عناصر تنظيم “داعش”

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استمرار القتال بين "قوات سورية الديمقراطية"، المدعّمة بالتحالف الدولي من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جهة أخرى، على محاور في الجيب الأخير للتنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ورصد معارك كر وفر واشتباكات مترافقة مع عمليات قصف مكثفة من قبل التحالف و"قسد" بين الحين والآخر لمناطق سيطرة التنظيم، وسط استهدافات متبادلة بالقذائف والطلقات النارية والتفجيرات، على خطوط التماس بين الجانبين، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.

ووردت معلومات عن تمكّن التنظيم من انتزاع نقاط في هجين من قوات سورية الديمقراطية بعد هجوم مباغت وعنيف على المنطقة، ونشر المرصد يوم أمس الأربعاء، أنه حصل على معلومات عن استقدام قوات سورية الديمقراطية للمزيد من القوات الخاصة العاملة في منطقة الشدادي، إلى جبهات القتال مع تنظيم “داعش” في محيط جيبه الأخير عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، للمشاركة في العمليات العسكرية الدائرة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث أكّد استمرار الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين قوات سورية الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من جهة، وعناصر تنظيم “داعش” من جنسيات مختلفة من جهة أخرى، والتي تترافق مع استهدافات متبادلة، إذ تسعى قوات سورية الديمقراطية إلى تحقيق مزيد من التقدم في المنطقة والسيطرة على مزيد من المواقع لتضييق الخناق على التنظيم الذي لم يعد يتواجد كقوة مسيطرة في شرق الفرات سوى في بلدتي السوسة والشعفة وأجزاء من هجين وأطراف الباغوز.

اختطاف العائلات

ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه تستكمل اليوم الخميس، عملية اختطاف عشرات العائلات في شرق نهر الفرات، أسبوعها الأول، منذ تنفيذ العملية في الـ 12 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري،  حيث لا يزال تنظيم “داعش”، يحتجز 130 عائلة من ضمنهم 90 امرأة على الأقل، في الجيب الأخير للتنظيم عند الضفة الشرقية لنهر الفرات، بعد أن اختطفهم من مخيم البحرة، واقتادهم إلى الجيب الخاضع لسيطرته والذي يعد آخر منطقة يسيطر عليها في منطقة شرق نهر الفرات، والذي تشهد ضفافه الشرقية اشتباكات متواصلة منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر.

وأكدت مصادر موثوقة أن تنظيم “داعش” عمد لعملية فرز المختطفين من العائلات الـ 130 حيث تعمّد فصل المختطفات عن الأطفال والرجال، مع إخضاع الجميع للتحقيق والاستجواب، وسط مخاوف على حياتهم من قيام التنظيم بتنفيذ عمليات إعدام جماعية أو فردية بحقهن أو بحق المختطفين الآخرين من رجال وأطفال بعد إعدامه الآلاف خلال السنوات الفائتة.

ثأر جديد لتنظيم “داعش”

وفي سياق متصل، اغتال مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية، شخصين اثنين في قرية جديد بكارة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وفي التفاصيل التي رصدها المرصد السوري فإن الاغتيال جرى بإطلاق النار وطال قياديًا محليًا في قوات الدفاع الذاتي التابعة لقوات سورية الديمقراطية ورئيس  المجلس المحلي في منطقة جديد عكيدات، في استمرار لعمليات الثأر من قبل التنظيم في شرق الفرات.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل 24 ساعة من الآن، أنه رصد تنفيذ عناصر من خلايا تابعة لتنظيم “داعش” هجومًا بالقذائف المحمولة على الكتف، مستهدفة مبنى الناحية في مدينة البصيرة، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بالتزامن مع إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة، ما تسبب بوقوع خسائر بشرية في صفوف عناصر قسد، بعضهم قضوا متأثرين بإصاباتهم، كما استهدف مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية بإطلاق نار حاجزًا لقوات سورية الديمقراطية في منطقة الطيانة، ما أدى لإصابة 4 أشخاص هم مدنيان اثنان وعنصران من قوات سورية الديمقراطية، كما نفّذ مسلحون مجهولون هجومًا بالرشاشات على مقر لقوات سورية الديمقراطية، في مدرسة بقرية درنج في الريف الشرقي لدير الزور.

خلايا نائمة وسقوط ضحايا

وكان المرصد قد كشف عن قيام خلايا نائمة تابعة للتنظيم بإطلاق النار على عنصرين من قوات الدفاع الذاتي، خلال تنقلهم على الطريق المار من جنوب مدينة الشدادي، ونشر أمس أن المسؤول العامل في الكهرباء لدى قوات سورية الديمقراطية بريف دير الزور الشرقي، فارق الحياة جراء إصابته بانفجار عبوة ناسفة استهدفت صهريجه في منطقة ذيبان عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث جرى استهدافه برفقة اثنين من أبنائه، ما تسبب باستشهاده وإصابة ولديه بجراح متفاوتة الخطورة، وأكدت مصادر مقربة من ذوي الضحية أن الأخير كان تلقى تهديدات سابقة بقتله لعمله مع قوات سورية الديمقراطية، كما أن التفجير استهدفه على طريق يستخدمه العسكريون والعاملون في المجال النفطي  في شرق محافظة دير الزور.

