المقابر منتزهات عيد الحب في اليمن

تحتفل اليمن بعيد الحب على طريقتها الخاصة، على الرغم من جراحها ومعاناتها، فذهبت منى سعيد بالورد إلى زوجها المدفون في أحد مقابر مدينة تعز، جنوب اليمن،  لتشاركه أحزانها وأشواقها باليوم العالمي للحب، وجلست منى بجانب حبيبها الذي قد أصبح عظمًا وهي تصب الدموع على قبره وتستشعر وجوده لتخفف عن نفسها آلام الفراق، داعية من الله أن يلحقها به، وتقول منى، إنها فقدت زوجها خلال قصف الحوثيين للأحياء السكنية وسط مدينة تعز العام الماضي، مضيفة بكثير من الحزن والأسى على فقد زوجها الذي انجبت منه ولدين أنه يمر كل يوم عليها تعيشه بحزن وتعاني بسبب النزوح من المنزل ومقتل زوجها المعيل الوحيد، مؤكدة أن اليمن لم يعدّ بلاد الحب والسلام، وأشارت إلى أن الحرب دمرت الحب والاسرة وكل ما هو جميل في الحياة.

وتتوجّه العشرات من النساء اليمنيات إلى المقابر لزيارة ذويهن فأكثر من 10الاف امرأة يمنية فقدن ازواجهن  خلال الحرب التي تشهدها البلاد، منذ مطلع العام 2015 بين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الجيش اليمني، الذي يدعمه التحالف العربي بقيادة السعودية.

ولا يحتاج اليمن إلى الاحتفال بعيد الحب بقدر مايحتاج إلى الحب نفسه وإيقاف الحرب وأحياء مبادرات السلام الشامل  في البلاد لمنح من تبقى من سكانه العيش الكريم، والوطن الآمن، قال الناشط الاجتماعي فهد مارش إن اليمن يريد أن يعيش السلام ويعود سعيدا كما كان، وأضاف متسائلا "كيف يحتفل اليمن بعيد الحب وكل أبنائه بين قتيل وجريح ومشرد . وأكّد مارش أنّ عيد الحب في اليمن يملأه الأسى والحزن والفقر والجوع، موضحًا أن اليمن منذ سبعة أعوام لم يشهد أي استقرار سوى تفاقم الأوضاع إلى الأسوأ.

وبيّن إبراهيم الجبلي أن عيد الحب في اليمن يحتاج إلى وضع حد للمأساة التي يعيشها السكان اليمنيين جراء الحرب التي تأبى ان تتوقف.  وأعلن علي الحكمي أن عيد الحب فرصة لنشر الحب والسلام في المجتمع بين كل أطيافه، مضيفَا أنه لن يعم السلام وتتوقف الحرب في البلاد الا اذا عم الحب بين أبنائه.

ويبيع محمد محسن الوردة بربع دولار في شوارع العاصمة صنعاء بمناسبة عيد الحب ليس احتفالا به لكنه يسعى من خلال بيع الورد الحصول على لقمة العيش له ولأسرته، يؤكد محمد أن الاحتفال بعيد الحب عنده في  الحصول على وحبة الغذاء له ولأسرته، مضيفا أنه لا يعطي يوم الحب أي اهتمام وانه يعيش فيه  كغيره من الأيام الأخرى غير أنه يعتبره فرصة لبيع الورد من أجل جمع النقود لشراء الطعام.

ولا يطمح عبدالله قاسم سوى الحصول على منزل وزوجة ليتشاركا الحياة سويًا، عبدالله 30عاما، لم يستطع أن يتزوج، فارتفاع المهور في اليمن حال بينه وبين الزواج، قال عبدالله يمر عيد الحب ويحتفل العالم به لكننا لا نجد من نحتفل معه فالفقر جعلني عاجزًا عن الزواج، مضيفا لانطمح سوى أن نجد الأمن والسلام في البلاد، واتمكن من الحصول على شريكة العمر التي تشاركني الحياة بسعادتها واحزانها.

ويحاول الحوثيون إحراق كل ماهو جميل في اليمن، ونهب حتى السعادة من وجوه مرتديها، لبث الرعب ونشر الخوف في كل اليمنين لتمارس كل عادتها وتنشر شعاراتها الطائفية، رغم ان المجتمع لايتقبله.  واعتدت ميليشيات الحوثي، مساء  الأربعاء، في العاصمة اليمنية صنعاء، شمال البلاد الخاضعة لسيطرتها، على شباب وشابات يرتدون اللون الأحمر، واتهمتهم بأنهم يحتفلون بعيد الحب " الفالنتاين" (14 فبراير/شباط، ووصفوا الاحتفالية بـأنها "بدعة وكفر".

 وأكد شهود عيان، أن مسلحين حوثيين أطلقوا الرصاص الحي على شباب وشابات في شارع حدة في العاصمة صنعاء شمال اليمن، إضافة إلى الضرب والقذف بأنواع الكلام البذيء، وأكدوا أن مليشيات الحوثي نشرت عناصر مسلحة من أتباعها أمام المولات التجارية في العاصمة صنعاء لرصد من يرتدون اللون الأحمر، والاعتداء عليهم ووصفهم بألفاظ نابية، وقال شوقي مهدي الناشط اليمني إن جماعة الحوثيين القت القبض على أي شاب يرتدي اللون الأحمر، أو معه ورد ودباديب .

 وأضاف مهدي أن جماعة الحوثيين أغلقت، الأربعاء 7 محال تجارية لبيع الهدايا والورود الطبيعية بالعاصمة صنعاء، بالتزامن مع "عيد الحب"، وشددت الإجراءات الأمنية لمنع أي مظاهر احتفائية بالمناسبة. وتعمد كثير من شباب وشابات صنعاء، ارتداء اللون الأحمر وشراء الورود الحمراء، في موقف مناهض لشعارات وصرخات الحوثيين التي تدعو إلى الموت واستمرار القتال في البلاد ، في تحد لجماعة الحوثيين التي تنشر مسلحيها في شوارع العاصمة لكبح أي احتفال ونشر القتل والموت بين افراد المجتمع.