عدن ـ عبدالغني يحيى
حذّرت منظمة الصحة العالمية من التفشي السريع لمرض الدفتيريا "الخنّاق" الذي انتشر في 13 محافظة يمنية، وأشارت في بيان إلى "الإبلاغ عن معظم حالات الدفتيريا ووفياتها في محافظة إب "جنوب صنعاء"، ولاحظت أن الدفتيريا تتفشّى مجددًا، وفي شكل مقلق في هذا البلد الذي مزقّته الحرب، ليبلغ عدد حالات الإصابة بها المشخّصة سريريًا 189، ويصل عدد وفياتها إلى 20، غالبيتهم من الأطفال والشباب في الأشهر الثلاثة الأخيرة"
وعلى الرغم من احتدام النزاع، واصلت منظمتا الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" والجهات الشريكة، عملها بـ "استخدام الإمدادات المتاحة، فطعّمت 8500 طفل دون سن الخامسة خلال تشرين الثاني /نوفمبر الماضي في مديريتي السدّة ويريم في محافظة إب".
وكشفت وكيلة محافظة تعز لشؤون الصحة والجرحى إيلان عبدالحق، عن رصد 9 حالات إصابة بمرض الدفتيريا في تعز، توزّعت على مديريات المخا ومقبنة وصالة والشمايتين"، وأطلقت منظمة الصحة في 25 تشرين الثاني الماضي، حملة تطعيم تستهدف 300 ألف طفل دون سن 12 شهرًا، ومن المقرّر تنظيم مزيد من جولات التطعيم لأكثر من ثلاثة ملايين طفل وشاب في كانون الأول /ديسمبر المقبل في المديريات التي تشكل الأولوية.
ونبّهت المنظّمة في بيانها، إلى أن في حال عدم السيطرة على مرض الدفتيريا، فربما يحدث أوبئة مهلكة تصيب الأطفال أساسًا، وسلّمت المنظّمة اليمن أدوية للتصدّي لتفشي الدفتيريا، مؤكدة أن الاستمرار في إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، مسألة حاسمة الأهمية لوقف هذا التفشي"
ووصلت إلى صنعاء في 27 تشرين الثاني شحنة الأدوية المؤلّفة من ألف قنينة من مضادات السموم المُنقذة للحياة، و17 طناً من الإمدادات الطبية المقدّمة من المنظمة، بعد توقفها نتيجة إغلاق الموانئ البحرية والجوية لثلاثة أسابيع، وقال ممثل المنظمة القُطري في اليمن نيفيو زاغاريا "من الصادم أن يموت الأطفال عام 2017 بمرض قديم، يمكن تجنّبه باللقاحات ويسهل علاجه"، وجاء في البيان "يمكن مضادات السموم المساعدة في وقف انتشار البكتيريا إلى الأعضاء الحيوية في جسم المريض المصاب فعليًا بعدوى الدفتيريا، ولكن لم تكن توجد في اليمن قبل وصول شحنة المنظمة، أي إمدادات متاحة من هذه المضادات"
واعتبر أن للمضادات الحيوية واللقاحات أهمية حاسمة أيضًا في علاج هذا المرض التنفسي الشديد العدوى والوقاية منه، لكن اليمن يشهد نقصًا في إمدادات كل منهما"
وأسف زاغاريا إلى أن الأطفال والبالغين ماتوا في الأيام الأخيرة، فيما كانت الأدوية اللازمة لإنقاذ حياتهم متاحة على بعد لم يكن يتجاوز بضع ساعات منهم"، شدد على الحاجة إلى إتاحة وصولنا إلى كل مناطق اليمن باستمرار، ومن دون قيد أو شرط لوقف هذه الأعداد الفادحة من الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والكوليرا، والدفتيريا أيضًا حاليًا"