الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

يكثّف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاوراته مع أعضاء حكومته وتحركاته الدبلوماسية لتأمين غطاء دولي لإرسال قوات إلى ليبيا، بناء على طلب حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السرّاج، في الوقت الذي تواصل فيه المعارضة تحذيرها من التورط في حرب بالوكالة داخل ليبيا، كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا بكثافة مقطع فيديو للسراج وهو يتسوق مع أسرته في شوارع لندن، مع تعليقات من جانب المتابعين تقول: "هذا هو (السراج) من سنرسل جنودنا للموت في ليبيا من أجل بقائه في السلطة... نحن نرسلهم للموت بينما هو يتسوق مع عائلته في لندن وباريس".

وعقد أردوغان بعد موافقة البرلمان على مذكرة إرسال قوات إلى ليبيا لقاءات مع أعضاء حكومته، ومع وزير الدفاع خلوصي أكار لبحث خطة إرسال الجنود إلى ليبيا. وكشفت تقارير أن الخطة التركية تستهدف في المرحلة الأولى إرسال ما بين 150 و200 من القوات الخاصة، وعناصر المخابرات ومستشارين ومهندسين. مشيرة إلى أن الحكومة التركية لا تزال تدرس تفاصيل خطة الإمداد، لا سيما أن أنقرة لم تتلق بعد ردا من حكومة الجزائر على طلب استخدام أجوائها وأحد مطاراتها لإيصال الدعم، والإمداد للعناصر التركية، التي سيتم إرسالها إلى ليبيا.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر أن أردوغان أو وزير الدفاع خلوصي أكار، قد يزور أحدهما الجزائر للحصول على موافقة على الطلب التركي.

كما كشفت المصادر ذاتها عن وصول 250 من الجنود وعناصر الأمن، التابعين لحكومة الوفاق الليبية، إلى أضنة (جنوب تركيا) لتلقي تدريبات في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم الأمنية، الموقعة بين تركيا وحكومة السراج في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكان النائب البرلماني عن الحزب الحاكم أمر الله إيشلر، المبعوث التركي إلى ليبيا، قد أشار أول من أمس إلى أن استعدادات بلاده لإرسال قوات إلى ليبيا تمت قبل جلسة البرلمان الطارئة يوم الخميس الماضي، مشيرا إلى أن المذكرة تتضمن إلى جانب الدعم العسكري التدريب والمساعدات الإنسانية، وأن تركيا ستستقبل عناصر من العسكريين ورجال الأمن التابعين لحكومة السراج لتدريبهم.

من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، إن حكومة الوفاق "أمام تحالف كبير، وكان عليها إيجاد شريك يدافع عن حقوقها"، في إشارة إلى مذكرة التفاهم في مجال التعاون العسكري والأمني مع تركيا. معتبرا أن "بعض البلدان تريد القضاء على المسار الديمقراطي في ليبيا عبر دعم حفتر بالسلاح".

وبالتزامن مع الاستعدادات العسكرية، أطلقت تركيا حملة دبلوماسية لدعم خطوتها الخاصة بإرسال قوات إلى ليبيا، حيث بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي التطورات في ليبيا، وإرسال تركيا قوات إليها.

وكانت أنقرة قد وجهت انتقادات إلى روسيا بسبب دعم الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، ولفت أردوغان إلى وجود ما سماهم بـ"المرتزقة" التابعين لشركة "فاغنر" الروسية، والذين قال إنهم يقاتلون إلى جانب قوات حفتر. وقد عبرت موسكو عن قلقها من موافقة البرلمان التركي على تفويض الحكومة لإرسال قوات إلى ليبيا.

كما أجرى جاويش أوغلو، في السياق ذاته، اتصالا هاتفيا مع نظيرته بجنوب أفريقيا ناليدي باندور.

في المقابل، واصلت المعارضة التركية حملتها الرافضة لإرسال قوات إلى ليبيا، إذ طالب كمال كلتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، أردوغان وحكومته بوقف التدخل في ليبيا.

وأكد كليتشدار أوغلو أن الدبلوماسية تظل هي السبيل لحل الأزمات، ما يعني ضرورة إقامة جسور الحوار، داعيا الحكومة للابتعاد عن الحرب، وتغيير سياستها الخارجية ووقف تدخلاتها في الخارج.

في غضون ذلك، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات للحكومة، بسبب إصرارها على إرسال قوات إلى ليبيا، وتداولت بكثافة مقطع فيديو يظهر جولة تسوقية للسراج مع أسرته في لندن. وعلق الصحافي فارلي على الفيديو قائلا: "نحن ندفع الثمن حتى يتسوق هؤلاء في لندن وباريس... نرسل جنودنا إلى الموت من أجل أن يبقى هؤلاء في السلطة".

وتمت مشاركة الفيديو آلاف المرات، مع تعليقات مفادها أن السراج كان يقضي عطلة رأس السنة في لندن، ويتسوق مع عائلته في شارع أوكسفورد، بينما البرلمان التركي يقطع إجازته للموافقة على إرسال جنود أتراك للموت في ليبيا.

وتساءل البعض عما إذا كان السراج هرب إلى لندن. وقال فارلي إنه في الأيام الأخيرة من العام 2019 ادعى أحد مؤيدي حفتر أن السراج فر إلى لندن.

قد يهمك أيضًا:

أردوغان يرسل مرتزقة سوريين الي ليبيا والجيش يسيطر على جنوب طرابلس

البرلمان الليبي يوافق على إلغاء الاتفاقيتين البحرية والأمنية الموقعتين حكومة الوفاق وتركيا