فتيات المدارس في أوغندا

كسرت مجموعه شجاعة من تلاميذ المدارس الأوغندية القواعد والمحرمات في بلدهم ، حيث قام مجموعة من المراهقين من منطقة نائية في كاراموجا يسمون أنفسهم نادي العادة الشهرية ، والغناء بعناء أغاني الراب وأداء بعض المسرحيات حول النظافة الشخصية أثناء فترة الطمث ، في محاولة لفك الخرافات عن الحيض ، كما قاموا بتعليم مجتمعهم بكفية عمل فوط صحية قابلة لإعاة الاستخدام، للمساعدة في تحسين صحة المرأة ، وكسر المحظورات حول العادة الشهرية واستعادة كرامة المرأة، مع إعادة الفتيات أيضًا إلى المدرسة، وكانت الشابات الملهمات، من مدرسة سانت ماري في نامالو، يذهبون إلى المرحاض في الأدغال، وغالبًا ما كانوا يتخطوا دروسهوم أثناء عادتهم الشهرية ، ولكنهم الآن يعملون لتغيير ذلك الوضع .

وساعدت المؤسسات الخيرية على تحسين الحياة المدرسية ، من خلال بناء المراحيض وتعليم الطلاب حول أهمية الصرف الصحي والنظافة الجيدة، فضلًا عن كيفية إدارتهم لفترة الحيض بأمان وتعلمهم كيفية صنع الفوط الصحية القابلة لإعادة الاستخدام ، وتساعد الطالبات مجتمعمهم من خلال تشكيل نادي المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ، باستخدام الدراما والموسيقى وألعاب لنشر الرسالة.

ووفقًا لليونسكو هناك واحدة من بين 10 المراهقات في أنحاء أفريقيا كافة لا تذهب إلى المدرسة بسبب الحيض ومن ثم التسرب من التعليم في النهاية ، ووجدت جامعة أكسفورد أن الغياب بين الفتيات أعلى بنسبة 17% في المدارس الأوغندية ، حيث لا يتم توفير الفوط الصحية أو تعليم  الطالبات عن البلوغ؛ أي ما يعادل ثلاثة أيام ونصف تقريبًا من المدرسة في الشهر.

وتقول إستر لونغوك ، البالغة من العمر 16 عامًا، طالبة في مدرسة سانت ماري "فقبل ذلك، عندما قمنا باخبار أولياء أمورنا بشراء الفوط الصحية ، قالوا لنا استخدموا أية ملابس داخلية لديكم ، فالفوط الصحية باهظة الثمن، وعندما لا تعرف الفتيات صنع فوطًا صحية لأنفسهم فسيقمون بالطبع  بتفوت المدرسة ، وربما لمدة ثلاثة أيام ، في نادي النظافة لدينا، تعلمنا كيفية عمل فوط صحية، وأيضًا قمنا بتعليم أصدقائنا حول فتره الحيض ، فالآن الأمور تتغير".
 
وهناك العديد من الأساطير حول الحيض في كاراموجا، مثل الاعتقاد بأن المشي على الفول السوداني فى فتره الحيض من شأنه أن يعوق النمو، والجلوس على الصخور من شأنه أن يخفف الألم في الفترة.

وتضيف فيونا،  15عام "في القرى، يقول البعض أنه إذا كانت الفتاة بدأت الحيض فهي على استعداد للزواج ، فصحيح أنه يمكنك أن تحمل بالأطفال ولكنك لست مستعدًا للزواج بعد لأنك لا تزال صغيرًا ، فأنا أريد أولًا إنهاء دراستي ، والحصول على وظيفتي، ثم الزواج" ، وقد تبنت مجموعه من الفتيان والفتيات المبادرة، مما ساعد على إنهاء هذه الوصمة وجعلها شئ طبيعي للحديث عنه ، مما أدى إلى التغيير في أنحاء المجتمع كافة .

وأكد الطالب دينيس، 14 عامًا، أنه متحمس لأداء أغانيه الخاصة عن الحيض ، قائلًا "من الجيد أن يعرف الأولاد عن فترة الحيض أيضًا حتى يتمكنوا من تعليم أخواتهم الفتيات ، في أغنياتي أتحدث عن الحيض وأشياء أخرى ، ونشر رسالتي عن النظافة من خلال الأغاني شئ جيد جدًا ، حيث يقوم كثير من الاشخاص بالتغوط في العراء؛ فإذا سمعوا رسالتي، فقد يحفرون المراحيض في المنزل".

ومن المعروف أنه في أوغندا، لا يحصل أكثر من 32 مليون شخص على مرحاض لائق ، وقد قامت عائلة فيونا ببناء مرحاض في المنزل بعد أن علمت أهمية الصرف الصحي الجيد في المدرسة.

وقالت والدتها أليس "62 عامًا" : "أنا فخور بفيونا ، فهي التي قالت لي ضرورة بناء مرحاض وعلمتنا كيفيةعمل فوط صحية قابلة لإعادة الاستخدام ، المعرفة التي جلبتها لي فيونا تساعدنا جميعًا".