رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر

كشف رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، أن الخلط الشديد في أذهان الكثير من أبناء اليمن بين مفهومي الوحدة والنظام السياسي لم يحدث عرضًا. وأضاف بن دغر خلال كلمة له خلال اللقاء التشاوري الأول لرؤساء الجامعات الحكومية والأهلية في عدن، "لقد صنعت قوى كثيرة هذا الخلط ورعته، وجعلت منه ثقافة وقيم ليتسنى لها ترويج مفهوم التقسيم والتقزيم والتجزئة، مستغلة مظالم المحافظات الجنوبية، وضيق أبناء الجنوب من سلوكيات قيادة ما بعد 1994،( في اشارة لنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح) الذي مارس على مدى أكثر من عقدين من الزمن للنهب والإقصاء والإلحاق المصحوب بالتعسف والعنف، وإشاعة ثقافة التخلف بكل صورها الفكرية والعقائدية وتراجع قيم الحرية والعدالة" .

وأكد بن دغر أن أعظم الإنجازات قد تحققت في اليمن جاءت بعد ذلك، بقيام الوحدة مشيرًا إلى أن مؤتمر الحوار بمخرجاته صحح مسار الوحدة اليمنية، ووضع أسس جديدة حديثة عادلة لبناء الدولة الاتحادية، مضيفًا "لقد كانت وستبقى مخرجات الحوار الوطني انتاجًا فكريًا متوازنًا ومتزنًا مراعيًا للمصالح المشتركة، واختراقاً ديموقراطياً وفكرياً في حياتنا السياسية فلا إقصاء ولا إلغاء ولا تفريط ولا إفراط"

وقال رئيس الحكومة "عدنا لنوقف تدهور الأوضاع التي تفاقمت للحفاظ على ماحققناه من نجاحات خلال العامين الماضيين، وتابع" عدنا لنمنع المزيد من الضرر بمصالح الناس وحياتهم وأمنهم". وأكد بن دغر أنه لن يكون هناك  قتال ولا دماء في مدينة عدن مجددًا، وأضاف "سنبذل جهدنا لوقف التدهور المريع للأمن، وسنسعى جاهدين لوقف عمليات الاغتيال التي طالت العشرات من الدعاة وأئمة المساجد ورجال الجيش الوطني والأمن وقادة الأحزاب"، وبيّن أنه حدث في الأشهر الماضية من جرائم في عدن ومحافظات أخرى يعد جرمًا فظيعًا، مؤكدا انه لن يفلت مرتكبية من العقاب.

وأشار بن دغر إلى أن الحكومة ستعمل على توفير، خدمات الكهرباء والماء والصحة والنظافة إلى مستوى يليق بالمدينة العاصمة وأهلها، مؤكدا أن الحكومة ستضع حجر الأساس لمشاريع جديدة في عدن وفي لحج وأبين والضالع، وستفتح مشاريع هامة في مأرب وشبوة وحضرموت والمهرة .وقال ان الحكومة ستعزز جهود الجيش الوطني والمقاومة في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، لتحريرها، مؤكدا انه بوابة النصر وهي طريقنا إلى العاصمة التاريخية.

وأكد أن تعدد السلطات السياسية والعسكرية في البلاد، يحمل في وجوده العديد من المخاطر التي تهدد حياة المواطنين، وتقلق سكينتهم، بالاضافة إلى أنها تضعف الجبهة الداخلية للتحالف العربي في مواجهة العدو الحوثي المدعوم إيرانيًا، كما تخلق بيئة مواتية لانتشار وتمدد المنظمات الإرهابية. واشار إلى أن الانقلاب على الشرعية والخروج على القانون، هو أحد أكثر مظاهر الفوضى تدميرًا لإمكانيات الدولة وقدرات المجتمع، وهو وضع لايمكن القبول به. واردف "ولن نتخلى عن قيمنا دفاعاً عن مصالح شعبنا الكبرى في استعادة الدولة وهزيمة الحوثيين والحفاظ على بلدنا جمهورياً وموحداً في دولة اتحادية رسمنا معالمها في مؤتمر الحوار الوطني.

وتابع "سنجد حلولاً لخلافاتنا حتى وإن بدت للبعض مستعصية على الحل، ولدينا عدو واحد ، وعلينا أن نوجه نحوه بنادقنا، وخلافاتنا تخدم الانقلابيين في صنعاء، وتضعف جبهتنا الداخلية، وتطيل أمد الحرب والمأساة وتؤخر تحقيق أهداف عاصفة الحزم". وقال رئيس الحكومة "لدينا أمل في السلام مع مجيء المبعوث الدولي الجديد، مارتن غيريفت، فقد سمعنا منه وضوحاً في الرؤية وتمسكاً بالمرجعيات في البحث عن الحلول، وإصراراً على تحقيق السلام دون الإضرار بوحدة البلاد".

ودعا بن دغر إلى التوقف عن المشاحنات الإعلامية التي لا تخدم سواء الحوثيين، وأضاف "سنتعاون مع من يرغبون في العمل المشترك معنا وعلى مختلف المستويات حتى مع أولئك الذين وجهوا السلاح يوماً ما ضدنا أفراداً كانوا أوجماعات ". وأكد بن دغر أن الحكومة الشرعية ستلاحق خلايا الإرهاب (القاعدة وداعش) حتى يضعون  السلاح ويتخلون عن العنف، مضيفًا "سنواصل لقاءاتنا مع كافة الفئات والشرائح الاجتماعية، فأمن عدن واستقرارها مدخل لأمن واستقرار الوطن كله.

 وتعهد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، بإعادة بناء قوات الأمن والشرطة وأجهزة المخابرات، بمدينة عدن، لحفظ الأمن والاستقرار فيها.  وطالب بن دغر من مسؤولي البنك الدولي بإرسال خبرائهم لوزارة المالية والبنك المركزي اليمني للمساعدة والاطلاع على حقائق الأمور، مؤكدًا أن وجودهم سيغلق الباب أمام الادعاءات الكاذبة بالفساد الذي يستخدمه البعض للإنقضاض على الشرعية .