الملكة إليزابيث الثانية

بمناسبة مرور 65 عامًا على تتويج الملكة إليزابيث الثانية، في مراسم مهيبة ترجع أصولها إلى ألف عام في كنيسة وستمنستر آبي عام 1953، تعرض محطة بي بي سي سلسلة من البرامج التي تدور حول المقتنيات الثمينة التي يملكها التاج البريطاني تحت عنوان "موسم المجموعة الملكية" (رويال كوليكشن سيزون)، يبدأ بحلقة تتحدث فيها الملكة للمرة الأولى علنا عن مراسم تتويجها قبل 65 عاما.

وفي سرد شخصي نادر من أجل الفيلم الوثائقي سيذاع يوم غد الأحد تتحدث الملكة عن مراسم التتويج وبعض المجوهرات الملكية التي تحمل دلالة رمزية في المراسم، ووصفت الملكة الرحلة بالعربة التي تزن أربعة أطنان من قصر بكنغهام إلى الكنيسة التي يتوج فيها ملوك إنجلترا منذ عام 1066 بأنها «مريعة». وقالت «كنت معلقة على الجلد وحسب... لم تكن مريحة».

كانت وقتها إليزابيث، التي تبلغ من العمر الآن 91 عاما، في الخامسة والعشرين من عمرها حين أصبحت ملكة بعد وفاة والدها الملك جورج السادس عام 1952. وجرت مراسم التتويج في العام التالي.

وتعود بالذكريات لحفل التتويج قائلة: «إنها البداية لحياتي كملكة، موكب خيالة وأسلوب قديم حقا في أداء الأمور. حضرت مراسم تتويج مرة (تتويج والدها عام 1937)، وكنت أنا محل التتويج في المرة الأخرى. وهذا مدهش حقا».

ويضم البرنامج بعض اللقطات العفوية التقطت خلف الكواليس يظهر فيها الأمير تشارلز ولي العهد، في الرابعة من عمره مع شقيقته الأميرة آن وهما يلعبان تحت رداء الملكة الطويل، وعلقت على اللقطة بقولها «ليس من المفروض أن يقوما بذلك».

وتحدثت الملكة عن معاناتها مع ثوب التتويج الحريري المرصع باللؤلؤ والمطرز بخيوط الذهب والفضة، وقالت «أذكر لحظة كنت فيها أمشي عكس اتجاه نسيج السجاد ولم أستطع التحرك على الإطلاق».

وسبق أن كشف الأمير تشارلز كيف تدربت والدته على وضع تاج سانت إدوارد الملكي الذي يبلغ وزنه 2.2 كيلوغرام بينما كان هو يستحم، ووضعت الملكة إليزابيث تاجين لهذه المناسبة أحدهما هو تاج سانت إدواردز الذي لم تضعه على رأسها مرة أخرى والتاج الإمبراطوري المرصع بالألماس الذي تظهر به في المناسبات الرسمية مثل افتتاح البرلمان حيث تلقي كلمة تحدد فيها الخطط التشريعية للحكومة.

وقالت الملكة باسمة «لا تستطيع أن تنظر للأسفل لتتلو الخطاب، بل عليك أن ترفع الخطاب لأنك لو فعلت لانكسرت رقبتك ووقع (التاج)... هناك عيوب للتيجان، لكنها بعيدا عن ذلك من الأشياء المهمة للغاية». وأضافت: «لحسن الحظ فإن رأسي ورأس والدي لهما نفس الشكل». وعلقت: «صعب جدا أن تتذكر أن الماسات في التاج هي في الأصل أحجار ثقيلة جدا».

التاج الإمبراطوري صنع للملك جورج السادس مراسم تتوج في عام 1937 ومرصع بـ2,868 ماسة و17 ياقوتة زرقاء و11 زمردة ومئات اللآلئ منها أربع تعرف باسم «قرطي الملكة إليزابيث الأولى». وتتوسط التاج ياقوتة الأمير الأسود يعتقد أن الملك هنري الخامس في معركة آغينكور في عام 1415.

تقول الملكة مازحة إن «قرطي إليزابيث الأولى ليسا سعيدين الآن»، وتوضح: «ما أعنيه هو أن اللآلئ كائنات حية نوعا ما وتحتاج لأن تكون بمكان دافئ»، ومن جانبه قال آليسير بروس المعلق الملكي ومقدم البرنامج خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن البرنامج أن الملكة تتمتع «بحس فكاهي ممتع». يبدو من خلال لمعان عيونها وتعليقاتها على بعض اللقطات الطريفة في شريط مراسم التتويج، فهناك وصيفة تتعثر في مشيتها ومشهد للملكة وهي تضحك ولقطات لأطفالها الأمير تشارلز وشقيقته آن وهما يلعبان غير عابئين بالمراسم القائمة، معلقة أن الحفل كان "ممتعا للأطفال".

خلال البرنامج تتفحص الملكة التاج الإمبراطوري وتشير لثقب في ياقوتة الأمير الأسود وتقول: إن الثقب استخدمه الملك هنري الخامس ليضع ريشة زينة خلال ارتدائه للتاج في معركة آغينكور في 1415. معلقة: "طريف أن نرى تلك التفصيلة، الفكرة هي أن يضع الريشة في خوذته، كان أمرا متسرعا حسب ما أعتقد ولكن أتصور أن هذه كانت الطريقة في التصرف في تلك الأيام".

وعلق بروس أثناء المؤتمر الصحافي مستدعيًا بعض اللحظات أثناء تصوير البرنامج: "كانت تتعامل مع مجوهرات التاج بكل عملية وهو ما لم أكن أتوقع رؤيته"، يصف لحظة سحبت فيها الطاولة التي تحمل التاج لتقربها منها قائلة: "كما تعرف، هذا تاجي".