عشرات الأطفال يفقدون أثر عوائلهم وذويهم في الموصل

تسببت الحرب التي تُجرى ضد تنظيم "داعش" في محافظة نينوى في فقدان العشرات من الأطفال أثر عوائلهم، كما أن هناك العشرات من العوائل التي لا تعرف شيئاً عن أطفالها.
ونزحت العشرات من العوائل من حي الزنجيلي (غربي الموصل) الذي مازال يشهد معارك شرسة بين القوات الحكومية العراقية وتنظيم "داعش" باتجاه المناطق الآمنة التي تُسيطر عليها القوات الأمنية العراقية، لكن تنظيم "داعش" اعترضهم في الطريق وقتل ما لا يقل عن 250 منهم.

وأكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن "الجثث بقيت لساعات طويلة ولم ينتشلها أحد، حتى تمكنت القوات الأمنية من الوصول هناك ونقل الأحياء إلى المستشفيات، لكن رغم هذا مازالت بعض العوائل تبحث عن أبنائها خاصة الأطفال". فهناك أركان الزهيري وهو طفل يبلغ من العمر تسع سنوات، هرب مع عائلته فجر يوم السبت الماضي من حي الزنجيلي، لكنه فُقد أثناء تعرضهم للنيران وهرب بعض العوائل من استهداف عناصر التنظيم.
 
وقال يوسف حازم وهو خال الطفل المفقود أركان الزهيري إن "أركان فُقد بالقرب من معمل البيبسي (حي الزنجيلي) بعد أن أطلق "داعش" النيران على العوائل الهاربة. البعض من النازحين قالوا إنه أصيب في بطنه لكننا لم نجد جثته حتى الآن ضمن الجثث التي انتشلتها القوات الأمنية". وأضاف حازم، "ذهبنا لكل المستشفيات وكل القطعات الطبية العسكرية لكننا لم نجده حتى الآن، ولا نعرف مصيره، فهو الولد الوحيد لأهله مع أختيه اللتين نجتا من الموت عندما كانتا معه".

وأعلن مصدر طبي يُقدم الاستجابة العاجلة للهاربين من مناطق النزاع إنه "يسمع يومياً عن فقدان طفل أو طفلين أثناء هربهم مع عوائلهم من مناطق نفوذ "داعش"، لكن وبحسب المصدر الطبي، لا توجد هناك أي جهود للعثور عليهم، حتى أهلهم يبحثون قليلاً ثم يملون لأن لا أحد يساعدهم". كما أفاد المرصد بأن رسول عامر عائد وعمره ثلاث سنوات فُقد بعد انفجار عبوة ناسفة عليه عندما كان مع عائلته في حي الانتصار، مما تسبب بمقتل والده واخته وأخيه، بينما هو لم يُعرف مصيره حتى الآن.

وقال جندي ضمن صفوف الفرقة التاسعة في الجيش العراقي خلال مقابلة مع المرصد بالقرب من حي الزنجيلي إنه "أنقذ يوم الأحد الماضي طفلة من حي الزنجيلي عندما كانت واقفة في مكان قريب من منطقة الاشتباك بين الجيش العراقي وتنظيم داعش". وبيَّن الجندي أنه "سلم الطفلة للضباط وعاد للقتال ولا يعرف أين هي الآن، لكنه نقل عنها بأنها فقدت عائلتها وهم في طريقهم إلى الهرب من تنظيم "داعش". وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "عدد الأطفال الذين فقدوا أثناء المعارك، يُقدر بـ50 طفلاً بحسب المعلومات التي جمعها من ذويهم ومن الأشخاص الذين تكفلوا بالبحث عنهم".

وقال الشيخ عدنان وهو مختار في محافظة صلاح الدين وأحد وجهاء المحافظة "مضى أكثر من شهر على وصول ستة أطفال إلى منزلنا في مدينة تكريت بعد أن أعدم تنظيم "داعش" الأم والأب. نقوم أنا وزوجتي برعايتهم وبمساعدة بعض اهالي المنطقة"، دون الإشارة إلى المكان الذي قدموا منه. وقال أيضاً "الطفلة الكبرى تبلغ من العمر 12 عاما وتحتاج إلى رعاية طبية عاجلة فهي تعاني من مرض السرطان ولا يتوفرعلاج لها في مستشفى تكريت. قال الأطباء الذين يشرفون على حالة الطفلة "يجب علينا نقلها إلى أربيل أو كركوك لتلقي العلاج، وهذا يحتاج إلى مال كثير".