أكواخ "نيسين"

صُممت أكواخ "نيسين"، لتكون مباني رخيصة التكلفة يمكن تجميعها في أربع ساعات فقط، ولكن هذا الكوخ من الحرب العالمية الثانية قد تجاوز جذوره المتواضعة ليتحول إلى منزل قيمته 1.4 مليون جنيه إسترليني، حيث كان حظيرة للطائرات الخفيفة في "إسيكس" الريفية، ولكن الآن أعطي تصميمًا حديثًا على غرار التصاميم الحديثة التي تراعي المعايير البيئية.
 
ويتكون المنزل من خمس غرف نوم مع إطلالة على الريف، ومساحة مترامية الأطراف على 4000 قدم مربع، ومضاء بالضوء الطبيعي الذي يتدفق من خلال النوافذ الضخمة، وقد تم عزل المنزل إلى أقصى درجة ممكنة، ويستخدم مضخة حرارية أرضية تستمد الدفء من الأرض المحيطة، كما يحتوي على مكان مفتوح يشمل المطبخ ومنطقة لتناول الطعام وغرفة معيشة كبيرة، ويضم الطابق العلوي، الذي يمكن الوصول إليه باستخدام سلم إيطالي، غرفة نوم رئيسية مساحتها 22 قدمًا، مع شرفة مغطاة مذهلة مساحتها 29 قدمًا، وتطل على الريف الواسع بالقرب من برينتري، ويمكن لأي مشتري مهتم بالزراعة التمتع بحديقة نصف فدان، أو شراء واحدة من حظائر غير المكتملة ليصممها كما يحلو له.

وقدمت المالكة كلير بينبروك، طلب لتحويل الكوخ في عام 2012، بينما كانت تعيش في منزل ريفي مجاور، وقد رفض المجلس المسؤول طلبها الأول، ولكنه وافق على خطط جديدة قدمتها بعد ثلاثة أعوام، وانتهوا من أعمال التحويل في فصل الشتاء من العام الماضي.

وحرص التصميم على احتواء المنزل على فتحات تهوية داخلية لتحقيق الاستفادة القصوى من السقف الطويل لحظيرة الطائرات السابقة، وقالت السيدة بينبروك لصحيفة "التلغراف": "بعد تجربة المعيشة في منزل على طراز العمارة الجورجية، لم أريد فقدان السقوف العالية، بقية منزلها مخالف للعمارة الجورجية تمامًا؛ فغرفة معيشة مفتوحة ذات أرضيات خرسانية مصقولة، والسقف المعدني المقوس الأصلي مدهون باللون الأزرق الداكن لتبرز في مقابل الجدران الأخرى".

وعلى الرغم من أن المهندسين المعماريين المحليين سخروا منها عندما عرضت خططها لتحويل الكوخ لأول مرة، إلا أن السيدة بينبروك تعتقد أن المشروع كان ناجحًا، وقالت: "كنت دائمًا من كبار المعجبين بالتصاميم العظيمة كما الكثير من الناس في الوقت الحاضر، واعتقدت أنه لدي فرصة لتنفيذ شيء مدهش باستخدام هذه المباني إذا حصلت على إذن التخطيط، لذلك كان طريقًا طويلًا ولكن حققت هدفي في النهاية"، "إنه شيء مدهش للغاية أن استيقظ يوميًا على هذه الإطلالة الرائعة، كأنني دائمًا في عطلة".
 
وكشف مارك دافيز، من شركة "ستروت وباركر"، لصحيفة "ميل أونلاين": "هذا تصميم صديق للبيئة في موقع رائع بالقرب من المدارس والطرق المؤدية إلى لندن، فالديكور الداخلي للمنزل معاصر، مع تجديد السقف المعدني القديم، لذلك كل شيء بالداخل يدل على إنه منزل جديد، وأيضًا يحتوي المنزل على مضخات حرارية أرضية، وزجاج مزدوج لخلق جو داخلي دافئ ومريح".


 
وقد صُممت أكواخ نيسن ليتمكن من بنائها ستة رجال خلال أربع ساعات، مع رقم قياسي عالمي للبناء بمقدار ساعة و27 دقيقة، وقد ابتكر التصميم الأصلي الرائد بيتر نورمان نيسن بالجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، وأمرت الحكومة البريطانية بصناعة 100 ألف كوخ.
 
وبعد اختفاء الأكواخ من خطوط الإنتاج البريطانية، عادت خلال الحرب العالمية الثانية واُستخدمت في العديد من الوظائف من الإقامة إلى الكنائس وملاجئ القنابل، وقد بقى منها عدد قليل جدًا، ولكن لا يزال يمكن العثور على أمثلة في المملكة المتحدة والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ.