النساء الحوامل اللاتي يتبعن الحمية الأميركية

في دراسة حديثة، كشفت عن أن النساء الحوامل اللاتي يتبعن الحمية الأميركية النموذجية أكثر عرضة إلى إنجاب أطفال يعانون من السمنة المفرطة، وأظهرت أن النظام الغذائي للمرأة قبل وأثناء وبعد عملية الحمل بفترة وجيزة قد يؤثر على إنجاب نسل أكثر بدانة، حيث أوضحت الأبحاث الجديدة التي أجراها معهد سكريبس للأبحاث بكل وضوح مدى الضرر الذي يتسبب فيه النظام الغذائي الغربي  حتى لو بقيت الأم نشطيه بدنيًا ولا تتناول الوجبات الدسمة.

ويعتقد الباحثون، حتى الآن، أن النساء البدينات أكثر عرضة إلى إنجاب أطفال يعانون من السمنة المفرطة، فيما حذر الدكتور إريك زوريلا، معد الدراسة، بأن نتائج الدراسة التي توصلوا إليها تظهر أن النظام الغذائي يعتبر العامل الأكثر أهمية، واختبر الباحثون نظريتهم على مجموعتين من الفئران، حيث تربت إحدى المجموعتين بشكل انتقائي لتكون مقاومة للبدانة والنظام الغذائي عالي الدهون، بينما الأخرى كانت سريعة التأثر بشكل غير عادي بالوجبات الغنية بالدهون.

وداخل كل مجموعة، تم تغذية البعض من خلال اتباع النظام الغذائي الغربي وذلك بوجبات غنية باللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والأغذية المصنعة والملح، مع وجبات أقل من الفواكه والخضروات والأسماك والحبوب الكاملة، والبعض الآخر اتبع نظام غذائي أقل في الدهون وأكثر في الحبوب.

ووجد الباحثون أن جميع الفئران التي اتبعت النظام الغذائي الغربي في الأسابيع التي سبقت الحمل، وأثناء الحمل وأثناء الرضاعة كان نسلها أكثر عرضة إلى الإصابة بالبدانة، وأن السمنة المفرطة بقيت كذلك حتى سن البلوغ أبنائهم، وقد حدث ذلك على الرغم من أن الأمهات أنفسهّن لم يكثرّن من تناول الطعام كما حافظوا على الوزن الصحي، ومعدل الدهون في الجسم ونسبة الأنسولين.

وفي الواقع، وجد الباحثون أن اتباع الإناث للنظام الغذائي الغربي أو النظام الغذائي الأميركي النموذجي، تسبب في أن يعاني الجيل المقبل من مشاكل السمنة مدى الحياة، وقال الدكتور إريك زوريلا، معد الدراسة، أن النظام الغذائي الخاص بالفرد له تأثير، ليس فقط في حالة ما إذا أدى إلى زيادة الوزن أو الإصابة بمرض السكري الحملي.

ويبدو أن النظام الغذائي الغربي هو برنامج تمثيل غذائي يستمر طوال حياة الفئران، وعلى الرغم من أن هذه الفئران كانت معتدلة في الوزن خلال فترة البلوغ والبلوغ المبكر، إلا أنها لا تزال تظهر انخفاض في معدل التمثيل الغذائي وارتفاع الاستهلاك الغذائي خلال تلك الفترة، الأمر الذي أدى إلى عودة البدانة في منتصف مرحلة البلوغ.

ووجد الباحثون أيضًا أن النظام الغذائي الغربي جعل من الصعب على الفئران المعرضة إلى الإصابة بالسمنة الأنجاب، ويسعى الفريق البحثي حاليًا لاستكشاف جوانب النظام الغذائي الأميركي التي تؤدي إلى هذه الآثار والتغيرات الجزيئية في النسل.