آريوس السكندري الذي أرق بابا كنيسة الإسكندرية

منذ 1694 سنة وبالتحديد فى 20 مايو/أيار من عام 325 ميلادية وجه بابا كنيسة الإسكندرية خطابا إلى الإمبراطور الرومانى قسطنطين يطالب بعقد مجمع لمناقشة بعض القضايا الدينية فكان مجمع نيقيةالأول، بمشاركة 318 أسقفا، حيث جاء طلب البابا من وجهة نظره للوقوف فى وجه أفكار آريوس السكندرى، فمن هو آريوس وما هى أفكاره، وما مصيره؟

وعاش آريوس فى الفترة بين (256 - 336 م) وكان فى الأصل مواطناً ليبيا وكانت ليبيا تابعة لكنيسة الإسكندرية، تلقى تعليمه اللاهوتى فى أنطاكية فى مدرسة لوقيانوس، وعندما ذهب إلى الإسكندرية وخدم فيها عينه البابا بطرس بابا الإسكندرية شماساً، حيث كان ذا موهبة فى الخطابة فصيحاً بليغا قادر على توصيل أفكاره بسلاسة بين العامة والمفكرين ونشر آريوس أفكاره عن المسيح مستغلاً مركزه كشماس وواعظ فى الإسكندرية، وكانت فكرته تتلخص فى: "أن المسيح مخلوق وليس أزليا مثل الله"، لكن الأساقفة هاجموه مدعين أن آراءه وثنية، واعتبروا تفكيره كفراً وزندقة، واشتعلت نار الخلاف وتأججت نار الفرقة عندما قال آريوس عن المسيح كلمة الإله : "إنه خالق ومخلوق.. خالق الكون ومخلوق من الإله"، وقالت الكنيسة: "أن المسيح مولود غير مخلوق، وهو كان بأقنومه الأزلى قبل أن يولد من العذراء مريم بل قبل الدهور، ومنذ الأزل،وهو من ذات جــــوهر الآب، ومن طبعه، وأنه لم تمر لحظة من الزمان من الزمن كان الآب موجودا من دون اللوجوس (الكلمة) وهو المسيح قبــــل التجـســــــد". 

كان آريوس يقول بأنّ الكلمة ليس بإله، بل بما أنه "مولود" من الله الآب فهو لا يُشاركه طبيعتهِ، بل تقوم بينهما علاقة "تبنّي"، فالكلمة إذاً ليس بأزلى بل هو مجرد خليقة ثانويّة أو خاضعة.، وحُرِمَ آريوس وأنصاره فى المجمع المسكونّى النيقاوى الأوّل عام 325 وعلى إثره نُفى، وفي عام 334 أعادَ الإمبراطور قسطنطين آريوس من منفاهُ، كنه مات فجأة فى سنة 336 ميلادية.