رحلة مثيرة في قرية إندونيسية

تؤدي رحلة مدتها ثلاث ساعات خلال ممر في الغابة الإندونيسية إلى واحدة من القرى القبلية الأكثر إثارة في العالم، حيث لا يزال يعيش نحو 200 من السكان دون لوازم الرفاهية الحديثة، وعند الوصول إلى قرية ويريبو، على ارتفاع نحو 3690 قدمًا فوق مستوى سطح البحر في جزيرة فلوريس المورقة، يجب على المرء أن يدق على أداة قرع خشبية لإعلام الزعيم بوصول زوار، وبمجرد أن تدق على جرس الباب الخيزران، يُسمح لك بإكمال طريقك إلى كوخ القش الرئيسي، حيث تحصل على تحية رسمية، ويستقبلك أحد الكبار بالقرية، ويقرأ قائمة بالقواعد في حين أن يترجم شخص أصغر ما يقول، ثم يقول، بلهجة مانغاراي، أنه مسرور للترحيب بك، وأنه يجب أن تعتبر نفسك جزء من المجتمع.

ويبدو أن الناس يعيشون في ويريبو منذ أكثر من 100 عام، واختاروا تلك القطعة من الأرض من أجل موقعها الرائع في وادي الجبل داخل حفرة بركان خاملة، فالمنطقة لديها وفرة أيضًا في أشجار البن، مع فروع تمتلئ بالبذور الحمراء والزهور البيضاء الداكنة، وفي حين أن العديد من الرجال يخرجون لحصاد الفاصوليا باليد، تميل النساء لقضاء أيامهن في النسيج، وتقول إحداهن بينما كانت مشغولة بالعمل بكرات القطن الزاهية إنها تمضي نحو ثلاثة أشهر لصنع الزي التقليدي بالقرية.


وتشمل الأنشطة الشعبية الأخرى في المنطقة جمع لحاء القرفة وإنتاج العسل، في أيام الأحد يجتمع العديد من أجل للصلاة أيضًا، إذ أن الدين المهيمن هو الكاثوليكية، وهناك العشرات من الاحتفالات الملونة على مدار العام، ولا توجد مدرسة في القرية ويُترك العديد من الشباب في وقت معين للحصول على تعليمهم في مجتمعات أكبر في الأماكن القريبة.
 
وهناك الآن سبعة منازل دائرية تقليدية في ويريبو، بفضل جهود حماية التراث، ويدعم عمود خشبي مركزي الأسقف الضخمة المصنوعة من ألياف النخيل، جنبًا إلى جنب مع المباني مخروطية الشكل هناك العديد من المباني المستطيلة العادية، وقد زادت السياحة إلى ويريبو بوضوح على مدى الأعوام الأخيرة، وأصبحت القرية توفر للسياح كوخًا يمكنهم البيات فيه، ويمكنهم أيضًا تناول العشاء مع السكان المحليين، حيث تُقدم الأطعمة الأساسية بما في ذلك العجة والدجاج المقلي والأرز والخضروات الطازج، وبالطبع القهوة.


يشعر البعض بالقلق من أن تدفق الزوار قد يدمر سحر المكان، ولكن لحسن الحظ في الوقت الراهن، تمثل الرحلة المتعبة لمدة ثلاث ساعات عائقًا طفيفًا أمام الجماهير، مما يتيح لهذه الشريحة من الجنة أن تبقى نسبيًا دون تغيير.