مضادات الاكتئاب

كشفت دراسة جديدة، أن معظم مضادات الاكتئاب التي يتم استخدامها بدون تصريح تفتقر إلى أدلة علمية قوية، وذلك وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية, ويطلق مصطلح الاستخدام دون تصريح على استخدام الأدوية لفئة عمرية لم يصرح لها بالعلاج أو بجرعة غير مصدق عليها، أو بطريقة غير مصدق عليها، بمعنى أخر يتم وصف أدوية معينة لحالات مختلفة أو لمجموعة مرضى آخرين مثل الأطفال، أو بجرعات مختلفة عن الجرعات المصدق عليها.

ويزعم البعض أن الاستخدام دون تصريح ليس له أضرار صحية، ظهرت أدلة على أن تعاطي العقاقير بدون تصريح ودون أدلة علمية، يؤدي إلى حدوث مضاعفات قوية مثل أمراض الحساسية، أو تعاطي الجرعات الزائدة, وقد ارتفع استخدام العقاقير المضادة للاكتئاب بشكل كبير في دول مثل الولايات المتحدة وكندا وإنكلترا، ففي الأخيرة ارتفع الطلب على شراء مضادات الاكتئاب بنسبة 6.8 في المائة أي حوالي 3.9 مليون بين عامي 2014 و2015، وذلك الارتفاع يتضمن مضادات الاكتئاب فقط وليس الأدوية والعقاقير الأخرى.

وفي الولايات المتحدة، يستخدم نحو 41 مليون أمريكي على الأقل مضادات الاكتئاب، وهو ما يعني أن واحدًا من أصل ثمانية يتناولون هذه المضادات, إلا أن ما يقرب من ثلث مضادات الاكتئاب تُستخدم دون تصريح لأعراض مثل الأرق والألم والصداع النفسي وهو النوع الأكثر شيوعًا بين تلك الأعراض، ومع ذلك، فإنه من غير المعروف إلى أي مدى تُدعم هذه الوصفات بالأدلة العلمية.

لذا قرر فريق من الباحثين دراسة مؤشرات الاستخدام دون تصريح لمضادات الاكتئاب في إطار الرعاية الصحية الأولية، ثم تقييم مستوياتها في الدعم العلمي، واستنادًا إلى بيانات من نظام الوصفات الطبية الالكترونية، استعرض الباحثون أكثر من مئة ألف وصفة طبية لمضادات الاكتئاب كتبها حوالي 200 طبيب رعاية صحية أولية بين يناير/كانون الثاني 2003، وسبتمبر/أيلول 2015، وذلك في مدينة كيبيك بكندا.

ووجد الباحثون أن ما يقرب من 30 في المائة من جميع وصفات مضادات الاكتئاب، تمت كتابتها دون تصريح، بينما تحظى "مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات "بأعلى نسبة انتشار بين جميع مضادات الاكتئاب الأخرى، في حين لم تحظى بمثل تلك النسبة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين-النورادرينالين.

ومن بين مضادات الاكتئاب التي تم استخدامها دون تصريح، 16 في المائة فقط من كان لها أدلة علمية قوية تدعم استخدام الدواء، مع 40 في المائة تفتقر إلى أي دليل قوي. ومع ذلك، كانت هناك أدلة قوية لعقاقير أخرى من نفس الفئة، أما بالنسبة لنسبة الـ44 في المائة المتبقية من الوصفات غير المصرحة، لم يكن للدواء الموصوف أو الأدوية الأخرى أي دعم أو دليل علمي.

وأكد الباحثون إن هناك أسباب شتى تجعل الأطباء يصفون مضادات الاكتئاب غير مصرح بها، أهمها تتبع المؤشرات الجديدة لأدوية بعينيها، والقيود المفروضة على برامج تأمين العقاقير، وتصور أن العلاج البديل قد تكون له مخاطر أقوى من تناول مضادات الاكتئاب.

وأوضحوا أن نتائج الدراسة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتقديم مزيد من الأدلة على مخاطر وفوائد استخدام مضادات الاكتئاب غير المصرح بها، وإعلام الأطباء بتلك الأدلة قبل كتابة الوصفات الطبية, وخلصوا إلى أن تقنيات مثل المؤشرات التي تستند إلى الأنظمة الإلكترونية لوصف العقاقير والأدوية، والسجلات الصحية الإلكترونية، فضلاً عن قواعد البيانات، تعتبر وسيلة فعالة لتوفير أدلة علمية قوية إلى الأطباء عند كتابة الوصفات الطبية لمرضاهم.