الرياض - عبد العزيز الدوسري
أطلع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مجلس الوزراء السعودي على نتائج مباحثاته مع كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا ، ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس والتي تناولت تطورات الأوضاع في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، مبديًا شكره لحكومة العراق على جهودها في العثور على المختطفين القطريين وإطلاق سراحهم ومن بينهم اثنان من المواطنين السعوديين، الى جانب تأكيد المملكة العربية السعودية أمام مجلس الأمن الدولي موقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني ومساندته للحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967م، بما فيها القدس
جاء ذلك في بيان صدر عن مجلس الوزراء السعودي في أعقاب جلسته الاسبوعية التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بعد ظهر اليوم الاثنين، في قصر اليمامة، في مدينة الرياض. وفي مستهل الجلسة، توجه خادم الحرمين الشريفين بالحمد والشكر لله عز وجل على ما أسبغ على هذه البلاد المباركة من نعم كثيرة، وما تعيشه من أمن واستقرار، مؤكداً أن صدور عدد من الأوامر الملكية التي شملت أمورًا تختص بالوطن والمواطن وما فيه مصلحتهما، وتعيين عدد من الوزراء والمسؤولين يأتي انطلاقاً من الحرص على استمرار مسيرة التنمية والتطوير التي دأبت عليها هذه البلاد منذ تأسيسها على يدي الملك الراحل عبد العزيز رحمه الله".
وأعرب الملك سلمان عن الشكر والتقدير للوزراء والمسؤولين السابقين على ما بذلوه من جهود مباركة لخدمة دينهم ووطنهم ومواطنيهم، وعن ترحيبه بالمعينين وتمنياته لهم بالتوفيق والسداد في مهامهم ومناصبهم الجديدة. ورفع مجلس الوزراء الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين على تلك الأوامر الكريمة التي تعكس أبعاد السياسة الحكيمة في التنظيم القيادي في عدد من إمارات المناطق، والتنظيم الإداري في عدد من الأجهزة الحكومية، من خلال بث دماء جديدة تعزز الكفاءة الحكومية، وترفع مستوى الجودة في الأداء.
وأكد المجلس أن الأمر الملكي الكريم بإعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، التي سبق إلغاؤها أو تعديلها أو إيقافها إلى ما كانت عليه ، إثر ما عرضه الأمير محمد بن سلمان ولي و لي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بشأن القرار رقـم (551 ) بتاريخ 25 / 12 / 1437 هـ ، وما أوضحه من أن هذا القرار صدر في وقت شهدت فيه إيرادات الدولة انخفاضا حادا بسبب التراجع الكبير في أسعار النفط، الذي يمثل المورد الأساسي لإيرادات الدولة ، وأن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في ضوء التوجيهات، اتخذ في حينه العديد من السياسات والمبادرات والبرامج لإعادة ضبط المصروفات وترتيب الأولويات، وتوافق ذلك مع إعادة النظر في استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة واستثماراته داخل المملكة وخارجها بهدف تنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط كمورد رئيسي لإيرادات الدولة، مما أسهم في بدء تحقيق الأهداف المرسومة وتحسين إيرادات الدولة، وتقليص العجز في الموازنة العامة، في ضوء رؤية المملكة ( 2030 )، واقتراح ولي ولي العهد إعادة النظر في ما تضمنه قرار مجلس الوزراء رقم ( 551 ) بشأن إلغاء البدلات والمكافآت و المزايا المالية ، وبناء على مقتضيات المصلحة العامة جاء صدور الأمر الملكي الكريم بذلك، حرصا من خادم الحرمين الشريفين على راحة أبنائه وبناته مواطني المملكة وتوفير أسباب الحياة الكريمة لهم .
وأشار المجلس إلى التوجيهات الكريمة المتضمنة اعتماد "إنشاء مركز الأمن الوطني"، واعتماد صرف راتب شهرين مكافأة للمشاركين الفعليين في الصفوف الأمامية لعمليتي "عاصفة الحزم ، وإعادة الأمل" من منسوبي وزارات الداخلية والدفاع والحرس الوطني ورئاسة الاستخبارات العامة، وأن تكون نهاية اختبارات الفصل الدراسي الحالي لجميع مراحل التعليم العام والجامعي قبل بداية شهر رمضان لهذا العام ؛ لتبرهن على ما قامت عليه هذه البلاد، وما تعتمد عليه من متانة وتلاحم بين القيادة الحكيمة والمواطنين، وتجسد الحرص والاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ، لأبناء هذا الوطن كافة.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية ، عقب الجلسة ، أن خادم الحرمين الشريفين أطلع المجلس إثر ذلك على نتائج استقبالاته ومباحثاته مع كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، والرئيس إبراهيم بوبكر كايتا رئيس جمهورية مالي، ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس .
وعقب ذلك استعرض المجلس عددا من التقارير عن تطور الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيرا إلى ما تضمنه البيان الختامي لمجلس وزراء المالية العرب الصادر في ختام دورته العادية التي عقدت في الرباط، من دعوته إلى تنويع مصادر الدخل وضبط أوضاع المالية العامة بوتيرة محفزة للنمو، وتحسين مناخ الأعمال وتعزيز الاندماج الاقتصادي والمالي الإقليمي للارتقاء بالاستثمارات العربية البينية والإسهام في جذب الاستثمارات الأجنبية، وتأكيده أهمية الاستمرار في تعميق التعاون مع المؤسسات المالية الدولية والمؤسسات المالية العربية.
وتطرَّق المجلس إلى تأكيد المملكة العربية السعودية أمام مجلس الأمن الدولي موقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني ومساندته للحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967م، بما فيها القدس، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة والمعايير والمبادئ القانونية الدولية، وكذلك دعوة المملكة إلى انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، والكف عن بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية، بوصفها مستوطنات غير شرعية وتشكل عقبة كأداء في طريق السلام .
وبين وزير الثقافة والإعلام أن المجلس عبر عن شكر المملكة العربية السعودية وتقديرها لحكومة العراق على جهودها في العثور على المختطفين القطريين وإطلاق سراحهم ومن بينهم اثنان من المواطنين السعوديين، وكذلك عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية في إقليم بلخ الأفغاني، والهجوم الذي استهدف عناصر من الشرطة بالعاصمة الفرنسية، وأسفرا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، والإعراب عن عزائها لذوي الضحايا ولحكومتي أفغانستان وفرنسا، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل ، مجدداً تضامن المملكة ووقوفها إلى جانبهما في محاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة.