قرية "مالم"

تحدث المؤلف بيل برايسون ذات مرة عن قرية "مالم"، قائلًا "أنا لن أعرف على وجه اليقين إن كانت "مالم" هى أرقى مكان في العالم، حتى أموت وأشاهدها من السماء، ولكن حتى يأتي ذلك اليوم سأظل متأكدا من ذلك". وكان "برايسون" الشهير بكتباته عن السفر والرحلات أحب المكان كثيراً وأحب حياة السكان المحليين، كما تحدث عن "إشارة مالم"، حيث يرفع السائقون أصابعهم عند المرور على الطرق المحلية، و قد قال هاميش – شقيق الكاتب-  "بوجه متجهم أن التحية غريبة وكيف لتحية أن تكون بالأصابع فقط".

ويوحي اسم "هاميش" واسم "برايسون"، فهم ليسوا من سكان لندن، لقد جاءوا إلى يوركشاير للقاء أشقائهم، أنجوس وكاتي، جنبا إلى جنب مع زوجين آخرين، ويقول عن ذلك "نحن إحدى تلك العائلات التي يحب أفرادها بعضهم البعض، لذلك وفي محاولة مني لجمع شملنا حددت مكان ما على الخريطة بين اسكتلندا والعاصمة لندن ... وهناك كان كل شيء مدهش.

 ومن الواضح أن روعة "مالم" ليست سراً، لكنها كانت جديدة بالنسبة له، فهي تجمع الكثير من عوامل الجذب، وهم معجبون بالمنحدرات السلسة على جانبي الطريق والوادي والحقول، وجمال التفاصيل، كما توجه هاميش وبرايسون إلى جسر الحدب حيث تحدثوا عن "مالم " كثيراً. وفي مقولة لـ"كريستوفر هيتشنس" يقول: "أنا أحب الأسرة ولكن الحصول على بعض الوقت مع الناس الذين لا تعرفهم، فذلك أفضل"، ويضيف برايسون "نحن لا نفعل ذلك عادة، وتجمع مثل ذلك يقلل التوتر ويكثر الضحك، ووجدنا مجموعة متنوعة من أنواع البيرة الاسكتلندية الرائعة".

 وعلى الرغم من أن المناظر الطبيعية برية لكنها رائعة، فنحن نتحدى بعضنا بعض في وصف جمال الوديان بالتفصيل، والحياة هنا رائعة وتلقينا ضيافة لا مثيل لها. وفي تلك الليلة سرنا إلى "بيك هول"، فندق آخر في القرية، يقع بجانب بحيرة بجوار الطاحونة، وأثناء التحقق من حجزنا كنت قد شاهدت الهواء يندفع من خلال ألواح الطحونة بطريقة دفاعية كأنها حرب، وتعود ملكية "بيك هول" لـزوجين، بعد أن اشتروه تمكنوا من استقبال العديد من الضيوف في فترة قصيرة".

 "ووبينما كنت أذهب إلى الجنوب يوم الأحد، شعرت أن الدفء العميق الذي قضيته لبعض الوقت مع العائلة، من 36 ساعة في راحة مع هؤلاء الناس الذين يصنعون الحب و السعادة كان يستحق كل ذلك لوقت, وصباحاً أقسمت علي مواصلة هذه الفكرة وهي اكتشاف المزيد من انجلترا، والبحث عن الأماكن هادئة حيث لا مكان للدراما، لذلك يمكنكم الذهاب لـ "مالم" كعلاج".