 

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 5 من تشرين الأول الجاري، أن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية، هجموا بالأسلحة الرشاشة، حاجزًا لقوات سورية الديمقراطية، عند جسر بلدة البصيرة، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، ما تسبب بإصابة عناصر من الحاجز بجراح متفاوتة الخطورة، ومن ثم لاذ المسلحون بالفرار، ورجحت مصادر موثوقة أنهم من عناصر تنظيم “داعش”، في حلقة جديدة من سلسلة الاغتيالات والاستهدافات التي ينفذها التنظيم في شرق الفرات، ضد قوات سورية الديمقراطية وقوات الدفاع الذاتي.

وأوضحت مصادر موثوقة أن منطقتي الصبحة والبصيرة، الخاضعتين لسيطرة قوات قسد في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، تشهدان حالة من الفلتان الأمني نتيجة تجول عناصر من تنظيم “داعش” على دراجات نارية والمرور على حواجز لقوات الأمن الداخلي الكردي “الآسايش”، وسط تخوف من عناصر الحواجز من إيقافهم، خشية استهدافهم من قبل مجموعات أخرى متوارية في المنطقة، كما أكدت المصادر أن الخلايا التابعة للتنظيم تعمد لإقامة حواجز خلال ساعات الليل في الشوارع الفرعية في المناطق سابقة الذكر.

ورصد المرصد السوري في 3 من تشرين الأول، أن تفجيرًا ضرب بلدة غرانيج في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، والخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية، وتسبب بسقوط خسائر بشرية، حيث وثّق 4 عناصر من قوات سورية الديمقراطية قضوا فيما أصيب عدة أشخاص آخرين من بينهم مدنيين ومن ضمنهم أطفال، نتيجة التفجير الذي جرى بواسطة آلية مفخخة كانت مركونة في البلدة، وجرى تفجيرها خلال مرور سيارة لقوات سورية الديمقراطية، كما كان نشر المرصد في اليوم ذاته أنه في أول تحول من نوعه في قضية التعامل مع عمليات الثأر التي ينفذها تنظيم “داعش”، ضد قوات سورية الديمقراطية.

طائرة مسيرة تستهدف محاولة تفخيخ

وعلم المرصد أن طائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي استهدفت خلال ساعات الليلة الفائتة، عنصرًا يرجّح أنه من أحد خلايا تنظيم “داعش”، خلال تفخيخه لدراجة نارية في قرية الصبحة الواقعة في الريف الشرقي لنهر الفرات، حيث استهدفته الطائرة المسيرة عند تنفيذ عملية التفخيخ خلال ساعات الليلة الفائتة، في حين رصد عبوة ناسفة أمس الثلاثاء، عند مرور سيارة تابعة لقوات سورية الديمقراطية، في بلدة الصور في القطاع الشمالي من ريف دير الزور، كما نشر المرصد السوري قبل نحو 4 أيام أنه ما يزال رماد تنظيم “داعش” الملتهب تحت الركام، يحصد المزيد من أرواح مقاتلي سورية الديمقراطية، سواء أكان ذلك عبر عمليات قتل مباشر بالرصاص، أو بعبوات ناسفة أو خطف فلا ظهور لمقاتلي التنظيم إلا من خلال آثار عملياتهم، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اغتيال عنصرين اثنين من قوات سورية الديمقراطية من قرية ماشخ بريف دير الزور الشرقي من قبل مسلحين مجهولين يعتقد أنهم تابعين للتنظيم خلال ساعات الليلة الفائتة، عند أطراف سكة القطار، قرب بلدة البصيرة في الريف الشرقي لدير الزور، فيما عثر على جثث 3 أشخاص في منطقة البئر الأزرق ببادية دير الزور، وقد أطلقت النيران على رؤوسهم.

وتأتي هذه العمليات وما سبقها من عمليات ضمن سلسلة تنظيم “داعش” الهادفة للانتقام لخسارته في شرق الفرات وللنفط في المنطقة، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 24 من شهر أيلول / سبتمبر الجاري أنه رصد عملية اغتيال طالت أول امرأة تعمل في قوات أمنية تابعة لقوات سورية الديمقراطية، حيث أطلق مسلحون مجهولون النار على المرأة المتطوعة في صفوف قوات الأمن العام، والتي تنحدر من قرية الزر، خلال توجهها إلى منطقة البصيرة، الأمر الذي أدى لإصابتها بجراح خطرة.