ميليشيات الحوثي

قُتل خمسة مواطنين يمنيين بينهم إمراتان من أبناء "قيفة"، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها الحوثيون في سيارتهم في منطقة "ذي كالب قيفه" في مديرية "القريشية" بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وقالت مصادر أمنية إن الانفجار أسفر عن استشهاد المواطن حزام عبدالله محمد ابوصريمه والمواطن احمد قايد صالح أبو صريمة والمواطنة شمس محمد علي الفتيني ابوصريمة، فيما أصيبت المواطنة بدور عبدالله أحمد النعيمي والمواطن الاجدع عبدالله أحمد النعيمي بجروح.

ومحافظة البيضاء تعدُّ من أكثر المحافظات التي ارتكبت فيها الميليشيات الإنقلابية جرائم وانتهاكات بحق المدنيين حيث سقط العشرات من المواطنين شهداء وجرحى وأصبح بعضهم في إعاقة دائمة جراء انفجار شبكات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية في مناطق قيفة التي لا زالت تقاوم الميليشيات في العديد من المناطق.

وشدَّدت الميليشيات الانقلابية إجراءاتها الأمنية والرقابية على المسؤولين والوزراء في الحكومة الانقلابية غير المنتمين إلى جماعتها في صنعاء، خشية فرارهم إلى مناطق الشرعية فيما شنت حملة اعتقالات شملت ضباطاً من الحرس الجمهوري سابقاً. وشملت الإجراءات فرض الحراس والسائقين من عناصرها على كبار المسؤولين وتحديداً المنتمين إلى حزب المؤتمر الشعبي العام والكوادر الجنوبية حسب مصادر أمنية، بينهم يحيى الراعي رئيس مجلس النواب الذي عينت له فريق حراسة وسائقا من الحوثيين، فيما يخضع عدد آخر للإقامة الجبرية.

وهذه البدع الحوثية والتضييق على المسؤولين خارج عباءتهم ليست جديدة، حيث يعاني الوزراء الجنوبيون في حكومة الانقلابيين من التهميش وسوء المعاملة والرقابة المشددة بعد تقديم ناصر باقَزْقوز وزير السياحة استقالته ومطالبته بالسماح له بمغادرة صنعاء نتيجة التهديدات التي تعرض لها من مدير مكتب رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للانقلابيين. وهذه هي حال طالت أيضاً كلاً من أحمد القُنع وزير الدولة في حكومة الانقلابيين، وغازي الأحول وزير التعليم الفني والمهني.

وكانت ميليشيات الحوثي أقدمت خلال اليومين الماضيين على اعتقال ثلاثين ضابطاً من الحرس الجمهوري سابقاً الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، للاشتباه بنيتهم الخروج من صنعاء. وقد جاءت هذه الإجراءات المشددة بعد إعلان نائب وزير التربية عبد الله الحامدي على قناة "الحدث" انشقاقه عن الحوثيين ومغادرته صنعاء لينضم إلى الشرعية.

وكشف مصدر مقرب من الحوثيين، عن وجود صراعات وخلافات متنامية بين قياديي الميليشيات الميدانيين في الجبهات، وذلك بسبب عدم صرف المرتبات لعدة أشهر، مشيراً إلى أن الخلافات امتدت إلى القيادات الحوثية العليا وعمقت الانشقاقات بينهم.

وقال المصدر بحسب صحيفة "الوطن" السعودية، إن عدداً من القيادات الميدانية هربوا من مواقعهم في الجبهات معترضين على عدم صرف مرتباتهم، والوعود الكاذبة لهم بذلك، مبيناً أن تلك القيادات تعتبر من قيادات الصف الثالث، والذين لم تصرف لهم أي مرتبات منذ منتصف العام 2017، فيما صُرف لهم نصف مرتب بعد ذلك لتتوقف المرتبات بشكل مفاجئ، فيما توقف صرفها لباقي المقاتلين في الجبهات والمناطق التي يسيطر عليها ميليشيات الحوثيين.

وأضاف أن الميليشيات مارسوا الخداع مع الموظفين في الفترة الماضية بعدم صرف المرتبات رغم وعود سابقة بالصرف، في وقت صرفوا فيه أموالاً ومكافآت سراً، للقيادات العسكرية الميدانية من الصف الأول والثاني والثالث، إلا أنه بعد توقفها عن الصف الثالث، ثارت موجة غضب بين المقاتلين والقياديين الميدانيين وعادوا إلى صنعاء غاضبين، حيث التقى بهم رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي وعقد لقاء معهم خلال الأيام الماضية.

وذكر المصدر أن الحوثي وعد تلك القيادات بصرف المرتبات مشترطاً أن يعودوا لمواقعهم، غير أن الجميع انتفض في وجهه وقالوا له: "أنت كاذب مثل مهدي المشاط، ولن نستمر معكم، ولن نعود حتى تصرف كافة مرتباتنا، نحن نعاني الجوع ونعيش في العراء وأنتم تنعمون بالأموال وتخادعوننا".