مرضى السرطان في اليمن

يرتفع أعداد وفيات مرضى السرطان في اليمن يومًا بعد آخر، وسط أزمة إنسانية واقتصادية ، وحصار بري جوي وبحري، بالإضافة إلى انعدام الأدوية والعقاقير الخاصة بالمرض، وارتفاع أسعارها، لأكثر من 100%.

وقال الدكتور لبيب عبدالله الأغبري، مدير عام المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في اليمن، لـ" اليمن اليوم" ، إنه لا يوجد سجل سرطاني في اليمن، لكن الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية ذكرت أن 30,000 شخص يصابون بالسرطان سنويًا في اليمن. 

وأكّد أن المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في مختلف فروعها في محافظات صنعاء وعدن وتعز والحديدة وإب  ,تستقبل ( 15,000) مريض سنويًا وغالبية هؤلاء من الفئات الأشد فقراً، الذين لا قبل لهم بمواجهة تكاليف علاج السرطان الباهظة".

وأوضح أن سجلات المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان توثّق1322حالة من المصابين بسرطان الدم، ممن لا زالوا على قيد الحياة، وهم بحاجة ماسة إلى من يؤمّن لهم الدواء الشهري كحد أدنى".

وأشار أن "سرطان الدم ككل السرطانات لم تقف البحوث العلمية على سبب واضح له، ونسبة انتشاره في اليمن لا تزيد عن المعدلات العالمية"، وتابع" المشكلة لدينا تكمن في عدم توفر الدواء لمرضى سرطان الدم، وهو دواء باهظ الثمن، و يحتاجه المريض بصفة مستمرة مدى الحياة".

 وأكّد أن 50% من مرضى السرطان في اليمن تنتهي بهم المعاناة إلى الوفاة كل عام، وهذا مخيف ومهول، لكن من هو قريب من هذه المأساة مثلنا، يدرك أن هذه التقديرات المخيفة والمفزعة، قد تكون حقيقة للأسف الشديد".

وقال عن المعوقات التي تواجه المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ,"المعوقات كثيرة، لكن أبرزها أن المؤسسة - وهي مؤسسة خيرية تقوم على التبرعات والمساعدات والمنح - صارت مصادر تمويلها تتضاءل كل يوم بسبب الحرب الدائرة في بلادنا، والضائقة المالية التي تعصف بالناس، في حين أن أعداد المرضى الفقراء الطالبين للخدمات تتزايد على مراكز ووحدات المؤسسة كل يوم".
 
وتابع "أغلب تمويل المؤسسة يأتي من داعمين في الداخل" منازل تجارية - وموسسات وشركات عامة وخاصة - وكذلك التبرعات التي تجمع من عموم المواطنين عبر الحملات التي تقيمها المؤسسة أما منظمات الإغاثة الخارجية فأغلبهم يتهربون من تقديم أي مساعدة في مجال مكافحة السرطان لعلمهم أن السير في هذا الاتجاه مكلف جدًا".

وأوضح أن "إغلاق مطار صنعاء، وما سببته الحرب من الحد في تنقل المرضى في الداخل، أو من وإلى الخارج، ضاعفت تكلفة مواجهة السرطان، وجعلت الفاتورة التي تتحملها المؤسسة و المرضى أكبر أمام أعباء وتكاليف الدواء والخدمات الطبية الاخرى"