جماعة الحوثي الانقلابية

لا تتوقف جماعة الحوثي الانقلابية، عن شن حملات الاعتقالات، واختطاف، الاطفال والشباب، الشيوخ، من مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، في محافظات، صنعاء، وإب، وعمران وصعدة، وريمة وحجة، وذمار، وفي المديريات التي لازالت تقبع تحت سيطرتها، في محافظات تعز، والبيضاء والجوف، للزج بهم الى جبهات القتال، ضد القوات الشرعية.

بعد فشل عقال الحارات، ومشرفي جماعة الحوثيين في الاحياء السكنية، في استقطاب الشباب، والاطفال، للقتال في صفوف الجماعة، لجأت الى شن حملات اقتحامات، للمنازل والاحياء السكنية، واخذهم بالقوة، وتزج بهم في جبهات القتال في محافظة الحديدة، غربي البلاد، ومختلف الجبهات الاخرى، التي تشهد حربا منذ ثلاثة أعوام، بينما تحصد القوات الحكومية، بدعم من طيران التحالف العربي لدعم الشرعية، في اليمن، العشرات من مسلحي جماعة الحوثيين، وبشكل، شبه يومي، ما جعل الجماعة في نقص حاد أجبرها على الدفع بالسجناء الى جبهات القتال، واختطاف وتجنيد الالاف من السكان، في مخالفة واضحة للقانون الانساني الدولي.

 ( اختطاف 40 شخص في عتمة)

وفي مديرية عتمة بمحافظة ذمار وسط اليمن، تفرض جماعة الحوثيين، حصارها الخانق على أبناء قرية القدم لليوم الثالث على التوالي، مطالبة من سكان القرية الدفع بأبنائها الى جبهات القتال.

وأكدت مصادر محلية لـ"اليمن اليوم" أن جماعة الحوثيين، اختطفت اكثر من (٤٠) شخصا بينهم اطفال وشيوخ مسنين، فيما لازال العشرات من مسلحي الجماعة، منتشرين في كل مداخل القرية ومتمركزين في مرتفعاتها وتفرض على الأهالي حصارًا خانقًا، مانعة اي شخص أو جهة الدخول الى القرية، ومانعة المواطنين الخروج من منازلهم، وتطلق النار على من يحاول الخروج من منزله ومطاردته واقتحام منزله واختطافه ونقله إلى جهة مجهولة.

وتستمر حملات التجنيد الإجباري، في مختلف محافظات البلاد، ففي محافظة اب، (وسط اليمن) شنت جماعة الحوثيين، حملات عسكرية، على القرى والمناطق الريفية، لخطف الشباب والأطفال، كما شنت جماعة الحوثيين، حملة عسكرية، على القرى السكنية، في مديرية فرع العدين المحاذية لمحافظة الحديدة، اختطفت خلالها العشرات من الشباب، والاطفال والشيوخ، واجبرتهم على القتال في محافظة الحديدة. العشرات منهم لم يصلوا إلى جبهة القتال في مديرية التحيتا، فقد استهدفهم الطيران الحربي التابع للتحالف العربي قبل وصولهم، ليعودوا جثث هامدة، الى اسرهم.

الناشط الانساني والاجتماعي، في محافظة اب، والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال، إن جماعة الحوثيين، تقتحم كل يوم العديد من المنازل، لتختطف الشباب والأطفال، بحجة البحث عن مطلوبين امنيا، واكد ل "العرب اليوم" ان" جماعة الحوثيين، لن تتوقف عن حملاتها دام أن المعارك لم تتوقف"، وأوضح "أن جماعة الحوثيين، بعد أن فشلت في استقطاب المقاتلين، ومعرفة السكان بمشروعها الطائفي التدميري، ورفض السكان لها، لجأت الى التجنيد الاجباري".

وأشار الناشط الى أن عدم توحد المجتمع ضد مليشيات الحوثيين، سيشجعها على زيادة الانتهاكات وخطف المدنيين، دون تورع، مؤكدا "انه يجب يقف السكان في وجه مشروع الحوثيين، وقفة رجل واحد، والا ستستمر في عملياتها، دون المبالاة بالأرواح التي تُسفك، والدماء التي تسيل في سبيل الدفع عن مشروعها الطائفي، وحكمها السلالي، الذي تسعى لتحقيقه.

وفي العاصمة صنعاء، قالت مصادر خاصة لـ"العرب اليوم" إن جماعة الحوثيين زادت من تحركاتها، داخل الاحياء السكنية، وفي الجامعات وعبر عقال الحارات لفرض عملية التجنيد الاجباري، ولفتت المصادر إلى أن هناك عشرات الحالات التي رصدت من اختفاء مفاجئ لشباب وأطفال منذ أيام ولم يعودوا إلى أهاليهم ولم يعلم أهاليهم عنهم شيء.

ومنذ مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، خلال مواجهات مع الحوثيين، مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، انخفضت نسبة، انضمام السكان، للقتال في صفوف الجماعة، فالرجل الذي كان يتزعم اكبر حزب في البلاد، قتل، في مواجهات مع شريكه في السلطة، بعد اعلانه انتفاضة شعبية عليهم، اجبرت السكان على الخروج على حكم الجماعة، وايقنوا انها لا تريد الا تدمير الوطن، ورفضوا القتال في صفوفها، فيما انضم الالاف منهم الى القوات الشرعية، بقيادة، طارق صالح.

وشن القيادي الحوثي، المُعين، أمين العاصمة صنعاء، حمود عباد، هجومًا كبيرًا على مواطني العاصمة؛ بسبب ما وصفه بـ"التلكؤ في مساندة جماعة الحوثي بالمقاتلين"، ووصف القتال ضد ما وصفه، بـ"العدوان"، في اشارة الى التحالف العربي، من أقدس المقدسات في الفترة الحالية" وقال أن من أوجب الواجبات على أبناء العاصمة دعم جبهات الحوثي بالمقاتلين، وقال: "على كل بيت أن يبعث بمقاتلين الى الجبهات لصد هجوم التحالف في الساحل الغربي"، كما أضاف "أن أي بيت لم يقدم حتى الآن ما وصفهم بـ"الشهداء" ( قتلى ) في الحرب، يعتبر عار على المجتمع اليمني الصامد، حسب قوله.

(الطابور الخامس)

لا تتوقف جماعة الحوثيين، في اطلاق التهم، بحق المعارضين لمشروعها الطائفي، وخطف وتعذيب، كل من كتب منشور، عن ممارساتها وانتهاكاتها للسكان، او طالب بتسليم المرتبات، او انتقد حربها العبثية.

( الخونة- والمتزقة- والطابور الخامس - والدواعش- والقاعدة- والمأجورين - والتكفيريين) وغيرها من الالفاظ والعبارات التي تطلقها جماعة الحوثيين، ضد كل من عارض مشروعها الايراني، وطالب بتصحيح الاوضاع، او على الاقل، توفير سبل العيش الكريم للموطنين، بينما العشرات من المدنيين، يقبعون في سجون الحوثيين، منذ سنوات، لا تهمة لهم، سواء انهم انتقدوا جماعة الحوثيين، وطالبوها بتسليم مرتباتهم، والقضاء على الفساد الذي تتخلله حكومة الحوثيين.

وفي جريمة بشعة، افرجت مليشيات الحوثي الإرهابية بمدينة ذمار، (وسط البلاد)، عن الدكتور منير محمد قايد الشرقي، بعد تعذيبه بشكل وحشي وتعرضه للحرق بالنار والتعذيب الشديد حتى فقد عقله، وهو دكتور صيدلي اختطفته جماعة الحوثيين، من أحد شوارع مدينة ذمار، قبل عام ونقلته الى أحد سجونها السرية بالمحافظة، تعرض، للحرق والتعذيب الشديد في كل جسمه، حتى فقد عقله، بسبب انتقاده لممارسة الحوثيين.

وفي محافظة ريمة التابعة لاقليم تهامة، تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية إغراءاتها بالمال وتقديمها لمشايخ وأعيان المحافظة، في مسعى لتحشيد مقاتلين واستقطاب منتسبي الجيش والأمن بالمحافظة للانضمام إلى صفوفها.

تجنيد اجباري في عمران

وأكد مركز المستقبل الاعلامي في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء أن مليشا الحوثي، جندت 114 شخص اجباريا، منذ مطلع العام الجاري. بالإضافة الى اختطاف 56 شخصا، بغير حق.

وبعد فشلها الذريع في حشد المقاتلين، عبر حملة التجنيد وما سبقها من استنفار كبار قاداتها لمحافظة عمران، ورفض منتسبي الجيش القتال في صفوفها، دشنت جماعة الحوثي ما اسمته " المرحلة الثانية من عملية التحشيد والتعبئة لإعادة المنقطعين من العسكريين لمعسكراتهم، عبر اغرائهم بتسليم مرتبات الاشهر السابقة، لكن الجنود عرفوا الخديعة، وعادوا إلى منازلهم.

وحصدت القوات الحكومية، وطيران التحالف العربي، الالاف من مسلحي جماعة الحوثيين، بينهم مئات القيادات الميدانية، ولازالت العمليات العسكرية، تتواصل، في مختلف جبهات القتال، وفي الوقت الذي تستمر العمليات العسكرية في استنزاف المقاتلين الحوثيين، تستمر معها، عمليات التحشيد في المحافظات القابعة تحت سيطرة المليشيا، بطرق مختلفة، بالترهيب والترغيب، تحت مسمى الدفاع عن الوطن من العدوان الصهيوني الامريكي، وتحرير فلسطين؛ تحشيد يجبر الالاف من السكان على القتال في صفوف الحوثيين، رغمًا عن عدم رغبتهم، والخوض في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، سوى انهم يمنيين فقط.