دار الكتاب العربي

مازالت عناوين عدد من المؤسسات الخاضعة لوزارة الثقافة تتصدر الموقع الرسمي للوزارة، في حين أن بعضها اندثر والبعض الآخر يعيش حالة من الركود في انتظار الحلول.. وما من زائر للموقع الرسمي لوزارة الشؤون الثقافية الا ويقف على مجموعة من الأسماء لمراكز وفرق ثقافية وفنية لم يبق منها الا الأسماء والعناوين. فبعضها اندثر تماما ولم يعد له اي اثر سوى في هذا الموقع ومنها التي حافظت على مقراتها، لكن ليس لديها اي نشاط يذكر على غرار "اللجنة الوطنية الثقافية والفرقة القومية للفنون الشعبية" و"دار الكتاب العربي" و"الوفود الثقافية" وغيرها من الأسماء التي تعد بالعشرات لكن ليس لديها اي نشاط ثقافي او فني يذكر رغم ان بعضها لديه ميزانيات خاصة واعوان ومديرين يثقلون كاهل الوزارة دون إنتاجية...

وأكد المكتب الإعلامي لوزارة الثقافة ان معظم هذه الفرق في طور التجدد بعد تعيين مديرين جدد عليها، وأن عددا منها اصبح مستقلا على غرار المركز الوطني للسينما والصورة ..وبقي بعض المراكز الأخرى والفرق ايضا مجرد اسماء على الموقع الرسمي لوزارة الشؤون الثقافية على غرار الفرقة الوطنية للفنون الشعبية اذ لم يبق من عناصرها سوى قلة قليلة تنشط في اطار ضيق وبإمكانيات محدودة. وهو ما صرح به طارق عوني احد العناصر الذي أكد انه تم التنازل رسميا عن الفرقة وان ما يتداول حول تجديد الفرقة لا علاقة له بالتراث والفن الشعبي بل هو مجرد خدمة مصالح واشخاص في اطار ما سمي بمشروع افتتاح مدينة الثقافة مضيفا انه تم اختيار عنصرين من الفرقة لتنفيذ المشروع وهي فكرة جديدة لا علاقة لها بالفرقة على حد تعبيره معتبرا ان هذا التوجه لن يخدم التراث وانما هوفي خدمة اشخاص على حد قوله ...

من جهة أخرى أكد المسؤول عن مشروع المدينة الثقافية محمد الهادي الجويني ان اغلب هذه المؤسسات الثقافية سيقع إدماجه في المدينة عند افتتاحها على غرار الفرقة الوطنية للفنون الشعبية والأوركسترا السمفوني وغيرها من الفرق والمراكز الثقافية والفنية التي ليس لديها مقرات رسميا حتى تنطلق في أنشطتها.

وتعاني معظم هذه الفرق والمراكز الفنية والثقافية من المقرات غير الواضحة حسب مصدر من وزارة الثقافة في حين انه قد تم احداث مقرات جديدة وتعيين مدراء جدد لعدد منها. أما دار الكتاب العربي التي لم يبق منها سوى التسمية وتديرها حاليا السيدة هالة الوردي فهي تعاني ايضا من عدة إشكالات خاصة في ما يتعلق بالوضع السياسي المتأزم في ليبيا في انتظار تسوية وضعيته باعتباره رمزا مشتركا بين تونس وليبيا.

المركز الوطني للاتصالات هو اسم آخر لفضاء ثقافي بقي هو الآخر دون نشاط يذكر مدة سنوات. وقد شهد انتعاشة في الأشهر الأخيرة بعد تأهيله واعادة تدشين مكتبة علي الدوعاجي ... هذا المركز كان يطرح اكثر من استفهام الى حدود سنة 2017 عندما تم تأهيله من جديد وقد كان يمثل منارة ثقافية في ما مضى الا انه تحول الى بناية آيلة الى السقوط وادارة ميتة دون انشطة تذكر وهوالذي كان يأوي شاعر تونس أبوالقاسم الشابي في ثلاثينيات القرن الماضي باعتبار ان هذا المقر كان في الأصل المدرسة الصالحية وهي من أواخر مدارس سكنى الطلبة التي أقيمت بمدينة تونس لإيواء الطلبة الزيتونيين. ويدير المركز حاليا بعد ان شهد عملية ترميم وتأهيل الإعلامي ناجي الخشناوي الذي اهتم بنشاط المركز واحدث نقلة نوعية في هذا الفضاء بعد ركود دام سنوات.

وتبقى هذه الفضاءات والمراكز الثقافية والفنية تطرح اكثر من استفهام خاصة ان عددا منها يثقل كاهل وزارة الشؤون الثقافية دون انشطة تذكر في انتظار الحلول الجذرية التي قد تنطلق مع افتتاح مدينة الثقافة.