مصافي عدن

تشهد محافظة عدن اليمنية، أزمة مشتقات نفطية خانقة، وأغلقت المحطات أبوابها أمام السيارات، التي تزدحم بطوابير طويلة. وارتفعت أسعار المشتقات النفطية في الأسواق السوداء، إلى أضعاف السعر الرسمي للبترول أو الديزل، وذلك بسبب إغلاق المحطات التي لم يتم تزويدها بالمشتقات من قبل السلطات.

وأكد ناصر شائف، المتحدث الرسمي لمصافي عدن، أنها بدأت في تكرير نصف مليون برميل نفط، بعدها ستقوم بضخ الكمية للمحطات في المدن، التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية. وأشار شائف في تصريحات خاصة إلى "اليمن اليوم"، إلى أن مصافي عدن توقفت بسبب عطل فني وقامت فرق الصيانة بإصلاح الأعطال، وتقوم المصفاة بتكرير نصف مليون برميل من النفط الخام الذي يستخرج من أبار المسيلة اليمنية.

ولفت شائف إلى أن الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي قام بمعالجات تخص قطاع النفط والمصفاه، وتوفير النفط الخام بحزمة من الإجراءات، التي ساعدت بتوفير الامكانيات والنفط الخام، وإصلاح وصيانة المصفاة.

وترى دنيا حسين فرحان وهي ناشطة إعلامية في عدن، أن أزمات الوقود تنعكس بشكل عام على مختلف فئات المجتمع وتضر بشكل كبير فئة السائقين، وأصحاب المشاريع والأعمال الصغيرة والمتوسطة. وأشارت فرحان إنه منذ بداية العام الجاري تتكرر الأزمات النفطية بشكل متواصل وينعكس ذلك سلبًا على وضع الناس، وترتفع أسعار النقل وبعض الأشياء التي تعتمد على الوقود، إضافة إلى تضرر طبقات أصحاب المشاريع البسيطة والمتوسطة.

وبيّنت فرحان أن العام الماضي، شهد أزمات وقود متكررة في عدن، وصلت إلى حد توقف محطات الكهرباء لعدم تزويدها بالوقود في ظل درجات حرارة مرتفعة في عدن، ومثلت أزمات الوقود كابوس لجميع سكان عدن، مشيرة إلى أن أزمات الوقود في عدن تكون نتيجة خلافات مالية بين شركة النفط والشركات، التي تشحن الوقود إلى عدن، ومؤكدة أن عدن تمتلك الميناء والمصافي، ما يمنع حدوث أزمات نفطية ويسهل أعمال استيعاب وتوزيع النفط. وطالبت فرحان الحكومة التي تتخذ عدن عاصمة مؤقتة بحلول جذرية للأزمات المتكررة، للوقود كون شحن الوقود لعدن وتكريره ليست المشكلة، بل المشاكل تبقى محصورة في الإدارة النفطية لعدن.

وعادت ساعة بج بن الصغرى في عدن للعمل مجددًا، وذلك بعد الانتهاء من عمليات إصلاحها وصيانتها، والتي دامت لأشهر، وكلفت اثني عشر ألف دولار بتمويل من السلطات المحلية. وتعد ساعة بج بن عدن أو الصغرى كما يسميها البريطانيون، أحد أعرق المواقع السياحية والتاريخية في العاصمة المؤقتة عدن، ويجاوز عمرها 120 عامًا.

وتم تشييد ساعة البج بن على قمة تلة البنجسار، في مديرية التواهي في تسعينات القرن الثامن عشر، خلال فترة تواجد الاحتلال البريطاني، من قبل أمهر المهندسين والمصممين البريطانيين، لتكون تحفةً فنيةً مشابهة لساعة بج بن الواقعة في قلب العاصمة البريطانية لندن.

وتوقفت ساعة بج بن منذ بنائها عدة مراتٍ، نتيجة الأوضاع غير المستقرة، ليتم صيانتها وترميمها لاحقاً وكانت آخر هذه الإصلاحات في العام 2012، لتتوقف مرة أخرى في العام 2014. وكلفت عملية الترميم الأخيرة لساعة بج بن قرابة 12 ألف دولار، مولتها السلطات المحلية، كون قطع غيار الساعة والتي يبلغ طول برجها 22 مترًا، لا تتواجد إلا في بريطانيا ومن المتوقع أن يتم استكمال المرحلة الثانية من ترميم الساعة بقيمة تبلغ 12 ألف دولار خلال الفترة القليلة المقبلة.