بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان

تفتتح بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان اليوم الثلاثاء، وبالتعاون مع متحف الفن الحديث "مقام" في منطقة جبيل "جدار التأمل لحقوق الإنسان".

ويأتي هذا الحدث الذي يستضيفه المتحف في اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف 10 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، وكذلك بمناسبة مرور 70 سنة على إطلاق الإعلان العالمي الخاص به. ويشارك في هذه الجدارية 12 من رسامي فنون الشّارع والغرافيتي اختارتهم لجنة حكم خاصة وبينها أعضاء ممثلون للجنة حقوق الإنسان العالمية، حيث يأتي هذا الحدث نتيجة اتفاق حصل بين متحف مقام والاتحاد الأوروبي في لبنان العام الماضي، من أجل المساهمة بتوعية زوار المتحف حول حقوقهم الإنسانية.

وكانت مجموعة الرسامين العالميين المشاركين من بلدان المكسيك والسنغال والسويد والإمارات العربية وأميركا اللاتينية وألمانيا وإيطاليا وغيرها، قد حضرت خصيصا إلى لبنان وتناوبت على الإقامة في ربوعه لنحو عام، لإنجاز مهمتها هذه. ورسم الفنانون مباشرة على أحد جدران المتحف وطوله 60 مترا لوحات غرافيتية بحجم X 4 5 أمتار تعبر عن موضوعات ترتبط ارتباطا مباشرا بالإعلان العالمي المحتفى به.

"هدفنا الأساسي من هذه الجدارية هو توعية اللبنانيين من مختلف الشرائح الاجتماعية على الحقوق الإنسانية التي يتمتعون بها، بفضل الإعلان العالمي لها والبنود الـ30 التي يتألف منها وقد تأسس في سنة 1948". يوضح سيزار نمور صاحب متحف "مقام" والمشرف عليه. ويضيف في حديث لـ"الشرق الأوسط": "سنعمل في هذا الإطار على توزيع كتيّب خاص يتناول مجموعة الحقوق التي يتألف منها هذا الإعلان، كي يتعرف الناس إليها عن قرب ويحتفظون بها في منازلهم للمطالبة بها عند حاجتهم لها". ويتابع: "ولقد ثبتنا مقاعد خشبية ليستطيع الزوار الجلوس عليها وتأمل هذه الجدارية التي ستحل كضيفة دائمة على المتحف. فكثيرون منا يجهلون هذه الحقوق ومع هذه الجداريةسيحظى أي شخص على فرصة التعرف عليها عن كثب".

وحرص القيمون على إقامة هذه الجدارية على الحضور اللبناني. فاختير كل من الفنانين ريتا عضيمي وحسان عيسى للانضمام إليها. فشاركت الأولى من خلال لوحة غرافيتية للبناني الراحل الدكتور شارل مالك العربي الوحيد الذي شارك في وضع بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فيما رسم الثاني لوحات تتناول موضوع حقوق الإنسان في العائلة الواحدة وبينها تلك التي تحكي عن الزواج المبكر.

ومن فناني الغرافيتي المشاركين في هذا العمل السويدي جون بايجر والإيطاليون جيوفاني شيانت ودييغو ديلا وأندرو كوفتون من ليتوانيا وأليكسي ليكس من أوكرانيا وغيرهم من أصحاب الشهرة في فنون الغرافيتي والشارع في العالم. وتحكي لوحاتهم عن ضرورة المحاربة من أجل التمتع بحقوق الإنسان والحد من العنف وإحلال السلام، وكذلك عن حقوق حرية الفرد والمساواة وحظر الرق والتعذيب والمعاملة القاسية للإنسان، وغيرها من الموضوعات التي تتألف منها بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

"سنرفق هذه الجدارية مع أخرى نطلقها الأسبوع المقبل من خلال إقامة خيمة حوارية في مدينة جبيل يتحدث فيها ناشطون عن موضوع حقوق الإنسان". يقول سيزار نمور في سياق حديثه لـ"الشرق الأوسط". ويضيف "وسنستضيف أسبوعيا خبراء ناشطين في هذا الإطار كالدكتورة إلهام كلّاب الأستاذة الجامعية في مادة علاقات الشرق والغرب. كما أنّ هذه الجدارية ستنضم إلى نحو 400 قطعة فنية معروضة في متحف مقام الذي انطلق في يونيو (حزيران) من عام 2013، فهو يعد متحفًا فريدًا من نوعه يخصص مساحة لا يستهان بها للفنون الحديثة والمعاصرة من رسم ونحت وأخرى تجهيزية".

قد يهمك أيضًا:

ولادة حكومة لبنان قد تتأخر "عون متفائل والحراك رافض"

المكسيك ضيف شرف معرض الشارقة الدولي