صور افتراضية عن اسطنبول

غيرت التكنولوجيا الرقمية والسيريالية كثيرا من الصور الفوتوغرافية للمصور التركي أيدين بويوكتاش، حيث رفضه لفكرة الوقت والمكان، بعدما قرر عرض صور لمدينة اسطنبول من خلال وصلة افتراضية بين المناطق المنفصلة على نطاق واسع من الزمان والمكان. 

وتمثل صوره ذروة قراءته لقصص الخيال العلمي لكتّاب مثل إيزاك أسيموف، وإتش جي ويلز، بجانب الصحف العلمية والتكنولوجية، خلال مرحلتي طفولته ومراهقته في أنقرة، حيث قال "هذه الكتب أثارت أسئلة بداخلي حول افتراضيات الزمان والمكان، والجاذبية التي تسمح ببقاء الأشياء جانب بعضها البعض، والعالم الموازي".

وأثناء قراءة نظريات العالم الفيزيائي ميشيو كاكو، وتسمى "المساحة المفرطة" في 2006، أصبح بويوكتاش، مولعا بفكرة الجاذبية على الأرض، وكيف تربيط بين المساحة والوقت والمكان، وقاده ذلك إلى قراءة كتاب "الأرض المسطحة .. رومانسية الأبعاد المتعددة" وهو عمل ساخر عن الخيال العلمي للمعلم المدرسي الإنجليزي، إدوين أبوت أبوت، ونشر لأول مرة في 1884، ويضيف المصور التركي" فكرة انحناء المساحة في الصور، هذا ما تمكنت من رؤيته في اسطنبول بهذا المنطق، حيث الالتقاء بالوقت أيضا"، ولكنه تمكن من التقاط الصور بهذه الطريقة بعد عشر سنوات. 

التقط بويوكتاش الصور في 2015، وعرضها بالمعارض في 2016، في مسلسله الفوتوغرافي والذي حمل اسم "الأرض المسطحة"، حيث قدم "أبعاد متعددة .. ووجهة نظر رومانسية"، للأسواق والمساجد والملاعب، ومشاهد داخلية للمدينة التي يعيش بها منذ عام 2000، ودمج 17 صورة على الأقل سويا لتخرج وكأنها صورة واحدة، وذلك من خلال التجميع الرقمي باستخدام التقنية ثلاثية الأبعاد، واستمر التقاطه للصور عدة أشهر، واستخدم الطائرات لالتقاطتها، ودمجها سويا قبل الإنتاج ليخلق بها الانحناء البسيط، وقال " في عملية تعديل الصور ربما يأخذ الأمر أياما طويلة لتعديل الصورة وخروجها بالطريقة التي أريدها".

وواصل بويوكتاش التقاط الصور بهذه التقنية في الولايات المتحدة تحت اسم "الأرض المسطحة 2"، وهو المسلسل الذي يعطي انطباع انزلاق الأرضي من تحت قدميك.