الحلويات التقليدية المشهورة

يمتاز عيد الفطر المبارك في الجزائر بطقوس خاصة وتقاليد يحرص الجزائريون على حمايتها من الاندثار رغم التحولات التي طرأت على المجتمع الجزائري, فللعيد نكهة خاصة تملي على أبناء هذا البلد الشاسع طقوسًا مليئة بالمحبة والمودة, ووسط الغلاء الذي ألقى بظلاله على ملابس العيد وأثقل جيوب " الفقراء والغلابة" إلا أن هذه المناسبة لها طعم خاص في بيوت الجزائريين, وما إن يدرك شهر رمضان أسبوعه الأخير, حتى تعلن ربات البيوت الاستنفار لإعداد ما لذ وطاب من الحلويات التقليدية المشهورة حتى تظهر " صينية القهوة " في صباح العيد في أحلى حلة وتكون مليئة ومتنوعة.
 
وتتنوع الحلويات بشكل كبير من  محافظة إلى أخرى, إلا أن بعض الحلويات التقليدية ورغم  التطور الذي شهده هذا المجال في الجزائر لا زالت تحافظ على مكانتها كـ"المقروط " الجزائري بالتمر والدقيق الخشن والعسل و"البقلاوة " عروس الحلويات التقليدية، و"حلوة الطابع" و"الصامصة" و"التشاراك"، وهو عبارة عن هليلات تحشى عجينته بمختلف أنواع المكسرات يتم عادة تغميسه في السكر الأبيض الناعم، فضلًا عن "الغريبة"  وحلوى"القريوش" فهي من ألذ الحلويات, يتم تحضيرها بعجينة خفيفة تقطع إلى مستطيلات ثم تقطع في الوسط, ليتم بعدها قليها في الزيت وغطسها في العسل, وكل هذه الحلويات تعتبر كما يطلق عليها الجزائريين "شباح" صينية القهوة في صباح العيد، الذي ترتدي في معظم البيوت الجزائرية حلة جديدة, حيث يتم اقتناء الفرش والزرابي التقليدية التي لا زالت تحافظ على مكانتها لتصنع ربة البيت ديكور منزلي مميز يسر أنظار الزوار.
 
ومن بين العادات المتوراثة التي لا زال الجزائريون يحتفظون بها, وضع الحناء على أيادي الصغار والكبار, فتقوم الجدة أو الأم عشية هذه المناسبة على لم شمل بناتها وأبنائها وأحفادها على صحن "الحناء" لتزيين أياديهم بها على أقاويل يرددها أثناء وضعها مثلًا " يا الحنة يا الحنينة "، بمعنى أنها باعثة للمودة والحنان, فيما تبرمج الفتيات الجزائريات سهرة أو " قعدة" كما يطلق عليها في الجزائر، وتكون على الطريقة العاصمة حيث تحلبن إناء من الفخار مملوء بالماء وكل وحدة تضع فيه خاتمها الخاص وتحضر الجدات أو الأمهات "البوقالات" فهي عبارة عن شعر شعبي يكون بمثابة فأل خير عليهن.
 
ومن أجل اللحظات التي تتميز بها شوارع الجزائر منذ بزوغ شمس هذه المناسبة التي تمتزج فيها الشعائر الدينية بفسيفساء العادات والتقاليد, تكبيرات عيد الفطر المبارك التي تدوي في الشوارع, فمباشرة بعد أداء صلاة العيد يتبادل الجزائريون التهاني, وفك النزاعات وإقامة الصلح بين المتخاصمين والحفاظ على صلة الرحم لتكون بعدها وجهتهم المقبلة زيارة قبور الموتى في مشهد مهيب يعيد الحزن على وجوه البعض.
 
ويغزو بعدها البراعم الصغار الشوارع الرئيسية, حيث تطغى فرحتهم على كل شيء, يتسابقون على اقتناء مختلف الألعاب لدى المحلات والباعة المتجولون الذين يغتنمون هذه الفرصة لكسب القليل من الأموال.
 
وتتنافس ربات البيوت في صبيحة أول يوم عيد الفطر, على تحضير أطباق خاصة تحسبًا لقدوم الضيوف من الأهل والأصدقاء والأقارب, ومن بين الأطباق التي تطهى "الكسكس باللحم أو الدجاج" أو "المثوم" أو "مرق السفرية" وكلها عبارة  عن أطباق جزائرية متوارثة لا زالت سيدة موائد الجزائريين, ترافقها أفضل الشاربات المصنوعة من القرفة وماء الزهر.