ميدان التحرير في العاصمة اليمنية صنعاء

يُواجه "أحمد عبدالله" أزمة كبيرة إذ إنّ لديه فتاتين إحداهما في الصف السابع والأخرى في الخامس الابتدائي وليست لديهما كتب دراسية، بعد أن أوقفت ميليشيا الحوثي

طباعة الكتاب المدرسي وأجرت تعديلات في المناهج الدراسية، ولم يكن أمام أحمد سوى الذهاب إلى ميدان التحرير، حيث تنتعش تجارة الكتاب المدرسي وبأسعار مرتفعة.
ينتشر العديد من بائعي الكتب المدرسية في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء، والذي بات وجهة للمئات من المدنيين لشراء المناهج الدراسية، يقول أحمد لـ"اليمن اليوم" إنه لم يستطع شراء الكتب بسبب ارتفاع أسعارها، مؤكدا أن كل كتاب يكلّف من خمسمائة إلى ألف ريال يمني، نحو (دولار ونصف الدولار).

وأضاف أحمد بقوله "كنت أريد شراء الكتب التي لم تستطع المدرسة توفيرها لطفلتي، والبالغ تعدادها نحو 10 كتب، لكنني لم أستطع إذ بلغ قيمتها نحو 7 آلاف ريال"، ويؤكد أحمد الذي يعمل في أحد مكاتب الضرائب أنه لم يستلم راتبه منذ أكثر من عامين، مشيرا إلى أنه بالكاد يحصل على المال الكافي لتوفير الطعام والشراب.
وتابع أحمد: "لقد دفعت مبلغ 4000 ريال للمدرسة التي فرضت على ابنتي، والآن يتوجب عليّ توفير 7 آلاف لشراء الكتب"، وأردف بحزن عميق "لن أستطيع أن أشتري الكتب، وأوقفت البنات عن الذهاب إلى المدرسة".

وبات 4.5 مليون طالب يمني خارج المدارس، وذلك بسبب الرسوم التي فرضتها جماعة الحوثيين، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتردية التي تعيشها البلاد

والحروب المتواصلة.
وعزى مصدر تربوي في العاصمة صنعاء عدم توفر المناهج الدراسية في المدارس الحكومية إلى سعت جماعة الحوثيين إلى القضاء على المنهج المدرسي لنشر ثقافتها وأفكارها الإيرانية في البلاد، والتي باتت جاهزة في مخازن وزارة التربية والتعليم، لكنها لم تنشر حتى الآن. 

وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"اليمن اليوم"، أن عدم نشر جماعة الحوثيين المناهج وتوزيعها للمدارس رغم أنها طبعت العام الماضي بسبب رفض المجتمع اليمني لمحتوى المناهج الدراسية، من أفكار طائفية، وأشار إلى أن جماعة الحوثيين تسعى إلى إنهاء المنهج السابق، حتى يتسنى لها، توزيع الكتب التي طبعتها،

وللحفاظ على المناهج الدراسية القديمة فرضت بعض إدارات المدارس عقوبات على كل طالب، في حال تقطعت أحد أوراق الكتب أو تم إتلاف الكتاب. 
وقال مدير إحدى المدارس في العاصمة صنعاء، إنه يسلم الكتب لكل طالب ثم يتسلم المنهج في نهاية العام كامل، لكي يتم توزيع على طلاب العام المقبل.

وأكد المدير الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، خوفا من بطش الحوثيين، أنه فرض على كل طالب 500 ريال مقابل كل كتاب، أو شراء كتاب جديد في حال تعرض الكتاب للتلف، موضحا أن "أغلب المناهج في المدرسة باتت قديمة ومستعملة منذ ثلاثة أعوام، ومقطعة أيضا".

وحسب مصادر تربوية أكدت لـ"اليمن اليوم" أن المنظمة ستدفع لكل معلم 50 دولارا شهريا، لكنها لم تنفذ بسبب عدم اتفاق المنظمة مع وزارة التربية في العاصمة صنعاء

وبينت المصادر أن المنظمة قررت دفع 50 دولارا للمدرسين الموجودين داخل الفصول المدرسية فقط، مشيرا إلى أن الوزير اشترط أن تسلم المعونات لكل طاقم الوزارة، بما في ذلك الموجهين، ومدراء المناطق التعليمية، وأكد المصدر أن المفاوضات ما زالت مستمرة بين المنظمة، ووزارة التربية والتعليم.
لسيت