنيد إجبارية لمواجهة النقص الكبير في عدد مقاتليها٬ وزجت بأبناء وأطفال القبائل في المحافظات في أتون المعارك.

 وكشفت مصادر قبلية أن الميليشيات تلزم شيوخ القبائل الموالين لها في القرى والمناطق التي يسيطرون عليها بدفع الأطفال للقتال في صفوف الميليشيات٬ فيما أكدت مصادر محلية استخدام قيادات تربوية تابعة لجماعة الحوثي وصالح٬ المدارس لتحشيد وتجنيد الطلاب.

 وذكرت أن حملة التجنيد الإجباري تجري في محافظات المحويت وتهامة وحجة وذمار٬ إذ دفع الحوثيون ثلاثين طفلًا من أبناء مديرية هباط وحدها للذهاب إلى معسكرات التدريب التي أنشئت حديثًا في محافظة المحويت٬ تمهيدًا لإرسالهم إلى الجبهات في محافظة الحديدة٬ وعقدت اجتماعات خلال اليومين الماضيين في مدينتي باجل والكدن في محافظة الحديدة وحجة وذمار٬ تم خلالها إقرار التجنيد الإجباري للأطفال البالغة أعمارهم 12 عامًا أو أكثر في جميع مراكز تلك المحافظات.

وتأتي حملة التجنيد الإجباري في ظلّ الخسائر البشرية الهائلة في صفوف الانقلابيين في مختلف الجبهات٬ وفرار كثير من مقاتليهم، وقالت مريم الصعدي٬ وهي إحدى قاطنات محافظة حجة٬ إن الميليشياتخطفت ثلاثة من أبنائها دون علمها وزجت بهم في الجبهات قبل أن يبلغوها بوفاتهم، وأشارت الصعدي٬ البالغة من العمر 65 عامًا٬ إلى أنها هربت مع من تبقى من عائلتها صوب العاصمة صنعاء لتواجه شبح الفقر والمجاعة.

وقال محمد اليعمري٬ أحد الأطفال الفارين من جبهات القتال٬ عمره 9 أعوام٬ إن اللجان الشعبية التابعة للحوثيين استقطبته دون معرفة أسرته٬ لكنه تركهم بعد شهرين بسبب شدة المعارك وسقوط العشرات من زملائه بين قتيل وجريح. وأضاف اليعمري " كان المشرف علينا يأمرنا أن نتقدم إلى المعركة دون أن يسمح لنا بالحديث أو الاعتراض٬ ولا أحد يستطيع أن يرفض الأوامر٬ وقذائف جيش الشرعية كانت تستهدف كل من يتحرك٬ وقادتنا يرفضون التقدم خوفًا من القصف٬ ولهذا قررت الهروب والرجوع لأسرتي" مشيرًا إلى أن خمسة أطفال على الأقل يموتون أسبوعيًا.