دار الثقافة "مولاي الحسن"

احتضنت مدينة الحسيمة فعاليات الأيام الثقافية الفرنسية المغربية في دار الثقافة "مولاي الحسن"، مساء أمس الخميس، واستمتع الجمهور بنغمات "الترانيم المقدسة للمتوسط"، والتي كانت مناسبة لاكتشاف سحر الموسيقى الروحية للديانات الثلاث في حوض البحر الأبيض المتوسط، من خلال الإبداعات المشرقة التي تفنن في عرضها أربعة عازفين و 9 مغنين من مجموعة "أصوات مغاربية" .

وتفاعل الجمهور في هذه السهرة مع الموسيقى الروحانية المغربية، الممزوجة بالترانيم السيفردية العبرية والموشحات الأندلسية والموسيقى القبطية والمارونية المسيحية، بينما حرص المعهد الفرنسي في تطوان الذي نظّم هذه الأيام، على تقديم سهرة يلتقي فيها كل روافد الموسيقى الروحية المنتشرة في المنطقة المغربية ووسط أوروبا والشرق المسيحي (الأقباط والمارونيون والأرمينيون) بجذورها الإسلامية والمسيحية واليهودية.

سهرة "الترانيم المقدسة للمتوسط"
وأوضح مدير المعهد الفرنسي في تطوان، كريستوف روسان، في تصريح إلى وسائل الإعلام، أن أمسية افتتاح الدورة الأولى من الأيام الثقافية الفرنسية المغربية في الحسيمة تميزت بتقديم سهرة "الترانيم المقدسة للمتوسط"، وهو العرض الذي تم إنتاجه بالتعاون بين "أوريون ليريك" و"أصوات المغرب" والمهرجان الفرنسي "سان سيري"، وأعلن تقديمه لعروض أخرى قريبًا في مدينتي الرباط ومراكش، معتبرًا أن العرض المستوحى من تراث الديانات الثلاث، بمثابة رحلة في مختلف أرجاء حوض البحر الأبيض المتوسط من خلال ترانيم روحية تنطلق من المغرب، لتصل إلى تركيا وأنغامها الصوفية الرائعة، مرورًا بالترانيم القبطية المصرية والموسيقى اليونانية ثم الإيطالية، قبل العودة لاكتشاف جذور الموسيقى الأندلسية. وتتواصل فعاليات هذه الأيام يوم السبت بتنظيم ورشات عن الفن التشكيلي، وندوة تتناول تاريخ خليج الحسيمة وسهرة لمجموعة "أغراف" التي حققت نجاحًا باهرًا خلال السنوات الأخيرة.

وأبرز المسؤول الفرنسي أن تنظيم هذه الأيام الثقافية يندرج ضمن المبادرات الرامية إلى تعزيز حضور اللغة الفرنسية في الحسيمة والتي انطلقت منذ سنوات، موضحًا أنه تم تنظيم العديد من الأنشطة بتعاون مع فاعلين أكاديميين وجمعيات لتعزيز التبادل اللغوي مع هذه المنطقة من المغرب.

ثمرة شراكة إيجابية وتتويج للأنشطة الثقافية
من جهته، أوضح المندوب الإقليمي للثقافة في الحسيمة، كمال بليمون، أن هذه المبادرة جاءت كثمرة شراكة إيجابية بين المعهد الثقافي الفرنسي والمديرية الإقليمية للثقافة وبلدية الحسيمة، وأيضا كتتويج للأنشطة الثقافية السابقة التي نظّمها المعهد الثقافي الفرنسي بالحسيمة، والتي خلصت إلى ضرورة الاتفاق على توسيع نطاقها لتشمل المساهمة في تنظيم الأسابيع الثقافية والمهرجانات في سبيل توطيد العلاقات الثقافية المتميزة بين المغرب وفرنسا.

عروض سينمائية
وبشأن العروض السينمائية، فسيعرض أشرطة "فوق العالم" لمخرجه ريمي شايي، و"أداما" لسيمون روبي، و"جولة بفرنسا" لرشيد جيداني، كما ستنشط الباحثة ليلى مزيان ندوة عن "خليج الحسيمة، التاريخ والثقافة البحرية بين الأمس واليوم"، فيما ستتناول الورشات فنون النحت والرسم التشكيلي، على أن تختتم الأيام الثقافية بسهرة لمجموعة "أغراف" التي تأسست في الحسيمة عام 2009 لتعزيز وتطوير الموسيقى الريفية.