العنف ضد الصحافيين

أدان خبراء في الأمم المتحدة هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر وسائل الإعلام، إذ حذروا من أن خطابه اللاذع قد يؤدي زيادة إلى العنف ضد الصحافيين، وفي بيان مشترك، قال خبيران في ما يخص حرية التعبير، وهما ديفيد كاي، الذي عينه مجلس حقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة، وإديسون لانزا الذي يشغل المنصب المقابل في لجنة الشأن الأميركي الداخلي لحقوق الإنسان، إن هذه الهجمات مضادة لالتزامات الولايات المتحدة باحترام حرية الصحافة والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ترامب يُكثّف انتقاده للإعلام
وأكد الخبيران أن هجمات ترامب استراتيجية تهدف إلى تقويض الثقة في إعداد التقارير وإثارة الشكوك بشأن الحقائق التي يمكن التحقق منها، في حين أشارا إلى أن الرئيس فشل في الحماية حتى ولو كانت التقارير المحددة مدفوعة بأي دوافع غير مرغوبة، وقالا "نحن قلقون بشكل خاص من أن هذه الهجمات قد تزيد من خطر استهداف الصحافيين".

يأتي هذا التوبيخ في الوقت الذي كثف فيه ترامب انتقاداته لوسائل الإعلام، وبدا أنه يتبنى الموقف العدائي بين مؤيديه تجاه أعضاء الصحافة، حيث أطلق الرئيس العنان لنفسه عبر "تويتر" لانتقاد وسائل الإعلام، يوم الأحد، حيث وصف الصحافيين بأنهم "غير وطنيين".

وقال ترامب "عندما يكشف المجنون المتعنت بوساطة وسائل الإعلام عن متلازمة ترامب الخاصة بهم، والمداولات الداخلية لحكومتنا، فإنه يعرض حياة الكثيرين، وليس الصحافيين فقط، للخطر! أمر غير وطني جدا!"، وأضاف "تأتي حرية الصحافة أيضا مع مسؤولية الإبلاغ عن الأخبار بدقة، 90٪ من التغطية الإعلامية لإدارتي سلبية، على الرغم من النتائج الإيجابية الكبيرة التي نحققها، وبالتالي ليس من المستغرب أن الثقة في وسائل الإعلام منخفضة في كل الأوقات!".

ترامب وابنه ينشران الفيديو نفسه
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، شارك الرئيس وابنه، إريك ترامب، مقطع فيديو عبر حساباتهم على "تويتر"، من الحضور في تجمع ترامب في تامبا، فلوريدا، وهم يصرخون "سي إن إن سيئة!" للصحافيين الذين يغطون الحدث.

وجاءت هذه الدعاية بعد أسبوع من انتقادات شديدة للبيت الأبيض بسبب حظره لمراسل "سي إن إن"، كايثلان كولينس، من تغطية حدث كان مفتوحا للصحافة بعد أن وجهت مرارا أسئلة إلى الرئيس بشأن علاقته بمحاميه السابق، مايكل كوهين.

كان نهج ترامب النشط تجاه الإعلام رمزا لولايته في البيت الأبيض والترشح للرئاسة، إذ في عام 2016، حظرت حملة ترامب بشكل روتيني وسائل الإعلام من تغطية المسيرات، واستخدم ترامب منصبه في كثير من الأحيان لردع الشتائم في الصحافة والمراسلين بالاسم، وكثيرا ما كان ذلك أمام حشد غاضب من أنصاره، وسخر من التغطية التي لا يحبها ووصفها على أنها "أخبار مزيفة".

إيفانكا ترامب تُخالف والدها الرأي
ووصف الرئيس وسائل الإعلام بـ"عدو الشعب الأميركي"، وهو ما نفته ابنته، إيفانكا، الخميس، وقالت "لقد تلقيت بالتأكيد نصيبي العادل من التقارير الشخصية التي أدليت بها شخصيا وأنا لا أعرف أنها دقيقة تماما، لذلك لديّ بعض الحساسية بشأن سبب قلق الناس ومضايقتهم، وبخاصة عندما يكونون مستهدفين، لكن لا، لا أشعر أن الإعلام هو عدو الشعب".

ونشأت القضية خلال تبادل مشحون بالمعلومات في جلسة الإحاطة بالبيت الأبيض الخميس، وأصدرت السكرتيرة الصحافية سارة ساندرز قائمة بالشكاوى بشأن الطريقة التي تعرضت لها شخصيا "للهجوم" من قِبل وسائل الإعلام، بما في ذلك السخرية من الممثل الكوميدي ميشيل وولف منها في عشاء رابطة مراسلي البيت الأبيض لهذا العام.