رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي باستحداث سلطات جديدة تسمح لها بمعاقبة شركات وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات، التي تتقاعس عن رعاية بيانات المستخدمين والمطالبة بأموال من الشركات لتمويل دعم الوعي لمواجهة المحتوى الضار بالإنترنت. وأكدت ماي التي من المتوقع فوزها بأغلبية في الانتخابات التي تجري في الثامن من يونيو/‏‏ حزيران على إجازة قوانين تعطي المستخدمين حقوقاً جديدة للوصول إلى البيانات الخاصة بهم ومنح الحكومة سلطة فرض تطبيقها مع عقوبات.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية بوريس جونسون: إن هناك "احتمالاً واقعياً" أن تحاول روسيا التدخل في الانتخابات العامة ببلاده الشهر المقبل. وأضاف في مقابلة مع صحيفة "ذا تليغراف"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيشعر بالسعادة" إذا فاز جيريمي كوربين زعيم حزب العمال في الانتخابات البريطانية المقررة في الثامن من يونيو /‏‏ حزيران. وقال جونسون في إشارة إلى بوتين "نعتقد أن هذا ما فعله في أميركا كما أنه من الواضح على نحو صارخ أن ذلك ما فعله في فرنسا (عندما جرى التسلل إلى البريد الإلكتروني الخاص بماكرون ومن ثم علينا الحذر".  

قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في حديث لصحيفة "دايلي تلغراف" أمس (السبت): إنه قد يتعين على الاتحاد الأوروبي دفع الأموال لبريطانيا في إطار عملية انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي "بريكست"؛ وليس العكس. وردا على سؤال بشأن هذا الموضوع للصحيفة القريبة من المحافظين، أجاب رئيس بلدية لندن السابق: "أعتقد أن هناك حججا جيدة جدا" في هذا الاتجاه.

وهذا الموقف مغاير تماما لموقف الاتحاد الأوروبي الذي ينوي في مستهل المفاوضات تقديم فاتورة إجمالية للندن لتحترم التزاماتها المالية في مختلف البرامج والصناديق الأوروبية. ويقدِّر الاتحاد الأوروبي الفاتورة بأربعين إلى ستين مليار يورو حتى أنها قد تصل إلى 100 مليار يورو، بحسب حسابات صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بعد مطالب جديدة فرنسية وألمانية تتعلق بالمساعدات الزراعية. وعلى الفور، أعلنت الحكومة البريطانية، أنها لن تدفع مثل هذا المبلغ.

وفي حديثه لـ"الديلي تلغراف" السبت، وصف جونسون هذه المبالغ بأنها "غير منطقية". وقال الوزير إن "أعباء هذه الفاتورة كبيرة على البلاد"، مهددا بالانسحاب من المفاوضات "من دون دفع أي مبلغ". وأضاف جونسون، وهو أحد أبرز مؤيدي حملة "بريكست": إن الاتحاد الأوروبي هو الجهة التي قد تضطر إلى دفع أموال. وأوضح: "لدينا معا بعض الممتلكات التي ساهمنا في دفع تكاليفها لسنوات، وبالتالي يجب درس قيمتها بعناية".

وكانت "الديلي تلغراف" التي تنتقد بشدة الاتحاد الأوروبي، نشرت تقريرا حكوميا ينص على أن لبريطانيا تسعة مليارات جنيه (10.6 مليارات يورو) في البنك الأوروبي للاستثمار و14 مليار جنيه نقدا وفي أملاك عقارية. وأدان جونسون "تكتيك المفاوضات الصعبة الذي تنتهجه بروكسل". وإذ أشار إلى أغنية فريق إيغلز الشهيرة "هوتيل كاليفورنيا"، قال: إن رئيس المفوضية الأوروبية "جان كلود يونكر يعتقد أن الاتحاد الأوروبي مثل فندق كاليفورنيا الذي يمكنك الخروج منه من دون أن تتمكن من مغادرته فعليا، إنه على خطأ". وبات التوتر شبه يومي بين لندن وبروكسل مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في بريطانيا في الثامن من يونيو/حزيران المقبل وبدء مفاوضات "بريكست".