تضاعف اعداد الايتام فى اليمن بسبب الحروب

يعيش أيتام اليمن الذين تتضاعف أعدادهم يوما بعد آخر أوضاعا إنسانية صعبة، وذلك في اليوم العالمي للأيتام الذي يصادف السابع من أبريل/ نيسان.

محمد العبسي واحد من هؤلاء إذ يفر من المدرسة بشكل يومي ليس هروبا من التعليم، بل في مهمة أخرى وهي البحث عن الطعام، ومحمد فقد والده بصاروخ حوثي، ويأخذ نصف الدروس المقررة في المدرسة، ثم يفر من فوق سورها للعمل في الشارع ببيع الماء.

ويقف محمد ذو الثلاثة عشر عاما مع أخته "أمل" لبيع الماء على الرصيف في أحد شوارع مدينة تعز جنوبي اليمن، ويتبادلان الأدوار أحدهم يقف الصباح والآخر يذهب إلى المدرسة، من أجل إتمام دراستهم وتوفير الطعام للأسرة. 

يقول محمد لـ"اليمن اليوم" إن والده قتل قبل عامين وسط مدينة تعز بشظية صاروخ أطلقته جماعة الحوثيين، وأضاف: "لقد كان أبي يعمل سائقا لدراجة نارية ويغطي بها احتياجات الأسرة"، وتابع: "لقد خلف والدي أربع بنات وأنا وأمي، دون معيل لنا أو من يساعدنا، وأعمل مع أختي في بيع الماء من أجل توفير الطعام"، وأردف "لقد أخذت الحرب أبانا وسعادتنا وأحلامنا وطفولتنا وكل شيء جميل حلمنا به".

وعن اليوم العالمي لليتيم قال محمد "يمر اليوم العالمي وكل طفل بين حضن أبويه بينما نعمل نحن هنا من الصباح إلى المساء تحت أشعة الشمس، من أجل الحصول على لقمة العيش، دون أي اهتمام من أي جهة أو أي طرف، وقال رغم مرارة العيش فإننا نحلم بإكمال تعليمنا ونأمل وننتظر أن تتوقف الحرب ذات يوم".

في مدينة عدن جنوبي اليمن نظمت مؤسسة الرسالة للتنمية الاجتماعية والثقافية رحلة ترفيهية للأيتام وأولاد القتلى، في جميع مديريات المحافظة،  لحديقة فان سيتي بمديرية صيرة تزامنا مع يوم اليتيم العربي.

ويقول الناشط الاجتماعي محسن الرجوي، إن أعداد الأيتام في اليمن كانت مرتفعا قبل الحرب بنسبة كبيرة، وأضاف أن الحرب زادت من أعداد الأيتام في البلاد أضعافا مضاعفة بالإضافة إلى أنها تسببت في معاناة كبيرة لهم.

وقال إن مراكز رعاية الأيتام أغلفت بسبب الحرب وعدم وجود الداعمين لها، وأكد أن استمرار الحرب سيفاقم الوضع ويزيد من أعداد الأيتام، وأشار إلى أن أطراف الصراع تستغل يتم الأطفال وعدم وجود من يوجههم وتغريهم بالمال للزج بهم في جبهات القتال، بينما أرغم الفقر آخرين على القتال من أجل لقمة يسد بها جوعهم.

وقالت الأمم المتحدة إن اليمن تعد بيئة سيئة للأطفال بسبب استمرار الحرب وانتسار الكثير من الأوبئة والأمراض التي فتكت بأكثر من ألفي شخص معظمهم من الأطفال.

وتدخل الحرب عامها الرابع بين مسلحي جماعة الحوثيين، وقوات الجيش اليمني مدعوما بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية، مخلفة آلاف الأيتام دون معيل أو من يهتم بهم، وسط معانات تتجدد مع كل يوم حرب تشهدها البلاد.​