المؤتمر الصحفي في القاهرة

أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري عصر اليوم الأربعاء،  في بيان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أن موقف الدول الأربع على المبادئ الدولية والمواثيق. وأضاف أنه "لا يمكننا التسامح مع الدور التخريبي لقطر". وقال شكري إن رد قطر سلبي ويفتقر لأي مضمون. ‏وأعلنت الدول الأربع في البيان الذي تلاه وزير الخارجية المصري، تقديرها لموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مكافحة الإرهاب، مشيرة الى أنها تأسف للرد السلبي القطري على مطالب وقف دعمها للإرهاب.

وأعربت عن أملها أن "تتغلب الحكمة وأن تتخذ دولة قطر القرار الصائب". وشددت على أن الوقت قد حان لأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في مواجهة الإرهاب. وأكد البيان أن الاجتماع الوزاري لم يأت للرد على الموقف القطري الرافض للمطالب وإنما للتشاور بشأن الأزمة بشكل كلي.

وكان وزراء خارجية مصر و الإمارات و السعودية و البحرين قد اجتمعوا لمتابعة تطورات الموقف من الأزمة القطرية. وبحث الاجتماع الرباعي الخطوات المقبلة التي ستقوم بها هذه الدول على ضوء الردود والمواقف القطرية خلال الساعات الماضية.

هذا وتسلم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في جدة مساء الثلاثاء من وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي محمد عبدالله الصباح رد دولة قطر على المطالب الثلاثة عشر التي تقدمت بها السعودية ومصر والإمارات والبحرين بغية وقف الدوحة لدعم الإرهاب وتمويله. وكان الجبير قال في تصريحات سابقة " إننا "نتمنى أن يكون رد قطر على مطالب الدول المقاطعة إيجابياً".

 وأكد أن "أغلب ما تضمنته قائمة الطلبات كان مذكوراً في اتفاق عام 2014".

في المقابل، أعلن وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، أن لائحة مطالب الدول المقاطعة "غير واقعية" "وغير قابلة للتطبيق"، على حد تعبيره. وقال إن الرد على مطالب الدول المقاطعة والذي سلم إلى الكويت كان معداً مسبقاً. ووصف الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية المقاطعة للدوحة بأنها "غير قانونية". و أكد وزير الخارجية القطري أنه لا تزال هناك "فرصة للتحسن" فيما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، دعا للتوصل إلى حل للأزمة مع قطر في اتصال هاتفي بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، وناقش معه أيضا التهديد الخاص بكوريا الشمالية. وتابع البيت الأبيض في بيان أن ترمب أكد مجددا على حاجة كل الدول "لوقف تمويل الإرهاب". وقالت الرئاسة المصرية في بيان، إن السيسي بحث مع ترمب "الموقف المصري الخليجي إزاء قطر".

وأضافت "تم التشديد على ضرورة مواصلة جهود التصدي للإرهاب، ووقف تمويله، وتقويض الأساس الأيديولوجي للفكر الإرهابي". وتابع البيان "أكد الرئيس ترمب دعم الولايات المتحدة الكامل لمصر في حربها ضد الإرهاب"، مؤكدا "توافق رؤى الرئيسين حول سبل التعامل مع الأزمات الإقليمية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط". كذلك أعلن البيت الأبيض إن ترمب ناقش أيضا مع السيسي التهديد النووي الذي تشكله كوريا الشمالية.

وقال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الأربعاء، إن تكلفة الشحن الآن إلى قطر 10 أضعاف ما كانت عليه قبل الأزمة الخليجية. وأضاف أن العقوبات المتوقعة من دول المقاطعة الأربع يجب أن تلتزم بالقانون الدولي. وأشار خلال كلمة في مؤسسة "تشاتام" هاوس الدولية البحثية في لندن إلى أن بلاده بحاجة لعلاقة صحية وبناءة مع إيران .

إلى ذلك، كرر وزير خارجية قطر وصف المقاطعة من قبل الدول الأربع السعودية والإمارات و البحرين و مصر بالاعتداء، ودعا في الوقت ذاته إلى الحوار. وزعم أن المقاطعة جاءت لأن لدى الدوحة سياسة مستقلة، ولأن الدول المجاورة ترفض سماع أي صوت مختلف. وأضاف: لم نهدد أمن دول الخليج، ولكن لن نقيّد سياستنا الخارجية، وأي تهديد للمنطقة نعتبره تهديدا لقطر". وتابع: "مع قرب انتهاء المهلة ندعو للحوار".

إلى ذلك، برر استقبال بلاده للجماعات المصنفة إرهابية من قبل الدول المقاطعة، قائلاً: استقبلنا جماعات سياسية سواء اتفقنا معها أم اختلفنا"، معتبراً أن قطر ترحب بكافة المعارضات وحركات التغيير، علماً أن من أبرز القيادات والكيانات التي تستقبلها الدوحة، الإخوان و طالبان وغيرها. أما عن قناة "الجزيرة" فاعتبر أنها ساعدت العالم كله حول العديد من المسائل التنموية وهي تنظر بالعين الناقدة لكل الدول العربية ومن بينها قطر.

يذكر أن الإمارات كانت أوضحت الثلاثاء على لسان وزير خارجيتها عبدالله بن زايد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني في أبوظبي أن وقف الإرهاب يتضمن أيضاً وقف خطاب الكراهية والتحريض. وعن الرد القطري على المطالب 13 التي قدمت سابقاً، قال: "لا يمكننا أن نكشف عن ردنا على المطالب احتراماً للوسيط الكويتي، أما بالنسبة لمسألة وقف تمويل الإرهاب الواردة في قائمة المطالب فأعتقد أن هذا أمر يستغل من أجل الحصول على تعاطف الغرب".

وقال إن الرد على مطالب الدول المقاطعة والذي سلم إلى الكويت كان معداً مسبقاً. ووصف الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية المقاطعة للدوحة بأنها "غير قانونية". وأضاف الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي أن المنطقة عانت الكثير من الإرهاب، مؤكدا أننا "ضيعنا الجهد في محاربة هذا الوحش المتغول".

يذكر أن دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر كانت قطعت في 5 يونيو العلاقات مع قطر بسبب دعم الأخيرة للإرهاب وتدخلها في شؤون الدول الأربع. ولاحقاً أعلن عن قائمة تضم 13 مطلباً من قطر، في طليعتها وقف الإرهاب وإيواء الإرهابيين والمتطرفين، وأمهلت الدوحة حتى 3 يوليو للرد، ومن ثم مددت تلك المهلة 48 ساعة نزولاً عند طلب الكويت التي تقود وساطة بهدف التوصل إلى حل للأزمة الخليجية.