صاروخ باليستي

فاجأت ألسنة اللهب التي أخذت تتصاعد من المنازل المجاورة ,يوسف ورفاقه  بينما كانوا يلعبون كرة القدم في أحد أحياء مدينة نجران المحاذية للحدود مع اليمن، رافق ذلك دوي صوت قوي جعلهم ينطلقون بسرعة باتجاه الحي لاستكشاف الأمر.

و اكتشف يوسف لعجم وأصدقاؤه أن اللهب المتصاعد كان نتيجة لشظايا صاروخ أطلقته الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا، واستهدف بشكل مباشر مدينة نجران الآهلة بالسكان المدنيين، الأمر الذي أدى إلى تناثر شظايا الصاروخ بعد اعتراضه من قبل قوات الدفاع الجوي السعودي وإصابة 37 مدنيًا بينهم أطفال ونساء وشيوخ.

يقول يوسف "في نحو الساعة الثامنة وخمس دقائق تقريبًا وبينما كنا نلعب كرة القدم في أحد الملاعب القريبة، رأينا دخانًا ولهبًا وسمعنا دوي صوت قوي ، ثم اتجهنا فورًا إلى الحي بعد التواصل مع أحد أقاربنا هناك".

وأضاف "وصلنا الحي ووجدنا رجال الأمن والدفاع المدني والهلال الأحمر موجودين، في البداية حرصنا على المساعدة في نقل العائلات من المنازل المتضررة إلى أقاربنا في أحياء أخرى، فيما قام رجال الهلال الأحمر بتقديم العلاج والرعاية للمصابين".

ويؤكد يوسف لعجم في حديثه أن كثيرًا من منازل المدنيين تعرضت إلى أضرار جراء الشظايا التي سقطت على منازلهم من الصاروخ الباليستي، وقال "كثير من المصابين كانوا داخل المنازل وأصابتهم الشظايا وهم آمنون في بيوتهم".

وأعلنت السعودية أن نتائج اعتراض الصاروخ الباليستي رقم 189 كانت 37 إصابة، 23 إصابة تمت معالجتها في المستشفى و14 إصابة تمت معالجتها في الموقع نفسه من قبل الهلال الأحمر و تضرر 19 سيارة للمواطنين، و15 منزلًا، فيما تم إيواء 4 أسر عددهم 35 فردًا.

وكان العقيد تركي المالكي المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن أكّد أن الصاروخ الذي استهدف مدينة نجران المتاخمة للحدود الجنوبية أطلق بطريقة متعمدة لاستهداف المناطق المدنية الآهلة بالسكان. وهو ما يثبت - بحسب المالكي - استمرار تورط النظام الإيراني بدعم الميليشيات الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية في تحد واضح وصريح للقرار الأممي رقم 2216. و2231 بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، كما أن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني.

وتشير إحصائيات القوات المشتركة للتحالف بأن إجمالي الصواريخ الباليستية التي أطلقتها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران باتجاه السعودية ,189 صاروخًا تسببت في مقتل 112 مدنيًا من المواطنين والمقيمين، وإصابة المئات منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن.

ودأبت الميليشيات الحوثية الانقلابية على استهداف المدنيين في المدن الحدودية السعودية بشكل عشوائي لإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف السكان الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ الآمنين في منازلهم، ففي نوفمبر /تشرين الثاني 2016 استهدفت الميليشيات الحوثية مجمعًا تجاريًا في نجران، الأمر الذي أدى إلى وفاة مقيم يمني وإصابة سبعة أشخاص آخرين بجروح مختلفة.