مليشيا الحوثي الانقلابية

شهدت مشاورات السلام اليمنية، في العاصمة السويدية ستوكهولم، بين الميليشيات الحوثية، والحكومة الشرعية، فشلًا جديدًا، حيث تختتم غدًا الخميس، من دون التوصل إلى اتفاق حول معظم ملفات المفاوضات، بسبب تصلب المواقف، وتمسك الطرفين، بكافة مواقفهم حول قضايا المفاوضات.
وعجزت الجولة الأولى، بعد عامين، من انتهاء، مشاورات الكويت، في 2016،  عن الوصول إلى حل حول الملفات، التي وضعتها الامم المتحدة، للتمهيد لجولة جديدة من المشاورات في يناير / كانون الأول المقبل في الكويت، إلا أن طرفي الصراع يأملون بالخروج بنتيجة ايجابية ، تفضي الى مفاوضات قادمة. 
وتمكن الطرفان من توقيع اتفاقية لاطلاق الاسرى خلال الأيام المقبلة، إلا أنهما ما زالا يختلفان حول وضع مطار صنعاء، ومدينة الحدية، وفك الحصار عن مدينة تعز.
الاسرى

وحدَّد فريق الاسرى والمعتقلين في المشاورات اليمنية بالسويد التاسع عشر من يناير المقبل أوّل موعد لإطلاق الأسرى و المعتقلين.
واتفق الطرفان على إطلاق أكثر 15 ألف أسير من الطرفين، حيث سلمت الحكومة الشرعية، قائمة ب8200 اسير في سجون الحوثيين، فيما سلمت جماعة الحوثيين، المبعوث الاممي قائمة بـ7500اسير من مسلحيها، في سجون الحكومة الشرعية. 

وقال العميد عسكر زعيل عضو فريق لجنة الأسرى "إن هناك خطة زمنية تم الاتفاق عليها لحل موضوع الاسرى والمعتقلين لاسيما بعد تبادل كشوفات الاسرى أمس الثلاثاء".
وقال عبد القادر المرتضى عضو لجنة الأسرى "تم الاتفاق بأن يتم تبادل جميع الأسرى والمعتقلين من جميع الأطراف"، ويعبر ملف الاسرى من اهم الملفات السياسية والتي تمكن الطرفين من الوصول إلى اتفاق حوله. ويخشى مراقبون من ان فشل المفاوضات حول الملفات الأخرى ، يعرقل اطلاق سراح المعتقلين. 
واختتمت اليوم السابع للمشاورات، بتسليم الطرفين ، حزمة من الاطر حول ملفات المفاوضات. واكد مصدر مسئول في مكتب المبعوث الأممي لليمن، ان الطرفان تسلما بشكل رسمي اليوم حزمة الاتفاقات حول " الإطار السياسي، ومطار صنعاء، وملف الحديدة، والملف الاقتصادي". مضيفا،"حزمة الاتفاقات هي نتيجة المشاورات خلال السبعة الايام الماضية ونأمل ان يتم الإعلان عنها غدا
وقال المصدر "نأمل ان يكون هناك رد إيجابي من الطرفين حول  الاتفاقيات (بين كل طرف مع المبعوث الاممي)"، وأضاف كان هناك اجتماع حول تعز ونأمل أن يتم تقديم ورقة حول هذا الملف.
وأمد أن غدًا سيكون هناك جلسة ختامية ومن ثم مؤتمر صحافي بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ووزير خارجية مملكة السويد.

ميناء الحديدة 
وأكد غالب مطلق عضو وفد الحوثيين من إحراز تقدم كبير في العديد من الملفات التي يتم التشاور حولها  و في مقدمتها ملف الحديدة، وقال غالب مطلق "هناك رؤية قدمها المبعوث الأممي حول ميناء الحديدة وقد اتفقنا مع الطرف الآخر حول العديد من النقاط منها  الترتيبات الأمنية والعسكرية وفتح الممرات الإنسانية وتأمينها من وإلى ميناء الحديدة لكن ما تزال هناك  نقطة واحدة فقط يتم نقاشها وهي دور خفر السواحل اليمني".
وأضاف "سيتم قريبا ازالة كل المعوقات الفنية  والتي نعتبرها بسيطة إذا ما وجدت الارادة الطيبة والنوايا الصادقة من قبل الجميع"، وأكد غالب مطلق وجود اجماع  من الطرف الاخر على أمور عدة اهمها ان يظل ميناء الحديدة  مفتوحا وأن يكون هناك فصل بين القوات بحضور إشراف أممي على أن يظل  الميناء مفتوحا وان يكون هناك ممرات إنسانية لإيصال الدواء والغذاء للمواطنين اليمنيين شمالا وجنوبا.

