صنعاء -خالد عبدالواحد
أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية السبت، عن بداية عملية واسعة تستهدف معاقل عناصر تنظيم "القاعدة" في "وادي المسيني" في محافظة حضرموت، جنوب شرقي اليمن، وأطلق التحالف العربي عليها اسم "عملية الفيصل" ، وبدأت بقيادة قوات التحالف الذي تقوده السعودية وبدعم كبير من القوات المسلحة الإماراتية، لتطهير جيوب وأوكار عناصر تنظيم "القاعدة "في وادي المسيني، في محافظة حضرموت من خلال ثلاثة محاور أساسية، وبإسناد جوي مكثف".
وتشارك "القوات المسلحة الإماراتية مع القوات الأخرى ضمن التحالف العربي في العمليات ضد "الحوثيين" والقاعدة وغيرها من التنظيمات المسلحة في اليمن، منذ آذار/مارس 2015".، وبدأت القوات اليمنية وبدعم من الولايات المتحدة الأميركية الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن في العام 2001 في محاولة لكبح تمدد التنظيم إلا أن الحرب التي شنتها القوات الحكومية جعلته أكثر دموية، واستغل التنظيم انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية، وسيطر على الكثير من المناطق الجنوبية وأعلن منها محافظات "حضرموت" و"ابين" وأجزاء كبيرة من مدينة عدن جنوب اليمن.
وحذرت دراسة من خطر تمدد تنظيم "القاعدة" إلى الحدود اليمنية السعودية في ظل حرب على الإرهاب وصفتها بـ(غير الجدية) وأدت إلى انسحاب للقاعدة بكامل عتادها العسكري من المناطق التي سيطرت عليها إلى مناطق جديدة.
ووصفت دراسة مركز "أبعاد" للبحوث الحدود اليمنية السعودية بـ(حدود جهنم) في حال تمكنت الحركة الحوثية من السيطرة على المناطق الحدودية الشمالية الغربية وسيطرة تنظيم القاعدة على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، الدراسة التي تأتي ضمن سلسلة دراسات تحت عنوان (توحش الارهاب في اليمن) تناولت في 76 صفحة ما أسمته بـ(الحرب الهشة على القاعدة)، منتقدة خطأ التحالف العربي في محاربة الميلشيات الإرهابية بميلشيات مسلحة بعيدًا عن أدوات الدولة اليمنية.
الحرب الأميركية على القاعدة
وشنت القوات الأميركية أكثر من 120 غارة جوية ضد تنظيم "القاعدة" في اليمن هذا العام في إطار حملة تعززت مع وصول الرئيس الأميركي "دونالد ترمب" إلى سدة الرئاسة الأميركية، وفق ما أعلن مسؤولون أمريكيون ، وقال المسؤولون إن غالبية الغارات الجوية استهدفت تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، الذي تقول الولايات المتحدة إنه يخطط لتنفيذ اعتداءات على أراضيها.
كذلك نفذت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ضربات ضد الفرع اليمني لتنظيم "داعش" الذي تقول وزارة الدفاع الأميركية أنه تضاعف حجمًا على مدى العام الماضي، وبالإضافة إلى الغارات، التي يرجح أن تكون غالبيتها نفذت بواسطة طائرات مسيّرة (من دون طيار)، شنت القوات الأميركية سلسلة من العمليات الميدانية.
وأضاف "اللفتانانت" كولونيل "ايرل براون" المتحدث باسم القيادة العسكرية المركزية الأميركية "ساعدت هذه العمليات في القضاء على شبكات إرهابية، وجعلت جمع المعلومات الاستخبارية، والاستهداف اللاحق ومتابعة العمليات أكثر إنتاجية وفاعلية".
وأعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية أن غارات أميركية على محافظة البيضاء في وسط اليمن أدت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر إلى مقتل مجاهد العدني، القيادي في تنظيم "القاعدة" في شبه جزيرة العرب والآتي من محافظة شبوة المجاورة، وتعتبر واشنطن فرع القاعدة في اليمن - "قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب" - أخطر فروع تنظيم القاعدة في العالم.
ومنح ترامب القادة العسكريين الأميركيين حرية أوسع في شن غارات وضربات في اليمن، بعد وصوله إلى الرئاسة في كانون الثاني/يناير،
وتطرقت دراسة مركز "أبعاد" إلى تحولات الدور الأميركي الجديد بعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة، وتظهر مؤشرات التحول الأميركي من خلال رصد تقدمه الدراسة لـ الـ 100 يوم الأولى من نشاط إدارة ترامب في اليمن، وهو ما يعدل ولاية أوباما كاملة، مؤكدة أن الهجوم البري الأميركي على قرية وسط اليمن وقتل عشرات المدنيين دون تحقيق أهداف يشير بوضوح إلى فشل أولي لما تريد إدارة ترامب تحقيقه.
