لوحة ليوناردو دا فنشي

أعلنت دائرة الثقافة والسياحة في إمارة أبو ظبي اقتناءها اللوحة الشهيرة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي التي رسم فيها السيد المسيح، وهي من أعظم الأعمال الفنية التي تمت إعادة اكتشافها في القرن الأخير. وأكدت دار مزادات «كريستيز» في نيويورك أن دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي هي التي اشترت لوحة الرسام دافينشي مقابل 450.3 مليون دولار.

وأكد متحف اللوفر أبو ظبي أنه سيعرض هذه اللوحة قريباً لتكون اللوحة الثانية للفنان الإيطالي العالمي التي تعرض في المتحف بعد لوحة لامرأة تُسمى «لابيل فرونيير» المُعارة من متحف اللوفر في باريس والمعروضة في الوقت الحالي.

وتعتبر لوحة «سلفاتور موندي» التي رسمتها أنامل أعظم وأشهر فنان في التاريخ، واحدة من أقل من عشرين لوحة معروفة لأهم رسامي عصر النهضة في إيطاليا. وتعود إلى عام 1500 تقريباً، وهي لوحة زيتية تصوّر المسيح وهو يواجه المشاهد، فيما يرتدي ثوباً باللون اللازوردي والقرمزي.

وقال رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي محمد خليفة المبارك: «يسعدنا أن تضم جدران اللوفر أبو ظبي هذه اللوحة التي تشكّل جزءاً من إرث ليوناردو دافنشي الغني. فهذا يتماشى مع طموحاتنا بمشاركة هذا المتحف المذهل مع العالم أجمع، ومع هدفنا في إلهام الأجيال المقبلة من القادة في المجال الثقافي وأصحاب التفكير المبتكر للمساهمة في بناء أمتنا التي تقوم على مبدأ التسامح، والتي تخضع لتغييرات مستمرة بوتيرة سريعة».

من جهة أخرى، اعتبر مدير متحف اللوفر أبو ظبي مانويل رباتيه أن «هذه التحفة الفنية لليوناردو دافنشي تتماشى تماماً مع توجه اللوفر أبو ظبي، وهو أول متحف عالمي يتخطى القيود بين الثقافات المختلفة. ستُعرض لوحة سلفاتور مندي إلى جانب مجموعتنا التي تتوسع يوماً بعد يوم، وستشكّل كنزاً استثنائياً سيستمتع به زوارنا».

ويذكر أن متحف اللوفر أبو ظبي افتتح رسمياً في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وأعلن المتحف أنه يحضر لافتتاح أول معرض خاص به تحت عنوان «من متحف لوفر لآخر: افتتاح متحف للجميع» في 21 الشهر الجاري. ويروي المعرض قصّة نشأة متحف اللوفر في باريس في القرن الثامن عشر من خلال ثلاثة أقسام: المجموعات الفنيّة الملكية في قصر فرساي تحت حكم الملك لويس الرابع عشر، واستضافة اللوفر للأكاديمية والصالونات الفنيّة، وكيف تحوّل إلى قصر للفنانين، وصولاً إلى تأسيس متحف اللوفر في النهاية. وسيضم هذا المعرض 150 قطعة نادرة من أولى مجموعات اللوفر وقصر فرساي، تتنوّع ما بين اللوحات والمنحوتات والأثاث والسيراميك المجموعة من جميع أنحاء العالم.

ويمتد متحف اللوفر أبو ظبي على مساحة 6 آلاف متر مربع تتوزع بين قاعات عرض ومعارض ومتحف للأطفال من عمر 6 إلى 12 سنة، ومركز للأبحاث ومطعم ومتجر ومقهى. ويبدو المتحف، من خلال التصميم المعماري المميز للمهندس المعماري جان نوفيل، أشبه بمدينة تحت قبة من 180 متراً تضم نحو 8 آلاف شكل هندسي على هيئة نجمة. وعندما تتساقط أشعة الشمس على القبة تخلق تأثيراً ملهماً يُعرف باسم «شعاع النور» في أرجاء المتحف المطل على البحر، ما يعيد الأذهان إلى سعف النخيل المتداخل في واحات الإمارات وأسواقها التقليدية.