القصف الكيميائي على خان شيخون في إدلب

أكدت مديرية صحة محافظة إدلب السورية بعد ظهر اليوم الثلاثاء، مقتل 100 شخص وإصابة 400 آخرين في قصف بغاز "السارين" استهدف بلدة خان شيخون في ريف إدلب. وأفادت قوى الثورة بمقتل 100 شخص في مجزرة مروعة ارتكبها طيران الجيش السوري صباح اليوم، أعادت صورها إلى الأذهان ما حدث قبل أربعة أعوام في الغوطة.

وذكرت "شبكة شام" أن مروحيات سورية ألقت براميل متفجرة تحوي غاز السارين، ما أدى الى حدوث حالات اختناق في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وفي هذا السياق، قال رئيس الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة السورية، إن الطائرات التي ألقت غاز السارين في إدلب لا يمتلكها إلا نظام دمشق، مطالباً بقرار دولي تحت الفصل السابع لوقف مجازره.

وفي مؤتمر صحفي عقده الجندي في مدينة إدلب، اليوم الثلاثاء، أفاد أنه "عند الساعة 7:15 صباح اليوم (04:00 ت.غ)، شنت طائرات من طراز سوخوي 22 هجمات على الحي الشمالي في بلدة خان شيخون بصواريخ محملة بالغازات السامة، مما أسفر عن سقوط القتلى والجرحى". ولفت إلى أن "المنطقة لا يوجد بها عدد كافٍ من المستشفيات، الأمر الذي أدى الى نقل المصابين بسيارات الإسعاف إلى تركيا"، مبينا أنه "كان في إحدى المستشفيات وشاهد 17 شهيدا".

وعن الأعراض التي ظهرت على المتوفين والمصابين، كشف أنها "حالات اختناق، وتضييق الحدقة، ووزمة رئة كيمياوية المنشأ، وخروج الزبد من الفم، وحالات صدمة وغياب وعي، تدل على الإصابة بغازات سامة". وطالب الوزير "المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، أن تقوم بإجراءاتها بإثبات استخدام الغازات السامة، وأنهم مستعدون تقديم الأدلة من ملابس المصابين، ومن التربة، ومكان الإصابات، وتقديمها لأي مخبر جنائي، لإثبات استخدام دمشق لهذا السلاح".

وافاد مصدر أمني أن المستشفى الذي نقل إليه ضحايا الكيمياوي، تعرض بدوره للقصف ما ألحق به دماراً كبيراً، وفق مراسل وكالة فرانس برس. كما شاهد أفراداً من الطاقم الطبي وهم يتمكنون من الفرار.

وتداول ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر مسعفين من الدفاع المدني، وهم يضعون كمامات ويعملون على رش المصابين الممددين على الأرض بأنابيب المياه.

واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان الثلاثاء القوات الحكومية  بتنفيذ الغارات مستخدمة صواريخ محملة بغازات كيميائية سامة تتشابه أعراضها مع أعراض غاز السارين. وطالب الائتلاف مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة على خلفية الجريمة، وفتح تحقيق فوري واتخاذ ما يلزم من تدابير تضمن محاسبة المسؤولين والمنفذين والداعمين المتورطين فيها.

وعلى الإثر، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، اليوم الثلاثاء، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الهجوم بالغاز في محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية. وقال إيرولت في بيان لقد "وقع هجوم كيماوي جديد وخطير هذا الصباح في محافظة إدلب. المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الضحايا بينهم أطفال. وأنا باسم الحكومة الفرنسية أدين هذا التصرف الشائن".

وأضاف أنه "في ظل هذه التصرفات الخطيرة التي تهدد الأمن الدولي أدعو الجميع إلى عدم التملص من مسؤولياتهم. ومع وضع هذا الأمر في الاعتبار أطلب اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن". وأكد قبل اجتماع في بروكسل لبحث المساعدات لسوري، أن أوروبا لا يمكن أن تلعب دورًا في إعادة إعمار البلاد دون فترة انتقالية ذات مصداقية”.‎

وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن طائراتها الحربية لم تنفذ أية غارة جوية اليوم الثلاثاء، في منطقة خان شيخون في محافظة إدلب السورية. وأضاف بيان للوزارة: "إن طائرات سلاح الجو الروسي، لم تجرِ أي عملية قصف في منطقة خان شيخون بمحافظة إدلب".