الكهرباء تعود لمدينة المخا اليمنية

تعاني مدينة المخا الساحلية غربي تعز من وضع إنساني وخدمي متدهوّر نتيجة المعارك التي دارت في المدينة بين قوات الحكومة اليمنية والحوثيين، والتي انتهت بسيطرة القوات الحكومية على المدينة والميناء في شهر فبراير/ شباط من العام الحالي، بعد معارك متواصلة منذ يناير/كانون الثاني الجاري، ويشن التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ مارس/آذار 2015 عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين والقوات الموالية لصالح، استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخّل عسكريًا لمنع سيطرتهما على كامل البلاد.

ونزحت مئات الأسر من المخا هروباً من المعارك التي خلفت دمارًا هائلًا، ولكن سرعان ما ضخت دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية المساعدات الإنسانية بعد أن سيطرت قوات الحكومة عليها، وأكد مصدر في محطة كهرباء المخا على أن التيار الكهربائي عاد إلى المدينة، بعد توقّف استمر من العام 2015 وذلك بعد أن قدّم الهلال الأحمر الإماراتي الدعم الازم للمحطة من قطاع غيار ومشتقات والاحتياجات الضرورية للتشغيل حيث استغرقت الإصلاحات 3 أشهر، وبحسب المصدر فإن المحطة تعمل حاليًا بقوة 40 ميغاوات، من أصل 160 ميغاوات، وهي القدرة التشغيلية للمحطة الكهربائية، ووصل التيار إلى 3 مناطق بينما المناطق الأخرى بحاجة إلى إصلاحات ليصل التيار نتيجة تعرّض الشبكة والمحوّلات إلى أضرار كبيرة إثر الحرب وسيتم العمل على إصلاح الشبكة في أقرب وقت ممكن .

وأوضح محمد حمود وهو مدني من سكان المخا، أنه ظل في منزله مع أسرته خلال المعارك، وفضّل البقاء دون الالتفات إلى الخطر كونه لا يمتلك القدرة الاقتصادية التي تسمح له بالنزوح وقد توقّف عن عمله بسبب الحرب في اليمن وانعكاساتها حيث كان يعمل في مجال نقل المدنيين في مركبة أخذها مالكها عند اقتراب المعارك من المخا .

ِووفقاً لمحمد حمود فقد سارع الهلال الأحمر الإماراتي بعد سيطرة القوات الحكومية على المخا، لتقديم المساعدات إلى السكان والمركز الصحي إضافة إلى مساعدات أخرى وصلت من مركز الملك سلمان، ويقوم الهلال الإماراتي بتقديم الخدمات الأساسية لسكان المخا ويساعد على توفير المياه النقية، بجانب دعمه للبنية التحتية التي عانت من التهميش من قبل نظام الرئيس اليمني السابق علي صالح طيلة فترة حكمه .

وأضاف محمد حمود أن الكثير من الأسر التي نزحت عادت ويتطلّب الوضع في المخا مساعدات مستمرة وإعادة إعمار كون العديد من المنازل تضرّرت، وأصبحت غير قابلة للعيش بينما فقد معظم سكان المنطقة أعمالهم بسبب المعارك، فيما يجلس العاملون في قطاعات الحكومة دون رواتب منذ 9 أشهر، ويقوم الهلال الأحمر الإماراتي بإعادة تأهيل المراكز والمستشفيات ودعم القطاع الصحي، كما ينفذ عددًا من المشاريع في قطاع التعليم والخدمات، إضافة إلى أعماله الإنسانية وتقديم الإغاثات لمناطق واسعة في اليمن.

وتقع المخا على بعد نحو 90 كيلومتراً غرب مدينة تعز، على ساحل البحر الأحمر٬ ولا يتجاوز عدد سكانها 30 ألف نسمة تقريباً٬ واكتسبت شهرة تاريخية لأنها كانت الميناء الذي يصدر البن اليمني الشهير ما بين القرنين الثاني عشر والسابع عشر، حينما كان الميناء مزدهرًا، خاصة في عهد العثمانيين الذين كانوا يسيطرون على مناطق شاسعة من اليمن٬ وتحديداً في شمال وغرب البلاد.