الحكومة اليمنية

 تبقت ساعات قليلة حتى تنتهي المدة التي حددها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، ليبدأ بتصعيده ضد الحكومة الشرعية اليمنية، التي اتهمها بالفساد، إذ يرأس الزبيدي المجلس الانتقالي الذي أسسه في عام 2016 لحكم الجنوب اليمني، ويسعى إلى انفصال اليمن وتكوين حكومة جنوبية مستقلة تحت ما يسمى بالجنوب العربي.
 
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي تصعيده ضد الحكومة الشرعية الأحد الماضي، وأعطاها مهلة أسبوع حتى تستقيل من منصبها أو سيستخدم القوة العسكرية، فيما رفضت أغلب القيادات الجنوبية مخرجات المجلس الانتقالي، وأصدرت بيانًا ترفض فيه قرار المجلس، مضيفة أن البيان الذي أصدره المجلس بالتصعيد العسكري ضد الشرعية لا يمثلها، مؤكدة في بيان لها أن التصعيد العسكري الذي أعلن عنه المجلس لن يفيد أحد سوى الحوثيين وسيعيد الفوضى إلى مدينة عدن.
 
ونشرت وزارة الداخلية اليمنية العشرات من الجنود في مدينة عدن استباقًا لأي أعمال شغب قد تقوم بها قوات المجلس الانتقالي في مدينة عدن، وأقرت منع دخول المجاميع المسلحة إلى العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن، ومنع أي تجمعات أو اعتصامات أو مسيرات في المدينة، معتبرة تلك الأعمال في هذه المرحلة أعمالًا تستهدف السكينة والاستقرار، وقالت في بيان صادر نشره موقع وكالة "سبأ" اليمنية، السبت، إنها ستقوم من خلال أجهزتها المختصة والمعنية، وبالتنسيق مع قوات التحالف العربي، بواجبها ودورها في حفظ الأمن والسكينة العامة والممتلكات العامة والخاصة.
 
وذكرت وزارة الداخلية بأن هذه الإجراءات تأتي حرصًا منها على تفويت الفرصة على أعداء الأمن والاستقرار الذين يهدفون لحرف بوصلة معركة اليمنيين والتحالف العربي مع الحوثيين، وأكدت بأنها ستتخذ كافة الإجراءات المخولة لها في تحقيق الأمان، محملة المخالفين لقراراتها المسؤولية الكاملة عما يترتب على أعمالهم من نتائج .
 
وعززت المملكة العربية السعودية بلواءين عسكريين إلى مدينة عدن في إطار مكافحة أي أعمال شغب ضد الشرعية أو انقلاب عسكري للمجلس، فيما عقد رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد عبيد بن دغر، اجتماعًا بقيادة قوات التحالف العربي في عدن، بحضور نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وعدد من الوزراء لمناقشة الوضع الأمني وتصعيد المجلس الانتقالي.
 
تهديدات متبادلة
 ووجه رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، السبت، تهديدًا لدعوات ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال، والتحركات التي يحاول القيام بها من أجل إسقاط الحكومة الشرعية، عقب لقائه بقيادات التحالف العربي، مؤكدًا في تغريدات له على صفحته في موقع "تويتر"، أنه لن يسمح بتكرار الماضي الأليم في مدينة عدن، في إشارة إلى أحداث الاقتتال التي دارت عام 1986 في عدن وخلفت آلاف القتلى والجرحى، مضيفًا " كما لن نسمح بخلق الاضطرابات وإقلاق السكينة، ولن تكون الحكومة سببًا، لافتًا إلى إدراك الحكومة ومعها الرئيس عبدربه منصور هادي، أهمية السلام بعدن، قائلًا إن عدن "عرفت بأنها مدينة السلام والتعايش والانفتاح على الآخر، على مر التاريخ كانت مركزًا سياسيًا وتنمويًا واقتصاديًا لكل اليمن".
 
وتابع رئيس الوزراء: "الحجج الواهية والذرائع المزيفة التي اتخذتها مليشيات الحوثي للمطالبة بإسقاط حكومة رئيس الحكومة السابق، محمد سالم باسندوه، والخطوات التصعيدية التي اتبعتها المليشيات في إسقاط الدولة بتحالفات غير نزيهة آنذاك، أدخلت البلد في أتون حرب وفوضى ندفع ثمنها إلى اليوم في كل أنحاء الجمهورية اليمنيّة".
 
وكان قد احتشد العشرات في ساحة العروض في عدن، السبت، استعدادًا لاحتجاجات الأحد، ضد الحكومة، فيما أكد مراقبون أن هذه الاحتجاجات ستفشل في إسقاط الحكومة بسبب رفض أكثر القيادات الجنوبية لعملية التصعيد، وانتشار القوات الرئاسية في مدينة عدن بشكل مكثف.