الحكومة اليمنية الشرعية

استقال وزيران من الحكومة الشرعية اليمنية خلال أقل من 48 ساعة، بينما قدم نائب رئيس الحكومة وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري استقالته للرئيس عبدربه منصور هادي، أثناء اجتماع لمستشاريه في العاصمة السعودية الرياض، وقدم وزير الدولة والمقرب من هادي صلاح الصيادي استقالته في منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وقدم نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري استقالته خلال اجتماع رفيع للرئيس هادي مع مستشاريه بحضور نائبه ورئيس الوزراء، وقدم ورقة استقالته رسميا خلال الاجتماع الذي عقده الرئيس هادي في العاصمة السعودية الرياض بحضور رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن دغر ونائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر.

وقال مصدر حكومي أن "هادي رفض استقالة الوزير جباري إلا أن الوزير أصر على الاستقالة رافضا تولي أي منصب في الحكومة الشرعية".

يأتي هذا بعد غياب طويل للوزير جباري عن الوسط السياسي والإعلامي منذ زيارته الأخيرة إلى مدينتي تعز وعدن ومقابلته التلفزيونية التي أجراها في قناة يمنية، كاشفا أبرز الصعوبات التي تعيق عمل الحكومة الشرعية وقضايا أخرى تتعلق بسرعة الحسم العسكري والمتسبب في ذلك.

وكشف جباري في مقابلة تلفزيونية عن سبب تقديمه الاستقالة وقال إنه "قدم استقالته من الحكومة عن قناعة تامة دون تراجع ولم يكن هناك أي ضغوطات عليه"، وأشار إلى أنه يقدر حرص الرئيس عبدربه منصور هادي على رفضه استقالته لكنه يرغب في الانسحاب من الحكومة فورا.

وأضاف جباري أن لديه وجهة نظر وتتمثل في وجوب تصحيح علاقة الشرعية مع التحالف العربي بحيث لا تكون علاقة تابع ومتبوع، وتابع: "لم نقبل الإهانة من الحوثي ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبلها من أي جهة أخرى أو أي شخص ونحن نحترم كرامتنا".

ويعد جباري أحد الشخصيات التي كان لها دور واضح من التطورات الأخيرة في اليمن، ورأس اللجنة التحضيرية لما عُرف بمؤتمر الرياض، الذي انعقد خلال الفترة من 17-19 مايو/آذار من العام 2015م، كما شارك في أول مفاوضات بين الحكومة والحوثيين في مؤتمر جنيف الأول والذي عقد في يونيو/حزيران من العام 2015م ممثلا عن الحكومة الشرعية.

وعين ضمن الهيئة الاستشارية للرئيس هادي في ديسمبر/كانون الأول، ثم جرى تعيينه لاحقا نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للخدمة المدنية، وهو أحد أعضاء مجلس النواب اليمني، وقيادي في حزب البناء والتنمية.

من جهته أعلن وزير الدولة، في الحكومة اليمنية استقالته من الحكومة بشكل نهائي، وقال صلاح الصيادي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "رسميا، أعلن استقالتي من الحكومة بصورة نهائية"، وقال الصيادي إن أهم الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة عدم تمكين الرئيس عبدربه منصور هادي من العودة إلى اليمن.

كان الصيادي دعا في تغريدة له عبر "تويتر" الشعب اليمني للتظاهر من أجل عودة الرئيس هادي، وحذر من كارثة جديدة إن لم يخرج الشعب للتظاهر والمطالبة بعودة الرئيس إلى اليمن.

وقال في الاستقالة التي نشرها عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، إن الحكومة اليمنية عُرقلت في عملها بإعادة تطبيع الحياة في المناطق المحررة، كما أُوقف الدعم عنها نهائيا منذ أكثر من عام، وأشار إلى "انحراف بوصلة أهداف وغايات عاصفة الحزم وإعادة الأمل من قبل بعض أطراف التحالف العربي لدعم (إعادة) الشرعية إلى اليمن وأصبحت اليمن مهددة بالتشرذم الى كنتونات تتحكم بها ميليشيات مسلحة مدعومة بكل ما يلزم ماديا وعسكريا في مقابل تقليص وأحيانا منع الدعم عن المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تتبع مؤسسة الدولة الشرعية"، وأضاف أن تأخير الحسم والتحرير ضد الحوثيين جعل اليمنيين يتعرضون إلى ويلات ومآسٍ لا حصر لها اجتماعية وسياسية واقتصادية ومعيشية وصحية وتعليمية وإنسانية، وقال الوزير المقرّب من هادي إن التحالف ليس جادا في إعادة إعمار اليمن، كما هو مقصر تجاه اليمن، وتابع "وكان يفترض أن تقوم دول التحالف بكل ما يلزم من توفير الخدمات والمرتبات ومتطلبات الحياة الأساسية للشعب اليمني ما دامت قررت أن تكون تلك الوصاية تحت ولاية دول التحالف العربي لدعم و(إعادة) الشرعية (إلى) اليمن وليس إلى غيرها"، وأضاف أن القرار السياسي الوطني والسيادي مسلوب من اليمن، بينما العلاقة بين الدولة الشرعية اليمنية والتحالف العربي باتت علاقة غير متكافئة وغير طبيعية وانتقلت من الشراكة إلى التبعية التامة، ومن شأن هذه الاستقالات أن تؤدي إلى مزيد من التعقيد أمام الحكومة الشرعية، كما أنها تعكس حجم التوترات التي تحكم العلاقة بين التحالف العربي والجانب الحكومي.

وتأسست الحكومة الشرعية، عقب الانقلاب الحوثي على الحكومة مطلع العام 2015، ويقيم معظم مسؤوليها خارج اليمن، بينما يخضع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تحت الإقامة الجبرية في العاصمة السعودية الرياض حسب الوزير الصيادي.​