سوق التطبيقات السحابية

أدت زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط كحلول للمؤسسات بمختلف أشكالها إلى نتائج إيجابية وسلبية، إذ ارتفعت قيمة سوق التطبيقات السحابية، مع توقعات بارتفاع أكبر خلال الأعوام المقبلة، إضافة إلى ارتفاع معدل الهجمات الإلكترونية التي تستهدف هذه الشركات في المنطقة.

وتوقعت شركة "إنفور" نمو قيمة سوق التطبيقات السحابية في منطقة الشرق الأوسط من 887,5 مليون دولار عام 2015 لتبلغ 2,4 بليون دولار بحلول عام 2020، بمعدل نمو سنوي مركب 22,1 في المئة، وأكدت في تقرير لمناسبة مشاركتها في معرض "جيتكس 2017" في دبي، أن هذا النمو يأتي مدفوعًا بحاجة الشركات للارتقاء بمستوى العمليات والحد من التكاليف وتعقيدات الصناعات والقطاعات الموجهة بعمليات التشغيل، بما فيها قطاع التصنيع والبيع بالتجزئة والرعاية الصحية والقطاع العام والخدمات الفندقية.

وأضاف التقرير أن الحلول السحابية ستشكل الأساس المثالي لتنمية القدرة التنافسية على صعيد القطاعات الصناعية الرئيسة، مع تبني الشرق الأوسط بوتيرة متسارعة إستراتيجية التنويع الاقتصادي، إذ يستمر نمو معدل الإنفاق الإجمالي على التكنولوجيا الرقمية.

وأكد المدير العام لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة "إنفور"، طارق تامان، أن "موجة تحول رقمي تجتاح مختلف الصناعات، مع إعطاء مديري المعلوماتية أولوية للاستثمار في التطبيقات السحابية".

إلى ذلك، كشفت "كاسبرسكي لاب" أن العالم واجه في النصف الأول من العام انتشار موجة واسعة من هجمات طلب الفدية، أثّرت في الشركات الصناعية، وتضـــاعف عـــدد أجهزة الحاسوب ضمن أنظمة التحكم الصناعية التي هوجمت 3 مرات في حزيران/ يونيو.

ولفتت الشركة في تقرير أعدته بمناسبة مشاركتها في المعرض، إلى أن "الشركات العاملة في قطاع التصنيع كانت الأكثر عرضة للتهديدات الإلكترونية في النصف الأول من العام"، مؤكدة أن "أجهزة الحاسوب العاملة ضمن أنظمة التحكم الصناعية في تلك الشركات كانت أهدافاً لنحو ثلث مجموع الهجمات".

وأشارت الشركة إلى أن "منتجاتها منعت خلال النصف الأول من العام محاولات هجوم على 48,4 في المئة من أجهزة الحاسوب ضمن أنظمة التحكم الصناعية في الشرق الأوسط، والتي تلقت عبرها الشركة معلومات مجهولة الهوية، بلغ مجموعها حول العالم عشرات الآلاف"، موضحًا أن البلدان الثلاثة الأولى في العالم التي هوجمت فيها أجهزة الحاسوب في الشركات الصناعية هي فيتنام "71 في المئة"، والجزائر "67,1 في المئة" والمغرب "65,4 في المئة"، فيما وجد الباحثون زيادة في نسبة الأنظمة التي هوجمت في الصين "57,1 في المئة".
 
وكانت إيران والسعودية ومصر الأكثر تعرضًا للهجوم، على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وسجلت إيران 55,3 في المئة والعراق 51,8 في المئة والمملكة العربية السعودية 51,8 في المئة، بينما حافظت مصر على نسبة 51,6 في المئة، واحتلت الإمارات المركز التاسع في التصنيف الإقليمي، إذ بلغت نسبة الحواسيب ضمن أنظمة التحكم الصناعية التي تعرضت للهجمات 43,8 في المئة.

وقال رئيس قسم الدفاع عن البنية التحتية الحرجة في الشركة، إفغيني غونشاروف: "رأينا في النصف الأول مدى ضعف حماية الأنظمة الصناعية، إذ كان معظم أجهزة الحاسوب الصناعية المتضررة مصابة في شكل غير مقصود، نتيجة هجمات استهدفت في البداية المستخدمين المنزليين وشبكات الشركات"، لافتًا إلى أن "هجمات WannaCry وExPetr المدمرة لطلب الفدية أثبتت قدرة هذا النوع من الهجمات على تعطيل دورات الإنتاج المؤسسية في كل أنحاء العالم".

وأضاف غونشاروف: "يجب على الشركات التفكير في اتخاذ تدابير وقائية استباقية من الآن لتجنب التعامل مع عواقب مثل هذه الهجمات في المستقبل"، مؤكدًا أن "حماية بيئات أنظمة التحكم الصناعية من الهجمات المحتملة تتطلب فتح سجلّ بقائمة الخدمات العاملة على الشــبكة مع التركيز في شــكل خاص على الخدمات التي تتيح الوصول عن بعد إلى عناصر ملفات النظام، والتدقيق عفي عزل الوصول إلى العناصر في بيـــئة أنظمة التحكم الصناعية، والنشاط الشبكي في الشـــبكات الصناعية للشركة وعلى أطرافها، والســياسات والممارسات المتعلقة باستخدام الوسائط القـــابلة للنـــقل والأجهزة المحمولة، والتحقق من أمن الوصول عن بعد إلى الشــبـــكة الصــناعية كحد أدنى، والتقليل من استخدام أدوات الإدارة عن بعد، أو إزالتها كحــد أقـــصى، والحفاظ على تحديث حلول الأمن عند النقاط الطرفية واستخدام أساليب متقدمة للحماية، مثل نشر أدوات تتيح رصد حركة مرور البيانات عبر الشبكة، والكشف عن الهجمات الإلكترونية على الشبكات الصناعية".