الفنانة التشكيلية هدى أسعد

سعت الفنانة التشكيلية هدى أسعد للتعبير بفنها الإبداعي عن ملامح الحضارة العراقية على امتداد تاريخها الطويل وفي مختلف الأزمنة، وقد تجلى ذلك واضحًا في المعرض الشخصي الأول الذي أقامته وحمل عنوان (اختزالات)، وشهدته قاعة "حوار صباح" 5 شباط/فبراير 2017، وافتتحه رئيس جمعية التشكيليين العراقيين قاسم سبتي بحضور ثقافي واسع، ويتواصل لمدة أسبوع.

 وقالت الفنانة هدى أسعد: "إن إقامة المعرض في قاعة حوار وهي المعروفة بكونها لا تحتضن سوى الفن الملتزم المعبر عن الجوهر الحقيقي للفن التشكيلي العراقي المبدع يمثل قيمة كبرى بالنسبة لي، بخاصة وأنه اقترن بالمعرض الشخصي الأول لي بعد سلسلة من المعارض المشتركة التي أقمتها، فيما جاءت اللوحات لتعبر عن حضارة وادي الرافدين بأسلوب الحداثة، والفن في رسم الحضارة مستمر وهو يعد إنتاج إبداعي أتى عن ثقافة ومعرفة. وأضافت "أن مفردة الهلال، وكل مفردة في لوحاتي ترمز إلى حضارتنا، علما أن الفن التجريدي اهتم بالرسم الطبيعي، ورؤيتي جاءت من ناحية هندسية سواء ما يتعلق منها بالمثلث أو المربع، وأكثر لوحاتي في هذا المعرض جاءت على شكل مثلث يعبر عن الفن التجريدي ولكن بأسلوب الحداثة".

من جانبه قال رئيس جمعية الفنانين التشكيليين الفنان قاسم سبتي: "إن قاعة حوار احتفلت بالفنانة هدى اسعد، لكونها ومن خلال الأعمال التجريدية التي قدمتها في معرضها أثبتت علو كعبها، وتمكنها من التمسك بتجربة أكثر جدية في مسيرتها. أما الناقد مؤيد داود البصام فبيّن: "أن أعمال الفنانة هدى أسعد تعكس إمكانية أن تمنح الحياة في رموزها والشفرات التي توصلت لها من القراءة والنظر إلى أعمال الأسلاف والموروث الشعبي، لهذا فهي تدمج بين الإشكالية المعرفية والجمالية في التلاعب بين الكتلة والفضاء الذي تسبح رموزها فيه، وعملها في التطعيم بالرموز والدلالات التي تمثلها لها هذا البعد المتسلل لما تركه السابقون والقيم الجمالية في أعمالهم، وأن لوحاتها القائمة على الأشكال الهندسية والرسم بالسكين لإحداث ملمس يعكس بعض الأحيان الانطباع كملصقات الكولاج، وهذا يعبر عن إمكاناتها في خلق عالمها الجمالي بقيمته ودلالاته ورموزه على ظهر اللوحة مع الاحتفاظ بصورة الماضي وجمال تراث الحاضر.