الانقلابيون الحوثيون

 نظَّم الانقلابيون الحوثيون اليوم الخميس، عرضًا حاشدا بمناسبة مرور ثلاث سنوات على سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، مع تشديد لهجة خطابهم إزاء دول التحالف العربي وخصوصًا المملكة العربية السعودية. ومنذ الصباح تجمع عشرات الآلاف في "ميدان السبعين" في العاصمة وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما حلقت طائرات التحالف العربي فوق المدينة، بحسب ما أفاد مصور لوكالة "فرانس برس".

وخطب عبد العزيز بن حبتور، رئيس حكومة ما يسمى بـ"الإنقاذ الوطني" التي شكلها الحوثيون، في الحشد قائلا: "من هذا الميدان المبارك سنحرر كافة أراضي اليمن، ولن نتنازل عن تحرير أرضنا" حسب زعمه.

وقد مرت 3 سنوات على انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية اليمنية، حيث بات العلم الإيراني يشاهد وسط صنعاء، واللافتات الطائفية لا تخطئها عين في شوارع العاصمة اليمنية. وهذا جانب مما جناه اليمنيون عبر السنوات الثلاث، وتلك هي الحال في ذكرى يوم وصف بـ"يوم النكبة".

بالواقع والوقائع، هي فعلاً "نكبة على اليمنيين كافة، فالشعب اليمني يعاني مأساة إنسانية قالت الأمم المتحدة إنها "الأسوأ في العالم". فاليمنيون يعيشون أوضاعًا صعبة ومزرية في جميع المجالات جراء هيمنة الانقلابيين على مؤسسات الدولة ومواردها المالية في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم. هذا إلى جانب استمرار الميليشيات الموالية للانقلاب في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين في عدد من المحافظات، لاسيما في تعز التي يحاصرونها.

كما يواجه الشعب اليمني الأمراض والأوبئة وفي مقدمتها وباء الكوليرا الذي يفتك بصحة الآلاف. وهناك معاناة أخرى يواجهها الشعب اليمني تتمثل في رفع أسعار السلع كافة، وأبرزها الوقود الذي بلغ مستويات قياسية، وهذه هي النقطة التي تذرعت بها ميليشيات الحوثي خلال اجتياحها صنعاء. أما ما يضاعف الأزمة فهو إيقاف صرف رواتب موظفي الدولة في ظل عدم توفر السيولة المالية، التي استخدمها قادة الانقلاب لشراء السلاح.

والتعليم ليس أفضل حالا بعد أن أصابت الميليشيات الانقلابية المنظومة التعليمة بالشلل، فالمدارس في مناطق نفوذها مقفلة جراء قطع الميليشيات الرواتب عن المعلمين لنحو عام. هذا فضلا عن مساعي الحوثيين لتزييف المنهج الدراسي وفق تصوراتهم الأيديولجية والطائفية.

لكن ذكرى الانقلاب هذا العام تأتي في ظل أجواء مختلفة، لأن الخلافات الحادة بين شريكي الانقلاب الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وصلت إلى تكهن الكثيرين بفك الارتباط، بشكل غير معلن بين الطرفين. وتواصل ميليشيات الحوثي إضعاف صالح وضربه سياسيا وعسكرياً، وتهديده بالاعتقال والمحاكمة.

لكن بعيدا عن خلافات الانقلابيين تحل الذكرى هذا العام، وقد حقق الجيش الوطني بدعم من قوات تحالف دعم الشرعية تقدما كبيرا، أدى إلى سيطرة الشرعية على نحو 85 بالمئة من الأراضي اليمنية.