مرض باركنسون

صممت الدكتورة ريمونا ويل، من كلية لندن الجامعية، اختبارًا سريعًا وبسيطًا لتحديد الأشخاص الذين يُعانون من الإصابة بمرض باركنسون، والذي من المرجح أن يتطور ذلك إلى خرف.

وينطوي الاختبار على استخدام صور مشوهة للقطط والكلاب ويعمل بطريقة مماثلة لطريقة صور الكابتشا، وهي عبارة عن طريقة للتحقق من الأمن عبر الإنترنت باستخدام النص المشوه للتميز بين البشر وأجهزة الكمبيوتر.

وتعتبر صور الأمن التي تطلب من المستخدمين كتابة بعض الكلمات، أو النقر على الصور، لإثبات أنهم ليسوا 'روبوت' أمر محبط مما لا شك فيه بالنسبة للكثيرين. ولكن العلماء اكتشفوا أن بعض المصابين بمرض باركنسون يُعانون أكثر في هذه المهمة، ويمكن أن تُشير إلى تغييراتٍ مهمة تحدث في الدماغ.

ويُعاني حوالي 165 ألف شخص من الإصابة بمرض باركنسون في بريطانيا، ومن المقرر أن يتطور المرض مع أكثر من النصف، للإصابة بالخرف خلال 10 سنوات من التشخيص. ولكن الأطباء حاليًا غير قادرين على التنبؤ من هو الأكثر عرضة للخطر.

وقالت الدكتورة ويل: "إن مرض باركنسون هو ثاني أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا بعد مرض الزهايمر، ولكن ما هو غير معروف على نطاق واسع هو أن نصف الناس المصابون به قد يتطور لديهم المرض ليصابوا بالخرف. ويشعر الناس بالرعب إزاء تطور الخرف لذلك نعتقد أنه من المهم حقا أن نكون قادرين على التمييز بين الأكثر عرضة لهذا الخطر".

وأضافت: "أخبرني أحد الزملاء أن المرضى يعانون مع قراءة صور كابتشا وبدأت أتساءل عما إذا كانت هناك نقطة تشويه لم يعد بإمكان الدماغ تحملها، مما قد يشير إلى أن الخرف كان أكثر احتمالا. ووجدنا أن هناك نقطة حيث أنها لم يعد الشخص عندها قادر على معرفة ما إذا كان ما يوجد في الصور حيوان أو سيارة أو كلب".

وأظهرت الاختبارات التي شملت 20 شخصًا مصابون بباركنسون أولئك الذين عانوا لمعرفة ما إذا كانت الصورة لكلب أو قطة كما كانت نتائجهم سيئة في اختبارات قياس الأداء الإدراكي العام. ويُعد اختبار القطط والكلاب أسرع وأفضل في اكتشاف المشاكل في المعالجة البصرية التي تسبق الخرف.

غير أن الدكتورة ويل قالت إنَّ الناس لا ينبغي أن يكونوا قلقين إذا كانوا يعانون مع هذه الصور، وأضافت: "إن عدم القدرة على رؤية صورة واحدة ليست مشكلة، وان اختبارنا ينظر الى العديد من الصور على مر الزمن. 

نأمل أنه بمجرد أن نستطيع الكشف عن الأشخاص الذين من المرجح أن يتطور الأمر لديهم إلى الخرف يمكننا وضع ذلك تحت الاختبارات والتجارب الجديدة. 

وفي المستقبل، عندما تكون العقاقير متاحة للخرف سوف يساعد أيضا في التعرف واكتشاف ذلك في وقت مبكر".

وقد بدأ الباحثون للتو دراسة كبيرة مدتها ثلاث سنوات لمعرفة مدى توقع اختبار القطط والكلاب للتدهور المعرفي مع مرور الوقت، وذلك من خلال مسح الدماغ والتصوير الشبكي، ونشرت الدراسة في مجلة "Movement Disorders".