مارلي دياس التي تتقاضى أكثر من 6 آلاف دولار مقابل إلقاء كلمة واستضافة ورشة للتلاميذ

دفعت احدى مدارس منطقة باوكيبسي في نيويورك مبلغ 6.5 ألف دولار إلى فتاة صغيرة تدعى مارلي دياس لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها، مقابل إلقاء خطبة واستضافة ورشة للتلاميذ يوم الثلاثاء الماضي، وتعد مارلي احدى الناشطات البارزات في مجال الدفاع عن الحق في محو الأمية للفتيات ذات الأصول الأفريقية، حيث أن شعبيتها زادت بصورة كبيرة لأنها رصدت أن التنوع العرقي غير موجود بصورة كبيرة في أدب الأطفال

وألقت مارلي خطابًا لمدة ساعة كاملة للموظفين، قبل أن تبدأ ورشة عمل لطلاب المدرسة المتوسطة، حيث كانت الفصول لا تعمل يوم الثلاثاء الماضي بسبب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ودافعت المشرف العام على المدرسة نيكول ويليامز عن قرارها بإحضار دياس ، مؤكّدة أن ذلك يعتبر أمرًا هائلًا أن تقوم طفلة في نفس المرحلة السنية للطلاب بإلقاء خطاب أمامهم، وأن الأموال التي تقاضتها الطفلة كانت بتمويل من برنامج التعليم الاتحادي

وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن عضو مجلس الأمناء في المدرسة، فيليسيا واتسون، هي الشخص الوحيد الذي قام بالتصويت ضد الاتفاق، حيث اعتبرت أن تكلفة إحضار الفتاة إلى الحفل كان باهظًا للغاية من وجهة نظرها، وكان بعض الآباء ودافعي الضرائب المحليين بالمقاطعة قرروا مساءلة المجلس حول توظيف ناشطة محو الأمية البالغة من العمر 11 عاما مقابل هذا المبلغ، في ظل المشاكل المالية التي تعانيها المقاطعة في المرحلة الراهنة.
وأوضحت صحيفة "ديلي ميل" أن 80% على الأقل من طلاب المدرسة يعتبرون من المحرومين اقتصاديًا، حيث يتم الاعتماد بصورة كبيرة على المساعدات الخارجية في أكثر من 65% من ميزانيتها، حيث تكافح إدارة المدرسة من أجل سد الثغرات التي شهدتها الميزانية والتي أدت إلى عجز وصلت قيمته إلى ملايين عدة، مما اضطر المسؤولين إلى خفض فرص العمل وزيادة أحجام الفصول، وردا على الانتقادات، قالت ويليامز أن 90% من طلاب المقاطعة مازالوا دون مستوى القراءة، وبالتالي كانت هناك حاجة ماسة لتحفيزهم على القراءة، وهو السبب الذي دفع إدارة المدرسة إلى إحضار دياس في يوم الثلاثاء لتقديم العرض الخاص بها، وأن الرسالة التي قدمتها دياس لا تقل عن أي رسالة يمكن أن يقدمها أي شخص بالغ.

وألقت الطفلة مارلي دياس البالغة من العمر 11 عامًا ومن مدينة أورانج في ولاية نيو جيرسي الأميركية، حملة لجمع 1000 كتاب يتحدث عن الفتيات ذات الأصول الإفريقية، حيث بدأت تلك الحملة بعد أن عبرت لوالدتها عن استيائها من الكتب التي تعطى لها في المدرسة، وقامت مارلي بتوسيع حملتها التي انطلقت على الإنترنت وذلك بسبب الدعم الكبير الذي تلقته، فتبرعت الناشرة والكاتبة كيلي كنسن بحوالي 3000 دولار لمساعدة هذه الفتاة الرائعة لجمع الكتب التي تريدها كي تصل إلى هدفها، وأرسلت لدياس مجموعة ضخمة من الكتب المصورة.

وظهرت دياس بعد جمعها حوالي 700 كتابًا في بعض البرامج الأميركية حيث حصلت على جهاز كمبيوتر وشيك بقيمة 10 آلاف دولار لمواصلة طريقها، مؤكدة أنها في البداية كانت تشعر بالقلق من احتمالات عدم الوصول الى هدفها ولكن هناك الآن الكثير من الناس يشكرونها على حملتها، والتقت دياس في أكتوبر الماضي مع المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، حيث تحدثت عن قصة حملتها، بينما قامت كلينتون بالإشادة بها وإسداء بعض النصائح لها، مضيفة: "عندما يكون لديك حلمًا كبيرًا، ينبغي أن تكون قادرًا أولا على حل المشكلات التي تواجهك أولا مهما كانت صعبة، ربما تواجه في الطريق من يقول لك أنك لن تستطيع الوصول إلى هدفك، نصيحتي لك لا تستمعي لهم، عليك أن تكملي الطريق الذي بدأتيه، وعليك أن تتذكري دائما أن الأهداف الطموحة هي أفضل الطرق"