وزارة الداخلية المصرية

قبل نحو 35 عاماً، قرَّرت وزارة الداخلية المصرية، قبول دفعة لأول مرة من الإناث، لتخريجهن ضابطات بعد فترة دراسة 4 سنوات، لآداء أدوار نوعية في العمل الشرطي، وأعلنت الوزارة حينها عن احتياجها للطالبات عبر الصحف، لكن لم يلقَ ذلك قبولاً لدى الطالبات وهو ما بدا واضحاً في 18 فتاة فقط تم قبولهن في أكاديمية الشرطة.

وأقدمت وزارة الداخلية، على تلك التجربة في عام 1982، بعدما دلت عدة دراسات وتقارير على ضرورة الاستعانة بضابطات شرطيات لآداء أدوار نوعية في العمل الشرطي، من المفضل أن تقوم بها الإناث، كتفتيش الإناث في المنافذ الحدودية والمطارات.

وبدءا من العام 82، خرجت إلى النور عدة أفلام سينمائية وأفلام درامية جسدت بطلتها دور ضابط الشرطة، وهو ما لفت نظر آلاف الفتيات الخريجات وحلمن بالعمل كشرطيات، وأبرز من قدمن تلك الشخصيات هن الفنانات نبيلة عبيد وهالة صدقي وبوسي ولبلبة ودلال عبدالعزيز.

وقال اللواء أحمد البدري رئيس أكاديمية الشرطة السابق، إن الطالبات اللاتي يتم قبولهن حالياً في كلية الضباط المتخصصين يتم تدريس مناهج لهن تؤهلهن لدراسة القانون والدراسات العملية التي تمكنهن من التعامل كضابط شرطة من حيث المظهر والأداء سواء داخل جهات وزارة الداخلية أو مع المواطنين مع الحرص علي تأهيلهن في المهنة التي ستعمل بها كطبيبة أو مهندسة أو تمريض كل حسب تخصصها والوزارة هي التي تحدد تلك الاحتياجات حسب المطلوب.

ويحتاج العمل كشرطية، إلى أن يكون الزوج متفهماً لطبيعة عمل زوجته الضابط من حيث التأخير خارج المنزل والسفر والطوارئ على أن يتنازل الزوج عن بعض المهام المنزلية الموكلة لزوجته حتى تستمر الحياة. وسطرت الشرطة النسائية في مصر تاريخا جديدا هذا العام، بعدما قُتلت 3 ضابطات في الهجوم المتطرف الذي استهدف الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، العام الجاري، وهن "العميد نجوى الحجار، الضابطة بإدارة تصاريح العمل، والعريف شرطة أمنية رشدي، والعريف شرطة أسماء محمد إبراهيم حسين". والعميد نجوى هي زوجة اللواء عزت عبدالقادر، ووالدة الضابط النقيب محمود عزت، معاون مباحث قسم مينا البصل، وفقدت منذ عامين نجلها مهاب، الطالب فى الفرقة الرابعة بكلية الشرطة.

واستمرت تجربة تخريج ضابطات الشرطة 6 أعوام، قبل إلغائها، وصدر القرار وقتها، بحجة عدم جدواها، حيث كان الإقبال في البداية محدودا من الفتيات على الالتحاق بأكاديمية الشرطة.

وتدرس الطالبات مناهج لهن تؤهلهن لدراسة القانون والدراسات العملية،  التي تمكنهن من التعامل كضابط شرطة من حيث المظهر والأداء، وتتلقى نفس التدريبات التي يتلقاها الذكور، ويشاركوهن في الطوابير نفسها وقاعات المحاضرات، فلا يتم الفصل بينهم إلا في أماكن المبيت.

وتعمل الضابطات بعد التخرج في إدارات "العلاقات العامة، ورعاية الأحداث والمؤسسات العقابية، والرعاية اللاحقة، وميناء القاهرة الجوي وتصاريح العمل"، بالإضافة إلى الخدمات الطبية في مستشفيات وزارة الداخلية، وكذلك تتولى الضابطات تدريب الطالبات الجدد بالقسم في أكاديمية الشرطة.

وينشط ظهور الشرطة النسائية خلال الاعياد التي تشهد احتفالات ميدانية وزيارات للتنزه، و من بين مهامها حفظ الأمن في محيط مدارس الفتيات والانتشار بأماكن التجمعات وسط مدينة القاهرة لمواجهة جرائم التحرش بالإناث.