طيران التحالف العربي

تتواصل المعارك في محيط المخا، غرب مدينة تعز اليمنية، بين الجيش الحكومي، مسنودًا بقوات التحالف العربي من جهة، و"الحوثيين" وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، من جهة أخرى. حيث تشهد منطقة يختل شمالي المخا معارك ، ومعارك أخرى شرقي المخا باتجاه مواقع تابعة لمعسكر "خالد بن الوليد". وقال رشاد المحوري الناشط الإعلامي في جبهات الساحل الغربي لتعز، إن معسكر خالد الواقع في مديرية موزع جنوبي المخا تعرض لقصف بحري وجوي عنيف من قبل التحالف في غضون معارك عنيفة بين الجيش اليمني والحوثيين شرقي المخا باتجاه معسكر خالد بن الوليد الذي يسيطر عليه الحوثيين.

ووفقاً للمحوري فإن قوات الجيش تشن عمليات شرقي المخا بهدف الوصول لمعسكر خالد الذي تحميه تضاريس وعره تمكن الحوثيين من الدفاع وتقلل من جدوى الضربات الجوية، وبحسب المحوري فإن التحالف قد استهدف منطقة البرح وجسر الهاملي وهي طرق إمداد للحوثيين لجبهات الساحل الغربي، بينما شن التحالف نحو غارتين على مواقع للحوثيين في منطقة يختل شمالي المخا في ظل تصاعد المواجهات في يختل بين الجيش والحوثيين.

وكان العميد عبد الواحد الوزير قائد اللواء 102 حرس جمهوري الموالي للرئيس اليمني السابق علي صالح، قد قتل في معارك مع الجيش اليمني في الساحل الغربي. وأعلنت القوات اليمنية، في يناير/ كانون الثاني، استكمالها تحرير ميناء ومدينة المخا، التابعين إداريا لمحافظة تعز، بعد معارك مع "الحوثيين"، والقوات الموالية لهم، استمرت أسابيع.

وفي مدينة تعز، اندلعت مواجهات متقطعة بين قوات الجيش والحوثيين في محيط القصر الجمهوري شرقي المدينة إضافة إلى مواجهات بالجبهات الغربية. وبحسب مصادر فقد دارت معارك عنيفة بين الجيش والحوثيين في جبهة حيفان جنوبي تعز، حيث نفذت وحدات الجيش عمليات مباغته على مواقع الحوثيين في حيفان في تبة الخزان بالاكبوش عزلة الأحكوم.

وتشن القوات الموالية لـ"الحوثيين" هجمات مكثفة في جبهات جبل حبشي وحيفان، وعدد من الجبهات المحيطة بمدينة تعز، لإحراز تقدم عسكري. وتعد القوات التي تقاتل "الحوثيين" في تعز قوات محلية، لها قيادات عسكرية من ذات المحافظة، بينما القوات التي تقاتل في باب المندب والمخا قوات من المحافظات الجنوبية، لها قيادات عسكرية جنوبية. ولقيت تدريبات ودعمًا إماراتيًا كبير، إضافة إلى الإمكانيات العسكرية والغطاء الجوي الكبير من التحالف، وهذا ما تفتقر إليه القوات المحلية في تعز. إلى ذلك، قامت ارتفاع القباطي رئيسة منظمة الارتفاع ،بحملة رش ضبابي لمكافحة البعوض تستمر منذ أسابيع .

وأكدت ارتفاع القباطي بأن الأمطار تسبب احتقان للمياه في الشوارع، وبالقرب من المنازل ماينتج عنه تكاثر للبعوض وتفشي لمرض الملاريا وحمى الضنك. وبحسب القباطي فإن الوضع الصحي المنهار في المدينة والظروف الاقتصادية التي يعاني منها السكان جعلت من حمى الضنك والملاريا أمراض قاتله تحصد حياة المئات. وأوضحت القباطي بأن حمله مكافحة البعوض بتمويل ذاتي من منظمتها"الأرتفاع"داعية المنظمات الدولية ورجال الأعمال لتمويل الحملة حتى تستمر وتمنع تفشي الأمراض.

وأوضحت القباطي أن منظمتها ستقوم بعد ايام بحملة تعقيم لمياه المساجد بهدف تحجيم انتشار مرض الكوليرا حيث اصبح نسبة كبيرة من سكان تعز يتزودون بالمياه من المساجد لتوقف الشبكات الحكومية عن ضخ المياه. وأشارت القباطي أن منظمتها بتمويل ذاتي ستقوم بتعقيم المياه بعدد من المساجد بشكل أسبوعي ،داعيه المنظمات الدولية إلى القيام بأعمال تعقيم بشكل دوري ومتواصل لمصادر المياه التي يتزود منها السكان نظراً لتفشي الكوليرا بتعز واصابة المئات من المدنيين بالمرض. ويذكر أن ارتفاع القباطي كانت مسؤولة النظافة والتحسين في تعز منذ اندلاع الحرب، وقامت بأعمال نظافة وتجاوزت مصاعب كبيرة فرضتها الحرب، كانقطاع ميزانية الصندوق وتعطل الكثير من آليات النظافة، وسط إشادات مجتمعية بأعمالها التي وصفت بالجبارة في الوضع الذي كانت تعيشه تعز حينها .

هذا وقد أعلن انتلاف الإغاثة في تعز عن مقتل 165 شخصاً، وإصابة 426 آخرين بجروح متفاوتة، جرّاء معارك وقصف شهدتها المحافظة في يونيو/ حزيران من العام الجاري. وأفاد التقرير الصادر عن ائتلاف الإغاثة الإنسانية،إن الحرب خلّفت ورائها 588 يتيماً بينما تعرض 21 منزل ومنشأة ومركبة وممتلكات خاصة وعامة للتضرر الجزئي والكلي والإتلاف اثر الحرب وأشار إلى أن "57 أسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري من منازلها في الريف الجنوبي والغربي لمحافظة تعز، ولم تحصل هذه الأسر على مساعدات بشكل كافي، بعد توقف المساعدات الإنسانية للمنظمات المانحة". وطالب الائتلاف المنظمات الدولية والحكومة اليمنية بإدخال المساعدات الإغاثية للمدينة على نحو عاجل. وتطرق التقرير إلى تدهور القطاع الصحي في المدينة وتفشي مرض الكوليرا وسط عجز يعاني منه قطاع الصحة ليتمكن من مواجهة المرض.