مطار صنعاء
وتضاربت الأنباء، اليوم الأربعاء، بشأن اتفاق إعادة فتح مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، وذلك خلال المشاورات اليمنية الجارية في السويد.
ونقلت مصادر اعلامية علن مصر اممي "إن الأطراف اليمنية اتفقت في مشاورات السويد، على إعادة فتح مطار صنعاء للرحلات الداخلية".
واضافت المصادر "إن هذا الإجراء خطوة لبناء الثقة التي يجري بحثها خلال محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في السويد"، لكن مصدر في وفد الحوثيين نفى عبر تلفزيون "المسيرة" الناطق باسم الجماعة، وجود أي اتفاق حول مطار صنعاء، كما نفى أي تغيير في مسار الرحلات.
وكان الجانبان، اتفقا على أن تهبط الرحلات الدولية في مطار عدن أو المكلا الخاضعان لسيطرة الحكومة الشرعية، بغرض التفتيش قبل أن تدخل صنعاء أو تخرج منها، ولم يتفقا بعد إن كانت عمليات التفتيش ستجرى في مطار عدن أم مطار سيئون.

حصار تعز
وأكدت رنا غانم عضو وفد الحكومة المعترف بها دوليا، انه لايوجد الى الان مؤشرات نحو التقدم في ملف حصار تعز، وقالت رنا غانم  "إن فريق الحكومة الشرعية ينظر الى فك الحصار من جانب انساني بحت".

واعتبرت غانم ان قضية تعز هي القضية الوطنية  التي لن تُحل الاّ بحل شامل وكامل لقضية السلام في اليمن، وسيتم يوم غد الخميس الإعلان عن النتائج النهائية للمشاورات في ملفات الحديدة والملف الاقتصادي ومطار صنعاء وتعز، وهي بعض أبرز الملفات التي تم مناقشتها خلال الفترة الماضية. 
وعلى الرغم من التقدم الذي يبدو خلال جولة المشاورات هذه، إلا أن مطالبة الحوثيين بمرحلة انتقالية في البلاد قبل سحب السلاح، قد تضع مزيد من العقبات أمام الحل النهائي للأزمة في البلاد، مع تمسك الحكومة بالمرجعيات وأبرزها قرار 2216.

وأكد وزير الخارجية الكويتي صباح الصباح، استعداد بلاده لاستضافة مراسم التوقيع على اتفاق، ينهي الحرب في اليمن في حال توصل الفرقاء إلى تسوية.
وأكد المحلل السياسي عصام الشرفي لـ "اليمن اليوم"، "إن المفاوضات مهما حققت قدرا من النجاح في بعض أجزاء الحل المرتقب، فإننا نلاحظ انتكاسة للمفاوضات".
وأضاف "أن تلك الانتكاسات حدثت سواء في موضوعها العام الذي انحدر من مناقشة الإجراءات العملية للحل السياسي وإنهاء الانقلاب الحوثي، إلى تفاصيل مطار صنعاء وميناء الحديدة، فضلا عن كشوفات الأسرى والمعتقلين الدى الطرفين".
ورأى أن الحوثي سيجد فيها فرصة للمزيد من الخداع والمناورة كما هي العادة، لافتا إلى تسجيله آلاف القتلى في صفوفه باعتبارهم معتقلين في سجون الحكومة الشرعية، والقيادات الحوثية تعرف مصير أولئك الأفراد.
 وتابع "وفي المقابل يزعم الحوثيون أن كشوفات الحكومة تحتوي سجناء يتبعون داعش والقاعدة، وهذا يعني أن هذا الملف ينتظره الكثير من العراقيل، وعليه تقاس بقية نقاط المشاورات".

وقال المحلل السياسي كريم الشرجبي "إن الوقت الذي أخذته المشكلة في البلاد زادته تعقيدا، ما جعل السلام بحاجة لمدى زمني مناسب ليمكن من خلاله التوصل لتسوية.واضاف " صيغة السلام في اليمن لن تتوفر إلا بعاملين، وذلك بوجود توافق لسد الثغرات، وكذلك عدم استغلال اللحظة والاستقواء بأي عامل محلي كان أو خارجي، لفرض توافق غير حقيقي، يترك مساحة سخط وتذمر وشعور بالغبن لأي طرف، كونه سيعيد تدوير المشكلة وتأزيم الوضع".
وقال "إن تعقيدات الأزمة اليمنية ترتبط ببُعدين، يتعلق الأول بالانقلاب وما ترتب عليه، والثاني خارجي ويتمثل بالأطراف الإقليمية والدولية"، مشيرًا إلى إنهاك الحرب لمختلف الأطراف المحلية.

وتوقع عدم قدرة غريفيث على إحراز أي تقدم عن طريق خطته، لافتا إلى إدراك الرئيس عبدربه منصور هادي بأنه مفتاح لإبقاء تماسك البلاد كدولة واحدة.
وأكد الحكيمي أن السلام لن يبنى إلا بقواعد صحيحة، أما الاستقواء بالسلاح والدعم الخارجي فهو طريق يقود إلى مآلات سيئة ولا يصنع استقرارا.
وأضاف "ليس أمام اليمنيين سوى خيار بناء دولة معا، لأن المنطق يقول إن الاستمرار في الصراعات والانقسامات الراهنة يعني إنهاك وتدمير للجميع ولن يستفيد منه أحد، وأن على الجميع أن يدفن موروث الصراع والنزعات المناطقية ويتجه إلى المستقبل"