المصارف الأوروبية

أظهرت نتائج اختبارات قدرة المصارف الأوروبية على تحمل الضغوط المالية التي أعلنتها الهيئة المصرفية الأوروبية، مؤشرات مطمئنة بشكل عام، حول مرونة القطاع المصرفي، إلا أن الاختبارات ذاتها أشارت إلى أن مصرف "مونتي دي باشي دي سيينا" الإيطالي، ومصرف "رايفيسين" النمساوي، و"بانكو بوبولار" الإسباني، إلى جانب مصرفين آيرلنديين، حصلت على أسوأ التقديرات في الاختبارات التي شملت البنوك على مستوى الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من المخاوف التي تتعلق بتلك المصارف، فإن المصرف المركزي الأوروبي قال تعليقا على النتائج العامة، إنها أظهرت تحسن مرونة القطاع المصرفي في منطقة اليورو، مقارنة بالاختبارات السابقة التي نشرت نتائجها في عام 2014، وذكر البنك في بيان أن نتائج اختبارات تحمل البنوك للضغوط على مستوى الاتحاد الأوروبي،  أظهرت أن البنوك في منطقة اليورو حسنت مرونتها والرقابة العامة على توقعاتها الرأسمالية، وستظل مستقرة على نطاق واسع مقارنة بعام 2015.

وكانت الهيئة المصرفية الأوروبية قد أطلقت اختبارات تحمل الضغوط في شباط/فبراير الماضي، لتقييم قدرة النظام المصرفي في الاتحاد الأوروبي على تحمل الصدمات من خلال مراجعة أوضاع 51 مصرفًا، تمثل نحو 70 في المائة من القطاع المصرفي للاتحاد الأوروبي.

وقالت الهيئة إن النتائج أظهرت مرونة في القطاع المصرفي في الاتحاد الأوروبي ككل، بفضل الزيادة الكبيرة في رأس المال، لكنها حذرت من أن نتائج المصارف الفردية تختلف بشكل كبير،  وقال رئيس الهيئة المصرفية الأوروبية  أندريا أنرايا،، في بيان: "على الرغم من أننا نعترف بالزيادة الكبيرة في رأس المال حتى الآن، فإن هذه ليست شهادة خلو من الأمراض، لا يزال هناك كثير من العمل يتعين القيام به".

وأوضحت المفوضية الأوروبية، أن اختبارات قدرة البنوك على تحمل الضغوط المالية التي شملت 51 بنكا تؤكد بشكل عام أن البنوك أصبحت مرنة على نحو متزايد، وقرر مجلس إدارة بنك "مونتي دي باشي دي سيينا" (إم بي إس)، الإيطالي المتعثر، بيع ديون مشكوك في تحصيلها بقيمة 7.27 مليار يورو (نحو 31
مليار دولار)، مقابل ما يعادل نحو 33 في المائة من قيمتها الاسمية، كما أعلن البنك اعتزامه زيادة رأسماله بقيمة 5 مليارات يورو.

جاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة البنك يوم الجمعة لبحث خطة إنقاذه. وقال الرئيس التنفيذي للمصرف فابريزيو فيولا، إن هذه الخطة ستحسن بشدة من ربحيته في المستقبل، وتجعل موقفه الرأسمالي قويًا بصورة خاصة، ويذكر أن الحكومة الإيطالية قد تضطر إلى تقديم مساعدة مالية مباشرة أو ضمانات قروض للبنك، في حالة عدم تلقيه عروضًا كافية للمشاركة في إعادة رسملته.

وعلى صعيد متصل، ارتفعت أسعار الأسهم الألمانية قبل ساعات من صدور نتائج اختبارات تحمل الضغوط المالية الأوروبية، وهو ما ساهم في ارتفاع أسعار أسهم القطاع المصرفي الأوروبي ككل، وفي حين ارتفع سهم أكبر مجموعة مصرفية في ألمانيا "دويتشه بنك"، بنسبة 64.2 في المائة، ارتفع سهم "كوميرتس بنك" بنسبة 4 في المائة، في تعاملات بورصة فرانكفورت للأوراق المالية، الجمعة، كما ارتفع مؤشر يوروستوكس لأسهم البنوك الأوروبية بنسبة 57.2 في المائة، قبل صدور نتائج الاختبارات الأوروبية.

وكان سهما "دويتشه بنك" و"كوميرتس بنك" قد تراجعا في بداية الأسبوع الماضي على خلفية نتائجهما في الربع الثاني من العام الحالي، التي أظهرت تراجعا حادا في أرباحهما، وفي حين تراجع صافي أرباح "دويتشه" خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 98 في المائة سنويا، تراجع صافي أرباح "كوميرتس بنك" بنسبة 32 في المائة تقريبًا.