منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"

بدأ أسبوع لندن للطاقة، الإثنين الماضي، حيث تشهد العاصمة البريطانية كل عام في شهر فبراير/ شباط فعاليات «أسبوع الطاقة الدولي»، وهي مناسبة يلتقي فيها كبرى الشركات النفطية بالتجار والمحللين، وفي هذا العام، تم التطرق إلى الكثير من المواضيع، من أبرزها أسعار النفط واتجاهاتها. وكان الحديث عن الغاز الطبيعي من الأمور المهمة، لا سيما أن الولايات المتحدة تحولت إلى مصدر كبير للغاز الطبيعي.

إلا أن هناك ثلاثة مواضيع كانت هي الأبرز وتمت مناقشتها على مستوى واسع بين الكثير من المحللين والتجار، وهي خطط السعودية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، ومدى تأثير ذلك على سوق الغاز والطاقة. وكان العنوان الآخر هو مستقبل اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" مع المنتجين خارجها، وأما العنوان الأخير فكان النفط الصخري ومدى صلابته واستمراره، خصوصًا أنه في هذا العام من المتوقع أن يزيد بشكل ملحوظ وكبير.

وسادت نظرة تفاؤلية كبيرة بين الجميع حيال السوق النفطية ومستقبل الأسعار، بل إن غالبية الحضور في مؤتمر «بلاتس» الدولي للنفط، وهو أول مؤتمر تم عقده هذا الأسبوع والذي انطلقت معه فعاليات أسبوع لندن، قد عبروا عن تفاؤلهم بأن تظل أسعار النفط بين 65 و70 دولارًا في الربع الأول من العام المقبل، فيما توقع أكثر من نصف الحضور كذلك أن يستمر الاتفاق بين أوبك وخارجها لما بعد عام 2018.

وفي مؤتمر "بلاتس" النفطي الذي أقيم في فندق هيلتون بارك لاين، أوضح محللو وكالة بلاتس المتخصصة في تسعير النفط أن دخول السعودية إلى عالم استيراد الغاز المسال سوف يخلق طلبًا جديدًا وكبيرًا يشجع على مواصلة الاستثمار في بناء محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم.

وقال كريس ميدجلي، وهو رئيس وحدة التحليلات في بلاتس، إن الطلب على الغاز الطبيعي سوف يأتي من ثلاث أسواق جديدة في الأعوام المقبلة، وهي الصين والهند والسعودية، فيما ستظل كبار الدول المصدرة للغاز الطبيعي هي أستراليا وقطر والولايات المتحدة، التي تحولت مؤخرًا لمصدر للغاز بفضل الإنتاج الكبير من الغاز الصخري هناك.

ونظرًا لأن تكاليف إنتاج الغاز الصخري انخفضت، ونظرًا لأن هناك كميات كبيرة من الغاز مصاحبة لإنتاج النفط الصخري، فإن أسعار الغاز الطبيعي المسال في طريقها للانخفاض، حيث أصبح من الملاحظ أن هناك تقاربًا بين أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة "والذي يتم تسعيره على أساس سوق هنري هب" مع أسعاره في آسيا، كما قال ميدجلي. ففي السابق كان الفرق بين أسعار أميركا وآسيا - وخاصة سعر سوق اليابان وكوريا - عاليًا جدًا، ولكنه انخفض كثيرًا مؤخرًا مع وفرة الإمدادات.

ويوم الثلاثاء، انطلقت فعاليات مؤتمر أسبوع البترول الدولي في فندق إنتركونتيننتال بارك لاين، والذي شهد مشاركة وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الذي أسهب في الحديث عن مستقبل اتفاق أوبك، سواء في الجلسة الصباحية للمؤتمر أو خلال حديثه مع الصحافيين.

وقال المزروعي متحدثًا خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن اتفاق خفض المعروض العالمي قلص تخمة النفط في السوق، لكن المهمة لم تنجز بعد، وتابع، الذي يرأس أوبك هذا العام، أن الأمانة العامة للمنظمة ستجتمع مع منتجي النفط الصخري الأميركيين خلال مؤتمر أسبوع سيرا الشهر المقبل «لتبادل الآراء»، مشيرًا إلى أن روسيا - غير العضو في أوبك - ملتزمة باتفاق خفض المعروض حتى نهاية العام.

ومن جانبه، أكد عائض القحطاني، رئيس الأبحاث في أوبك، خلال ذات المؤتمر، أن فائض مخزونات النفط انخفض كثيرًا على مدار العام المنصرم ليصبح 74 مليون برميل فوق متوسط خمسة أعوام في يناير/ كانون الثاني، لأسباب منها اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده أوبك، متابعًا أن مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي كانت 340 مليون برميل فوق متوسط خمسة أعوام في يناير 2017 قد نزلت إلى 74 مليون برميل فوق ذلك المتوسط في الشهر الماضي.

وتُقلص منظمة البلدان المصدرة للبترول الإنتاج نحو 1.2 مليون برميل يوميًا في إطار اتفاق مع روسيا ومنتجين آخرين غير أعضاء في المنظمة. بدأ الاتفاق قبل عام ويستمر حتى نهاية 2018.