الحكومة الشرعية، تؤكد استمرار القتال ضد التنظيم
وقال نائب الرئيس اليمن علي محسن الأحمر، في تصريحات صحافية "منذ اليوم الأول أعلناها واضحة أن هدفنا يتمثل في «محاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة وإسقاط الانقلاب»، وأضاف "نحن نسير على هذا الأساس لمواجهة الحوثيين والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى، وأكد "الأحمر" أنه طهِّرت أجزاء واسعة من اليمن من مسلحي جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، وقال نائب الرئيس إنه وبدعم من التحالف العربي تمكنت القوات اليمنية من دحر الإرهابيين من القاعدة من أماكن تواجدهم في محافظات أبين وحضرموت ولحج وشبوة، ولوحقت عناصرهم في مأرب والبيضاء، مؤكدًا" لن نتوقف عن ملاحقة الإرهابيين بالوتيرة ذاتها التي نلاحق بها الانقلابيين، بالتعاون مع الأشقاء في التحالف، ومع الأصدقاء في المجتمع الدولي..
وقال تقرير خبراء مجلس الأمن بشأن اليمن إنه "مما يزيد ديناميات المعركة تعقيداً في اليمن مع مسلحي جماعة الحوثيين هو وجود جماعات إرهابية، كتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و"داعش"، وكلاهما يواجهان ضربات بصورة روتينية ضد أهداف حوثية وحكومية وأهداف تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية.
هجمات متكرر لتنظيم القاعدة
وفجَّرت عناصر تنظيم "القاعدة" الإرهابي الأسبوع الماضي في محافظة حضرموت شرقي اليمن، مبنى مديرية عمد بعد اشتباكات عنيفة مع قوات المنطقة العسكرية الثانية، وقالت مصادر صحافية إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات المنطقة العسكرية الثانية وعناصر القاعدة الإرهابية في عقبة عجزر حيث استخدمت العناصر الإرهابية قذائف الهاون والمدفعية في قصف رأس العقبة المطلة على مركز المديرية حيث توجد قوة من المنطقة الثانية .
وقتل جندي وأصيب 11 آخرين بينهم قائد في قوات "النخبة الشبوانية" في اشتباكات عنيفة، مع مسلحين من تنظيم القاعدة في منطقة الحوطة التي تبعد 12 كيلو عن مدينة عزان مركز مديرية ميفعة جنوب محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، عقب محاولة قوات النخبة الشبوانية المدعومة إماراتيًا الدخول إلى مدينة الحوطة والتي تعتبر من أبرز المناطق التي يتواجد فيها مسلحي تنظيم القاعدة، غير أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين" وتمكنت قوات النخبة من الدخول مدينة الحوطة بعد مواجهات مع مسلحي التنظيم المتطرف.
وشنَّت القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي عدة عمليات عسكرية ودهم لأوكار ومدن تسيطر عليها تنظيم القاعدة في الكثير من المحافظات اليمنية المحررة.
الرئيس الراحل يدعم القاعدة لإقلاق الأوروبيين والأميركيين.
كشف وزير حوثي عن لقاء جمعه مع قيادات في تنظيم القاعدة في دار الرئاسة اليمنية إبان حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، مبينًا أن صالح استخدم عناصر «القاعدة» لإقلاق الأميركيين والأوروبيين وابتزازهم للحصول على الأموال والسلاح، وقال حسن زيد، وزير الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب في صنعاء «كنت أنكر تمامًا أي علاقة بين علي عبد الله صالح و(القاعدة)، إلى أن التقيت يومًا في دار الرئاسة به وعنده جمال النهدي الذي نفذ عملية فندق عدن، وكذلك طارق الفضلي».
واتهم حسن زيد نفسه صالح في وقت سابق بتجنيد عناصر «القاعدة»، ومنحهم رتبًا عسكرية لتنفيذ عمليات اغتيال لسياسيين ومسؤولين حكوميين وشخصيات اجتماعية واعتبارية يمنية خلال فترة حكمه.
ولفت زيد على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى أن العملية التي نفذت ضد السفارة الأميركية في صنعاء، استخدم فيها المهاجمون معدات مكافحة الإرهاب، وهي معدات زُود اليمن بها من قبل الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة في اليمن، ووفق الوزير الحوثي، فإن علي عبد الله صالح «لعب بكل الأوراق واستخدمها، كما يستخدم الحوثيين في اليمن» على حد قوله، وأضاف «استخدم (صالح) القاعدة لإقلاق الأميركيين والأوروبيين وابتزازهم وحصل منهم على أموال لمحاربة القاعدة التي كان يغذيها، و اعترف بذلك محملاً الأميركيين المسؤولية ولم يخجل في الاعتراف».
وتشهد اليمن صراعات عديدة بين قوات الجيش اليمني ومسلحي جماعة "الحوثيين" بالإضافة إلى تنظيم القاعدة من جهة ومسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات وقوات ألوية الحماية الرئاسية التابعة لهادي من جهة أخرى ووفقًا لتقرير خبراء الأمم المتحدة أن اليمن يكاد يكون قد ولى عن الوجود.